المحرر موضوع: ابناء شعبنا بين مطرقة االبقاء في الوطن وسندان الهجرة  (زيارة 2087 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عصام شابا فلفل

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 113
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ابناء شعبنا بين مطرقة االبقاء في الوطن وسندان الهجرة
                              بقلم / عصام شابا فلفل

  قد لا نكون منصفين اذا جزمنا وقلنا بان ابناء شعبنا يفضلون الهجرة الى المجهول ،ولا يميلون للبقاء في ارض الاباء والاجداد ، وفي المقابل قد نجني على الاغلبية الغالبة من ابناء جلدتنا اذا اخذنا بانتقادهم دوما وتحميلهم مسؤولية ترك بلادهم دون سبب يسوغ لهم ذلك.. فهل نحن منصفين حقا ، وهل يحق لنا ان نعاتبهم في كل مناسبة ونجعلهم دائما في فوهة مدفع نقدنا اللاذع دون الرجوع الى الاسباب الحقيقية والظروف التي جعلتهم يفارقون بلد التاريخ والحضارة ، تلك الارض التي ارتوي ترابها بدماء ابناء هذا الشعب منذ اقدم العصور ،...؟
   لقد كنت ولا زلت من اشد المعارضين لترك البلاد من قبل ابناء شعبنا ، ولكن هناك مسببات للهجرة قد تكون ذات اهمية قصوى تجعلنا نحن في المقدمة  نميل الى المغادرة قبل الاخرين، فالذي حصل قبل 7/8/2014 وما حصل بعد ذلك من تهجير قسري واحتلال بلداتنا التاريخية من قبل عصابات داعش التخلف والتدمير وبمساعدة ومساندة وتأييد بعض الاشقاء من القرى المجاورة لبلداتنا ممن كنا نعتقدهم اصدقاؤنا ،والذين كانوا كل يوم بيننا يتبضعون ويتعالجون ، ، خلق ذلك الفعل الغادر ردة فعل عنيفة لدى ابناء شعبنا ، اذ فقدنا الثقة نهائيا بكل هؤلاء ، وكان لفقدان الثقة بابناء تلك القرى تأثير سلبي جدا على بقائنا ، وربما التحفظ الكبير على امكانية عودتنا الى بلداتنا ، اذ اخذنا بذلك نفكر الف مرة ومرة ونحسب لذلك الف حساب وحساب ، فكيف ستكون ردة فعلنا ان دخل هؤلاء الخونة مرة اخرى الى قرانا واخذوا بالتبضع والمعالجة ، وكيف سينظرون الى وجوهنا  ، وكيف سيكون استقبالنا لهم .. فهل سننسى كل شيء في لحظة معينة ام هناك امور اخرى قد تستجد بعد ذلك؟؟؟، ذلك التفكير وتلك التحسبات خلقت واعطت لأبناء شعبنا العديد من المسوغات والاسباب الموجبة لفعل الهجرة والتي بسببها قد يفرغ العراق من اقدم قوم اصيل عاش على هذه الارض ، فاحتلال بلداتنا وتدمير منازلنا وتشريدنا في كل بقعة من ارض العراق وخاصة في مدن وقصبات كوردستان والدول المجاورة الاخرى ، جعلنا نفكر الف مرة ومرة في كيفية ارسال احبتنا ( اولادنا ) الى دول مجاورة كي يبعدوا عن شبح تلك المأساة المفزعة التي المت بنا دون سبب ،وكنا نحن حطب لحرب ونزاع لا ناقة لنا فيها ولا جمل ، ولست هنا بناقد لأحد او توجيه لوم لشخص او منظمة ما بعينها ، ولكن من حق ابناء هذا الشعب ان يعرفوا حقيقة الذي جرى وليكونوا على بينة من كل صغيرة وكبيرة للذي حصل في هذا التاريخ بالذات...
اما العتب الاكبر هنا فنوجهه الى جميع التنظيمات السياسية التي لم تستطع ان تحرك ساكنا قبل هذا التاريخ باتجاه انشاء او تأسيس قوة خاصة من ابناء المنطقة تتولى حمايتها والدفاع عنها في حالة تعرضها لأي مكروه.... ولكن للأسف الشديد هذا لم يحصل الا بعد اوان التفكير بذلك ،وكانت الكارثة العظمى بتهجير اكثر من ( ثلاثمئة الف ) من ابناء شعبنا اضافة الى مئات الالاف من اشقائنا الايزيديين واشقائنا الشبك واحبتنا الكورد من مناطق سهل نينوى وسنجار وزمار وغيرها ، وذهب ضحية الاحتلال الالاف من النساء والاطفال والشيوخ  وسبي واغتصاب  الالاف من النساء ،لا بل وقد وصل الامر بتلك  العصابات الاجرامية الى اعادة سوق النخاسة لبيع المئات من ابناء وبنات اشقائنا الايزيديين دون وزاع من ضمير ودون ن يحرك ذلك انسانية المدعين بحقوق الانسان الا  بعد ان وقعت الواقعة وانتهى كل شيء... فهل يا ترى لماذ حصل كل هذا وفي هذه الفترة القياسية والتي تعتبر اقصر فترة تم فيها احتلال مناطق شاسعة من قبل تنظيم ارهابي على مدى التاريخ...؟؟؟.. وهل يا ترى كيف ستكون حياة ابناء شعبنا بعد تحرير مناطقهم وكيف سيكون تعاملهم مع من قدم خدماته طوعا ومجانا لعصابات داعش ..؟ ومن ثم فهل ستتوفر مستلزمات الحياة الكريمة  ليستطيع ابناء شعبنا من خلالها العودة الى مناطقهم وغلق باب الهجرة نهائيا ، ام ستؤول الامور الى نتائج غير متوقعة ابدا بحيث تجعل ابواب الهجرة في كامل اتساعها لتستوعب جميع ابناء شعبنا وربما قد يكون هناك من يكتوي بتلك النار الغير اخلاقية التي ندفع ثمنها من دون ان يكون لنا فيها سبب مقتع ..
ان المتتبع للاحداث سيكون على دراية تامة بكل تفاصيل المسرحية التي اخذت تعرض فصولها الاخيرة هذه الايام، فبعد المشهد الدامي والذروة التي وصلت اليها العروض المتضمنة سقوط  ثاني اكبر مدينة في العراق وربما تكون من كبريات مدن الشرق الاوسط ايضا ، الا وهي مدينة الموصل بيد داعش ، وانسحاب او بالاحرى هروب فرقتين عسكريتين كاملتين وترك كامل تجهيزاتها من اسلحة ثقيلة ومتوسطة وخفيفة ،  وانسحاب كل افراد الفرقتين اضافة الى افراد الشرطة المحلية ، ليعطينا دليل قاطع نعتقد من خلاله بوجود نوع من التوافقات والاتفاقات تحصل خلف كواليس اللعبة ، اما العرض فكان احتلال الموصل وسهل نينوى ومجزرة سنجار وزمار وتلعفر ،ومن ثم تهاوي العديد من المدن كتكريت وسامراء  وبيجي والقيارة وعدد من الاقضية والنواحي في كل من كركوك وديالى وحتى وصل التهديد لمدينة بغداد..ومن ثم بدأ الفصل الثاني من تلك المسرحية بدخول طائرات التحالف على الخط وانسحاب داعش من العديد من المناطق تحت وطأة الضربات العنيفة لطائرات التحالف مصاحبة بتقدم قوات البيشمركة  في القواطع الشمالية والشمالية الغربية والشمالية الشرقية وابتداء من الحدود العراقية السورية في الغرب الى الحدود العراقية الايرانية  في الشرق وبمسافة تقدر باكثر من الف ومئتي كليومتر..وكذلك تقدم قوالت الحكومة الاتحادية من القواطع الجنوبية  مع قوات الحشد الشعبي ، ادى ذلك الى تحرير العديد من المدن ومنها عدة مناطق لابناء شعبنا ،وهنا ياتي السؤال الوجيه.. هل نستطيع السكن بعد الان في مناطقنا بعد تعرضها للتخريب والدمار والنهب والسلب .. ؟
ولغرض الاجاية على سؤالنا اعلاه ، يجب علينا ان ننظر الى الحالة الاقتصادية التي انهارت كليا لجميع ابناء المنطقة دون استثناء ، فالزراعة اصبحت في خبر كان ، والكهرباء انقطعت ، لا بل قطعت عن كل تلك المناطق من قبل عصابات داعش نهائيا ، وكذلك تم قطع المياه عن جميع المدن والقرى ، اضافة الى ان كل الدور والمساكن والمحلات التجارية ودوائر الدولة ، قد تم نهب محتوياتها واثاثها من قبل تلك العصابات الداعشية ، لا بل قد وصل الامر بهم الى مصادرة حتى المنازل  العائدة للمسيحيين والشبك والايزيديين والاكراد في مدينة الموصل وبعض الاقضية والنواحي التي لا زالت تحت عبء تلك العصابات... فان تم تحرير تلك المناطق ،وهذا قريب جدا بعون الله وهمة الغيارى من ابطال البيشمركة وقوات الجيش والحشد الشعبي وابناء العشائر . ترى كم نحتاج من وقت لتعمير البنى التحتية المنهارة وكذلك البنى الاقتصادية التي ستسير امور الحياة في تلك المناطق ..؟ سيكون الجواب حتما نحتاج الى الكثير من الوقت والمال في زمن تعاني منه خزينة الدولة من الافلاس المخجل بسبب السياسة الاقتصادية الخاطئة التي امتازت بها دولتنا المباركة.. فهل يا ترى سنبقى هكذا نعيش على امل فارغ ونخدع انفسنا باننا سوف نضمن مستقلا زاهرا لاولادنا واجيالنا القادمة. الجواب اعتقده بالنفي تماما ، اذ لا يمكننا التنبؤ بما ستؤول اليه الامور مستقبلا ابدا ما دام هناك تيارات سياسية ودينية وعشائرية تتحكم بمصير البلد .. ومن هذا المنطلق  يقع الانسان بين نارين احلاهما سم نقيع ، فإما البقاء في االوطن وتحمل وزر ونار وظلم الاخرين ،او ترك كل شيء خلف ظهرانينا والاتجاه نحو الغرب لنبدأ حياتنا في غربة قاتلة لتبقى لدينا ذكريات مريرة لوطن كنا نحلم يوما بانه سيكون اسعد البلدان .. هكذا هي حياتنا الان ، فما هو الحل الذي ننشده في هذه المرحلة المعقدة .. الجواب متروك للمواطن ليختار هو بنفسه الطريق المستقبلي له ولأولاده ,, فاما تحمل ضربات مطرقة البقاء في الوطن او الصمود تحت حمل وقسوة سندان الهجرة . وفي الحالتين فنحن الان يقينا نحترق بين نارين ونعيش شيزوفرينيا فريدة من نوعها... وهنا لا ينطبق علينا الا المثل العربي القائل ( تريد ارنب اخذ ارنب .. تريد غزال اخذ ارنب ) ، فانت في الحالتين خسرت كل شيء سواء كنت في ارض الوطن ام هاجرته الى بلاد الغربة .... تحياتي


غير متصل ناصر عجمايا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2363
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأخ العزيز عصام الكلداني المحترم
مقالة تستحق التقييم
قبل أيام كتبنا مقالة في هذا المنحى
فعلاً انت محق بما دونته في هذا المقال ، وهو من ضمن الواقع المرأيي والمكشوف ، شعبنا يعيش بين مطارق متعددة ، ونحن نرى ونؤمن بالأنسان ، وعليه يجب أن يكون ويحسب في المرتبة الأولى من حيث المهام..فهو اليوم يعتبر الأهم من المهم... وفي غياب الأنسان ما فائدة المادة والمال رغم أهمتها !! والأخيره يفترض أن تكون في خدمتة وتمشية أمور الأنسان وليس العكس ، كما والأرض والبناء وكل شيء في الحياة بتنوع مفرداتها المختلفة والمترابطة والمطلوبة لادامة الحياة..
تحية ومحبة وتقدير..
منصور عجمايا[/b
]

غير متصل yohans

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 552
  • في قلب بلدتي الحبيبة ( الارض المحتلة )
    • مشاهدة الملف الشخصي
ابناء شعبنا
بقلم / عصام شابا فلفل
الاستاذ عصام شابا فلفل هل انت من حزب الذي يروج لكلمة ابناء شعبنا؟؟؟؟؟
هذا المصطلح وضعه حزب المسمى(كلداني سرياني اشوري)على ثلاثة فئات من المسيحين العراقين فلماذا جنابك تروج لهذا المصطلح المرفوض من قبل كل مسيحي العراق
شكراً
ليس المهم أن تكون صديقاً ولكن المهم أن تكون صادقاً

غير متصل طلال نفسو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 94
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأخ والصديق العزيز عصام شابا فلفل المحترم

مقالتك تؤكد واقع الحال الذي ستؤول اليه الاحداث وما يترتب عليه من تداعيات على شعبنا المضطهد المهجر، اماأحزابنا وتنظيماتنا سواءاً في تشكيل وحدات حماية مناطقناوغيرها من البرامج التي طبلت لها فحدث ولا حرج لأنها أثبتت فشلها من جهة وتبعيتها ومصالحها الخاصة من جهة أخرى، وأن هجرة المسيحيين الباقين في العراق تحصيل حاصل ومسألة وقت ليس إلا ( إذا سمحت مرجعياتنا بذلك ) لأن المؤشرات جميعها تشير الى ذلك حتى لو تحررت مناطق سهل نينوى لأن الصراع سيبقى على هذه المناطق ، وكنت قبل فترة قد كتبت مقالة بنفس المعنى في موقع عنكاوا بعنوان ( مسيحييو العراق قاب قوسين او أدنى من الزوال ).
                                تحياتي لك

                                                      طلال نفـسو / ابو رامز