1 . تركيا و قطر .. الى أين !
تنويه :
سأوجه بعض الرسائل - ذو الطابع الأسلامي أو السياسي أو الفكري .. ، وهي رسائل محددة موجهة مختصرة ، سأنشرها بين فينة و أخرى كسلسلة ، وكل رسالة ستنهج موضوعا ليس له علاقة بالأخر ، أملا منها تفريغ مادة أو فكرة للقارئ ، وستكون الرسائل غير مترابطة بالمضمون ، ولكن تجمعها مظلة واحدة وهي حرية الفكر و الرأي .. لأجله أقتضى التنويه .
الموضوع :
قرأنا في الميديا / الأعلام ، أن ( تركيا وقطر ) وقعتا أتفاقا مشتركا « الاتفاق يسمح بنشر قوات مسلحة تركية في قطر ، كما يسمح للدوحة الشيء نفسه على الأراضي التركية » ، مؤكّداً أن « مضمون ونطاق هذا الاتفاق قد ترك مفتوحاً ، وهو لا يخدم أي غرض آخر غير ما هو معلن ضمن بنوده ، لذا يجب عدم تفسيره وإعطائه أبعاداً تتنافى مع مضامينه ، كربطه بالتفاهم المبرم بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية ، حول تدريب وتجهيز المعارضة السورية ، أو بنشاطات القيادة العسكرية المركزية الأمريكية ، والتي مقرها قطر ، فضلاً عن أن مشروع القانون ، سيخضع للتصويت بكل شفافية أمام البرلمان التركي ، تبعاً للأصول والمراحل المتبعة فيما يخص الاتفاقات الدولية بين تركيا والبلدان الأجنبية » / نقل من موقع المصري اليوم ، وبنفس الصدد أشار موقع المنارة في 5.3.2015 بأنه قد ( صادقت لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان التركي على اتفاق تعاون عسكري بين تركيا وقطر يسمح بنشر قوات مشتركة في كلا البلدين " إذا اقتضت الحاجة " ) .
الرسالة :
الأتفاق التركي القطري ، غير متوازن ، لأن البلدين أصلا لا تجمعهما أي مشتركات ، سوى التوجه الأسلامي المتزمت ، ونهج جماعة الأخوان المسلمين و بعض المخططات و الأدوار المشبوهة الأقليمية والدولية !، أما أشارات التخلخل بين البلدين / سوف أحددها تحت مظلة السكان والجيش والرقعة الجغرافية ، وهذا يتوضح من الأتي : 1. أولا عدد السكان ، حيث ( أعلنت مؤسسة الإحصاء التركية ، نتائج التعداد العام لسكان تركيا - القائم على نظام العنوان - لسنة 2013 حيث بلغ 76 مليون و667 ألف و864 نسمة .. ) / نقل بتصرف من موقع yenisafak ، بينما عدد نفوس قطر بلغ حسب أحصاء 2012 / 1.95 مليون نسمة ، يشكل به القطريون نسبة 12 % ، أي أن عدد نفوس قطر حوالي 234 ألف نسمة / نقل بتصرف حسب موقع human rights watch . 2. تشير بوابة الأمن والدفاع العربي في 5.3.2013 أنه قد ( أعلنت رئاسة هيئة الأركان التركية في آخر إحصائية أجرتها أن تعداد القوات المسلحة التركية ، قد بلغ 678 ألف ، و617 عسكري .. ) ، بينما تشير بعض المصادر أن تعداد الجيش القطري 11 ألف نسمة ، ومصادر اخرى تبين رقما أخر وهو 12400 نسمة ، وحسب التسلسل العالمي بالنسبة لجيوش العالم ، تحتل تركيا المرتبة 9 ، اما قطر فتأتي بالمرتبة 112/ نقل بتصرف من موقع الويكيبيديا الحرة . 3. تبلغ مساحة تركيا 783,562.38 كم مربع / نقل من الموقع التالي : ww.invest.gov.tr/aSA/turkey/factsandfigures ... بينما تبلغ مساحة قطر 11572 كيلو متراً مربعاً / نقل من موقع وزارة التخطيط التنموي و الأحصاء .
مما سبق أود أن أرسل الرسائل التالية :
• أولا أن الأتفاق التركي القطري ، هو شق و تمزيق للصف الخليجي ألا أذا كان بتوافق خليجي !
• أذا كان هناك أي توافق خليجي فهذا يعني ، أنه جاء نتيجة التوسع الأيراني خليجيا / في البحرين و اليمن أضافة الى الدور المركزي لأيران في العراق ، أذن هو خطوة مضادة للخطوات الأيرانية / التي لديها شبه قوة عسكرية تحارب في العراق ضد داعش ، أضافة لدور واضح في اليمن بعد سيطرة الحوثيين على مناطق واسعة في اليمن ، مع الدور المساند للمعارضة الشيعية في البحرين .
• سياسيا وعسكريا ، الأتفاق يشكل ضربة لمصر ، التي علاقاتها التركية سيئة جدا ، أما علاقاتها القطرية فلم يطرأ عليها أي تحسن !
• من الواضح أن الخطوة التركية القطرية جاءت كرد فعل لدعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لتشكيل قوة دولية لمكافحة الأرهاب ، وهذا ما أكده السفير عزمى خليفة ، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق ، حيث بين ( إن القوة التي دعا إليها السيسي تأتي في إطار مكافحة الإرهاب ، وتساءل : " في أي إطار تدور القوة التركية القطرية " فهي لن تكون في محاربة الإرهاب لأنهما يدعمان الإرهاب ، وستكون شكلية وليست موضوعية ، وطالب خليفة سماع رأي مجلس التعاون الخليجي لأن هذا الاتفاق يتعارض مع أحكام مجلس التعاون الخليجي ، ويشق الصف العربي الخليجي ../ نقل بتصرف من موقع البوابة ) .
• ماذا سيقدم الجيش القطري الذي تعداده 12.400 الف نسمة ، لتاسع جيش بالعالم الذي تعداده حوالي 680.000 ألف نسمة ، من ناحية العدة والعدد والتجهيز والخبرة / الذي هو الجيش التركي ، كما أن المساحة الجغرافية القطرية الصغيرة ، بريا وبحريا وجويا ، هل ستسمح بأي مناورات عسكرية ، مقابل المساحة الجغرافية التركية الهائلة ، أضافة أن عدد نفوس قطر ، فهي تعادل عدد نفوس أي مدينة صغيرة في تركيا .. فأي مصلحة ديمغرافية في هذا الأتفاق العسكري ، وذلك لأختلاف خصائص السكان المتمثلة في الحجم والتوزيع والكثافة والتركيب والأعراق أضافة لأختلاف مكونات النمو ( الإنجاب والوفيات والهجرة ) ، هذا هو عدم التوازن في الأتفاق بحد ذاته !
• تركيا أكدت أن محاربة الارهاب ليس قضية ملحة بالنسبة لها ، وهذا ما أكده أيضا ( رئيس الاستخبارات الأميركية جيمس كلابر ، حيث قال أن محاربة تنظيم داعش المتطرف ليست أولوية بالنسبة إلى تركيا ، وأن هذا الأمر يسهل عبور مقاتلين أجانب من الأراضي التركية إلى سوريا.. ) / نقل من موقع العربية في 27.02.2015 ... أذن ما جدوى هكذا أتفاق ! لأن كل الدلائل تشير الى أن تركيا هي الممر الأمن للأرهاب الى سوريا!.
• أرى أن الهدف والغاية من الاتفاقية هو نشر القوات العسكرية التركية في قطر وليس العكس!
ختام الرسالة / قطر وتركيا الأدوار تتشابه و المصالح تتبادل ، ففي كل حقبة تظهر أدوارا غير متوقعة لبعض الدول التي كان وجودها لا يشكل أي ثقل لا خليجي ولا عربي ولا دولي ، أما تركيا ، فلا زالت تحلم بدورها الماضوي الأمبراطوري - العثماني ، الذي يحاول الرئيس / السلطان ، رجب طيب أردوغان محاولة تشكيله وأعادته للوجود مرة ثانية ، ولكن هذا الأمر يعتبر غير مقبولا من قبل الكثير من الأطراف الدولية !