(و طن حر وشعب سعيد) نعم هذا الشعار ليس ما حلم به الشيوعيين العراقيين طيلة (80) عاما من نضالهم السياسي الطويل وما قدموه من تضحيات وقرابين غالية على مذبح الحرية ، بل أنه ولا زال حلم العراقيين وقواهم السياسية بما فيه أحزاب شعبنا المشكلة بعد 2003
وطن حر وشعب سعيد عبارة عن قصيدة وستبقى قصيدة لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بالعلوم التي تحقق الازدهار للشعوب. وهي لم تكن القصيدة الوحيدة, فبين القصائد الاخرى كانت ايضا: نمسك يدا بيد نحو قمم الجبال القهوائية ونرفع رؤوسسنا نحو الشمس البرتقالية.
عند رفع هذا الشعار كان وطننا العراق محتلا من قبل الانكليز ، وكانت جل ثرواتنا تذهب إلى جيوب مجموعة من اصحاب الشركات وخاصة النفطية
هذه ليس حقيقة. الانكليز هم اللذين اكتشفوا النفط واعطوه بعدها هكذا مجانا للعراق بالرغم من ان كل اكتشاف هناك براءة اختراع عليه. وهم اللذين بنوا الجيش العراقي والنظام العلمي اللذي امتلكه العراق كان بريطاني. ولو كان الانكليز قد بقوا في العراق لفترة طويلة كما حدث في الهند فان وضع العراق كان سيكون مثل الهند. الهند لا تحمل عدواة ضد بريطانيا وهي اليوم دولة ديمقراطية تمتلك صناعة. فهل هناك شخص يتجراء ليجاوب على السؤال:
هل كانت الهند ستصل الى ما وصلت اليه اليوم لو لا البريطانين؟بعيدا عن القصائد والمقالات التي يكتبها الادباء فانني ارى اليوم الحل الوحيد للعراق كالتالي: مثلما هناك مؤوسسات تعطي مهمات معينة الى شركات كمتعهدين ينفذونها مقابل اموال معينة. فان العراق بحاجة الى ان يقوم طوعيا باعطاء ادارة العراق كله الى دولة غربية لتقوم بادارته مقابل دفع اموال لها وهذا لمدة لا تقل على 200 سنة. سيقول احدهم لماذا 200 سنة؟ انا اقول اذا كان هناك شخص لديه اعتراض فليسالني بدلا من السب والشتم وانا ساشرح له بدقة متناهية بان الشعب العراق شعب متخلف علميا. فالسياسية والاقتصاد هي ايضا علوم وليست رياضة شعبية تناقش بلعب الطاولي والدومينو.
العراقيين لمجرد تعلمهم قراءة الجريدة ظنوا بانهم اصبحوا يعلمون بكل شئ. الدكتور علي الوردي يشرح وضع العراقيين انذاك عندما كانوا يقومون بالصلاة حال مشاهدتهم للطائرات البريطانية لانهم ضنوا بان عزرائيل هو اللذي ارسالها. او ادخال رؤوسهم في فوهة مدفع من اجل الطهارة.
وعندما يصف كاتب المقال حالة الشيوعيين العراقيين بعد انهيار الاتحاد السوفيتي والمنضومة الاشتراكية نجده في اكثر من مكان يستخدم فرضية ، بأن الشيوعيين العراقيين يعانون من الازدواجية لكون تثقيفهم كان مناهضا للأمبريالية بينما هم يعيشون اليوم في ظل الامبريالية والنظام الراسمالي الذي رفضوه خلال تثقيفهم الحزبي الداخلي ، إن كان الامر صحيحا فان جميع العراقيين سواء الذين يعيشون في المجتمعات الراسمالية او حتى في داخل العراق ، يعانون من نفس الازدواجية التي يتحدث عنها ،لأنهم في الداخل لم تتحقق الاشتراكية التي أرادوها وناضلوا من أجلها ، كما في خارج الوطن .
وهذه تبقى ازدواجية حتى لو كتبت مليون مقال اخر. عندما يقوم الشيوعين كلهم باحتقار الراسمالية والدول الراسمالية وتسميتها بالامبريالية الخ فلماذا لم يتوجهوا الى دول اشتراكية شيوعية مثل الصين او كوريا الشمالية او غيرها في امريكا اللاتينية عندما هربوا؟ هم حتى الهاربين في فترة الثمانيات عندما كان المعسكر الشرقي قائم توجهوا مع هذا الى اوربا الغربية. اكثرية من يسمون بالمثقفين الشيوعين الان يكتبون من بريطانيا.
اما قضية "مناهضة الامبريالية" فهذه امتلكت فقط نتيجة واحدة سواء استعملها الشيوعين او القومجين العرب من البعثجين. نتيجتها كانت مقتل مئات الالاف من الابرياء بتهمة العمالة للامبريالية والصهيونية وغيرها.
هذا بالاضافة الى تقسيم المجتمع العراقي الى وطنين وخونة. انا ارى بان اي شخص يسمي نفسه وطني لا يمكن ان يكون سوى مريض نفسيا. لم ارى في الغرب شخص واحد يسمي نفسه وطني. لماذا يحتاج شخص مثلا يدافع عن حقه كفرد بان يمتلك حرية وحقوق بان يسمي نفسه بهكذا كلمات مضحكة مثل "وطني"؟ ومن ثم ما المقصود بالخونة؟ كم هو اعداد الابرياء اللذين تم قتلهم بتهمة العمالة والتخوين؟ الم يتم قتلهم كلهم من قبل اشخاص سموا انفسهم بالوطنين؟ هل هناك اجرم من الوطنين؟ من يقوم بتقسيم المجتمع اليوم الى وطنين وخونة فانه لابد انه شخص يمتلك استعداد نفسي كبير للاجرام. نحن لا نحتاج لا للوطنين ولا للثورجين , نحن بحاجة الى بشر طبيعين عاديين مثل بقية البشر في العالم المتحضر.
واذا كان هناك شخص يريد ان يصنع منضدة فعليه البدء بصنعها وليس بانتقاد المنضدة , ولن يستطيع ان يصنع المنضدة فقط باطلاق شعارات المناهضهة المضحكة الكوميدية.
انا عندما اسمع كلمات المناهضة فانا لااملك سوى ان اقع على الارض ضحكا.
والقضية الاخرى هي ان البشر عندما يتعودون على سماع شئ فيضنون بانه اذن صحيح وهذا فقط لانهم سمعوه كثيرا. عندما يستعمل شخص الامبريالية الغربية والراسمالية المتوحشة, استطيع انا ايضا ان اقول الاستعمار السوفيتي والشيوعية المتوحشة. السوفيت دمر افغانستان لمدة عشرة اعوام كاملة تدميرا كاملا. وهدف السوفيت كان احتلال افغانستان وبعدها كان يريد ان يتوسع الى ايران عن طريق ما يسمى بحزب تودة الشيوعي. وكان هناك في العراق الحزب الشيوعي العراقي وهكذا كان الاستعمار السوفيتي يريد ان يسطير على كل حقول النفط في امتداد من اغانستان مرورا بايران والعراق ليصل الخليج. اما الشيوعية فقد دمرت كل البلدان.
انا اعرف ماذ سيتبقى للرد, سيقول احدهم بان الشيوعين قدموا عدة تضحيات وتعرضوا للاعدامات والسجون في زمن البعث. وهذه النقطة انا ليس لدي ادنى شك بها.
ولكن البعثجيين قتلوا ايضا الملايين من الابرياء والبعثجين قتلوا الالاف من البعثجين ايضا والقومجيين العرب قتلوا مئات الالاف من القومجين العرب. المسلمين قتلوا الملايين من المسلمين. هذه يمكن شرحها كلها باستعمال الرياضيات وتقديم الادلة بانها ستكون دائما نتيجة حتمية.
فلسفيا الشيوعين شاركوا في تحطيم الثقافة, فهم كانوا في البداية مع الاعمال الثورجية العنيفة والقتل والسحل في الشوارع. واهم نقطة كانت انهم يقسمون المجتمع الى اعداء وغير اعداء في استعمالهم شعارات اعداء الطبقة العاملة, وهذه يعتبرونها لانفسهم بانها فقط لهم مسموحة.
عندما تعتبر جزء من المجتمع عدو فكيف ستحدد هذا العدو عندما تنزل للشارع؟ هذه النقاط تزرع وتنشر فقط ثقافة بين المواطنين بان اعتبار الاخر عدو هو شئ مسموح به. وعندما يعطي احدهم الحق لنفسه باعتبار الاخر عدو فسيعطي الحق لنفسه ايضا بان يقوم بتعذيبه وقتله. وهذه يجدون لها مثقفين وشعراء وادباء ليقوموا بتبرير القتل كما حدث.
فلماذا يكون من حق الشيوعين تقسيم المجتمع الى اعداء وغير اعداء ولا يكون من حق القومجيين العرب كالبعثجين تقسيم البشر الى اعداء الامة العروبجية وغير الاعداء؟ لماذا لا يكون عندها من حق المسلمين تقسيم البشر الى مسلمين والاعداء الكفار؟ هل هناك فرق في النتيجة؟.
لو كان الانكليز قد بقوا لكان في العراق الان راسمالية ناجحة, ونتيجة الراسمالية هي الديمقراطية لان الراسمال نفسه بحاجة الى الامان والقوانين. الا ان هناك من جاء والقى قصيدة وقال في تجمع يا اخوان قصيدتي اليوم هي بعنوان "حرق المراحل" وهكذا صفق له مئات الالاف وصفقوا لهكذا مصطلح عام لا معنى له ولم يفهمه احد واللذي لا يصلح سوى للقصائد.
والشئ الاكثر اللذي قاد الى كل هذه الماسي هو شعور الكثيرين بان الراسمالية ستقوم بتهميش المثقفين والشعراء ودور الادباء كما اعلنوا ذلك بشكل صريح في الملايين من منشوراتهم. وعندها قرر هؤلاء بعدم القبول بهكذا تهميش عندها قرروا تدمير كل شئ من اجلهم فقط. والتهميش يعني لهم التالي: عدم امتلاكهم دور قيادي طليعي في المجتمع يعني ان هناك تهميش ضدهم. وهذه النقطة شرحتها بالتفصيل في الرابط التالي ومن اخذ اقتباسات منهم.
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,699553.msg61074 ملاحظة: انا النقطة الوحيدة التي تزعجني كثيرا هي عندما يتم استعمال كلمة "اعداء" لوصف البشر. فعلى اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراق ان تعترف بان استعمالها كان خطا متخلف, وان تقوم بحذفها والاعتذار عن استعمالها سابقا, والتخلي عن الثورجية التي نتيجتها هي دائما العنف والتخلي عن كلمات مثل "المناهضة" لان تطبيقها العملي لا يعني سوى مناهضة البشر ونشر ثقافة مناهضة الانسان من قبل الانسان نفسه. بغير ذلك فان على هذه اللجنة ان تقوم بحل الحزب بكامله وبشكل طوعي, هذا لان دور هكذا حزب ثقافيا لن يكون فقط غير مفيد. والزمن اللذي يعطي بعض الادباء والشعراء حق اكثر لانفسهم ليستعملوا ويبرروا اية ثقافة يريدون وكما يرغبون هو زمن ولى.
الرياضيات يقول اما ان تمتلك مجموعة معينة كلها نفس الخصائص او انها ستمتلك خصائص اخرى. فاما هناك مجتمع يمتلك كل افراده الحقوق او لا احد يمتلكها. وعندما تكون خاصية معينة مسموح بها فانها تنتشر في المجموعة كلها مثل السماح باعتبار الاخر عدو او خائن او عميل.
التاريخ يوضح هذه الحتمية بدقة ايضا:
النازية قسمت المجتمع الى المان والاعداء اليهود وغيرهم. النتيجة ديكتاتورية ومقتل الالمان من قبل الالمان ايضا.
الشيوعية قسمت البشر الى طبقة عاملة واعداءها. النتيجة ديكتاتورية و مقتل الملايين من الشيوعين من قبل الشيوعين انفسهم ايضا.
البعث قسم البشر بين الامة العربية واعداءها. النتيجة ديكتاتورية ومقتل الملايين من العرب من قبل العرب انفسهم.
الاسلام قسم البشر بين المسلمين والكفار. النتيجة ديكتاتورية ومقتل الملايين من المسلمين من قبل المسلمين انفسهم.
نتائج بسيطة واضحة حتمية, وهي بهكذا بساطة بحيث حتى اطفال الروضة سيفهمونها بسرعة فائقة وبدون اية صعوبة تذكر