الاخ ورابي العزيز حنا شمعون المحترم
شلاما آشورايا شاريرا
بداية شاعرنا القديرعاشت يداكَ لهذا الموضوع القيّم والرائع ,وان كل ما تثيره وتكتب عنه فانه رائع ولامع كشخصيتكَ الممزوجة والمتبلورة من شموخ ومعاني الغيرة القومية الصادقة والوعي الانساني الوحدوي والمنطقي ,البعيد كل البعد عن المزايدات والمشاحنات والترهات المزيفة والفارغة المقرونة بالكتابات الصفراء الهزيلة , ولم تتعثر يوما بالتسميات وحربها الخاسرة لشعبنا المسكين المكتوي بالنار من كل صوب وحدب ,لا وبل كنت وما زلت ارقى من ان تنحط من قلعتكَ الابداعية الى هذا المستوى والدرك الاسفل الذي اقل ما يقال عنه انه قذر وله اهله ورواده الكُثر مع كل الاسف.
فيقول فيلسوفنا العظيم الخالد نعوم فائق (كل امة تعرف بثقافتها ولغتها ) فصدق القول فان التراث والفلكلور الشعبي بمعناه الشامل لاية امة يسهم وبقوة في بلورة وصياغة واظهارمعالم وجهها الحضاري المشرق , ويجسد هوية الامة ويبرز شخصيتها الثقافية والحضارية الرصينة , ويعززها في ضمير ووجدان ابناءها ويصقل شخصيتهم بالثبات والفخر.
فاننا كآشوريين بامس الحاجة الى ان نكون جنودا متطوعين وغيورين في خندق توثيق وتجسيد سفر تراثنا الزاخر من الاغاني الشعبية المفرحة والحزينة (جنانا ) وراوي المشهورة ,وفي المناسبات المختلفة من العشق, وقت الحصاد , والصيد ,المعارك والبسالة (شيخاني ),والثأر, والعرس ( لليانا ) وفي الليالي الشتوية الطويلة حول المدفئة الخشبية (صوبا )والقصص والحكايات والطرائف الشعبية ,والملاحم والنكات ,والاسماء المختلفة ,والمصطلحات المتداولة يوميا ,والامثال ,وحتى مسباتنا ( ܨܲܥܪܘܪܹ̈ܐ صعروري )القومية يجب ان تحفظ من الضياع والاندثار واذا سبينا!! وهذا ما لانريده طبعا!! فنستعين بها , وملابسنا التقليدية واسمائها ومعانيها , والعابنا واوقاتها ومناسباتها ,والاحاجي الكثيرة , وسفر اكلاتنا واطباقنا الغنية والصحية واللذيذة والكثيرة , واعيادنا القومية والدينية ومراسيمها وطقوسها الشيقة. والاكاذيب والخرافات, وسيَر الشخصيات العتيدة والعظيمة ’والسعي الى توثيقها وانقاذها من الضياع والاندثار والسطو عليها من قبل الاخرين ,وعدم تركها رهينة واسيرة التناقل عبر الاشخاص شفويا , لان الكثير منها ضاع بموت الاشخاص , ولان التراث المادي والمعنوي مُلك عام للامة ويجب ان يحفظ للاجيال القادمة بكل امانة واخلاص . اي نسعى الى احياء تراثنا وتحديثه وممارسة بعض من مراسيمه التي تواكب روح العصر .
وان ما يمر به شعبنا الاشوري اليوم من الاوضاع الماساوية في سوريا والعراق, فهناك قصص متنوعة في غمار وثنايا رافقت هذه الاوضاع التراجيدية ,فانها وبدون شك تحتاج الى انامل كتابنا وادبائنا وشعرائنا الشرفاء والغيارى لتوثيقها .
فصراحة رابي انكَ ابليت بلاءاً حسنا في البحث والتقصي حول عبارتنا الشيقة ( برام بريم بروس ܒܪܵܡ ܒܪܝܼܡ ܒܪܘܫ )التي اعجبتني كثيرا ,فجزاكَ الرب خير جزاء , وانني اذا سمحت لي رابي طبعا بالاضافة الى ما تفضلت وذهبت اليه مشكورا من النتائج النيرة ,ان العبارة لها علاقة بالفعل السرياني ( الاشوري ) الثلاثي ܒܪܵܡ برام ,ܒܪܝܼܡ بريم ܒܪܲܡܬܵܐ برمتا بمعنى لف , يلف الايادي, وبروس انها ܒܪܘܫ بروش على البعض, لان الكفوف (تبرم ) اثناء الحركه, ثم توضع على البعض اثناء تلك العملية.
بشولاما رابي المؤقر ليس لي الا ان اقول لكَ ܬܲܘܕܝܼ ܣܵܓܝܼ ܘܚܲܝܵܐ ܓܵܢܘܼܟܼ ܝܵܐ ܐ̄ܢܵܫܵܐ ܛܵܒܼܵܐ ܦܣܘܿܥ ܠܲܩܵܕ̄ܡܵܐ ܘܠܵܐ ܟܵܠܹܬ بارك الله بكَ.
بدران امرايا