المحرر موضوع: كيف تأسست ما تسمى الدولة الاسلامية (داعش ISIS ( )؟ ومن أسسها؟  (زيارة 4946 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بطرس نباتي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 416
    • مشاهدة الملف الشخصي
كيف تأسست ما تسمى الدولة الاسلامية  (داعش  ISIS ( )؟
ومن أسسها؟
                                                                           
بطرس نباتي

بموجب هذه الخارطة وحسب ما نشرته صحيفة (ديلي ميل ) البريطانية الواسعة الانتشار ، في تقريرلها في (30) يونيو 2014  كتبت ( أن التنظيم الاسوأ والاشد وحشية وتطرفا في التاريخ لديه خطة خمسية لتأسيس دولة الخلافة الاسلامية تمتد الى خارج حدود العالم الاسلامي لتشمل الشرق الاوسط وشمال افريقيا وجزء كبير من غرب اسيا واجزاء من اوروبا وصولا الى نمسا) ..
وقد اعلن هذا التنظيم بموجب هذه الخطة في نهاية عام 2014 تغير اسمه من الدولة الاسلامية في الشام والعراق  الى دولة الخلافة الاسلامية ، فما هو هذا التنظيم؟ وكيف وجد؟ ومن اوجده؟  اسئلة عديدة تكاد تطرح يوميا    منذ ان تمدد هذا التنظيم في بعض مدن العراق .



منذ منتصف 2004 تشكلت جماعة باسم التوحيد والجهاد كان يقودها ابي مصعب الزرقاوي في غرب العراق اعلن زرقاوي مبايعته لتنظيم القاعدة ليحول اسم تنظيمه ألى تنظيم القاعدة في العراق والشام قتل الزرقاوي على يد جنود امريكان في  10 / نيسان / 2010   وكان هذا التنظيم  الذي تحول بعد مقتل الزرقاوي الى ما كان يسمى مجلس شورى المجاهدين إلى  نواة لتشكيل منظمة اخرى باسم الدولة الاسلامية في العراق والشام والتي تأسست رسميا  فى 15 أكتوبر عام 2006 إثر اجتماع مجموعة من الفصائل المسلحة ضمن معاهدة حلف المطيبين تم اختيار “أبي عمر” زعيما لها وبعدها تبنت العديد من العمليات النوعية داخل العراق آنذاك، وبعد مقتل الزرقاوي ، أصبح أبو بكر البغدادي زعيمًا لهذا التنظيم.
و حلف المطيبين، وهوحلف تأسس بقرار مما عرف وقتها بـمجلس شورى المجاهدين فى العراق، وقد تم هذا الحلف  بين مجلس شورى المجاهدين في العراق و جيش الفاتحين و جند الصحابة وكتائب أنصار التوحيد و السنة، وجاء الحلف كرد فعل عن عدم رضا تنظيم «القاعدة» في بلاد الرافدين عن اختيار أبوأيوب المصري خليفة زعيم تنظيم «القاعدة» في العراق أبو مصعب الزرقاوي والمعروف ايضا باسم أبو حمزة المهاجر،غالبا ما كان هذا الاخير يتحالف  مع جبهة النصرة اولا بحجة محاربة نظام بشار أو لمحاربة جيش الحر المعارض لنظام الاسد عانت  المكونات القومية والدينية  الغير المسلمة أولا في سوريا شتى الاظطهادات على أيدي هذه المجموعات ، تمثلت بخطف رجال الدين المسيحي وراهبات  ، ثم أحتلال قرى وقصبات مسيحية وتصفية سكانها  في سوريا والواقعة في وادي النصارى مثل الناصرة مرميتا او تلك الواقعة في جبال قلمون كصدنايا ومعلولة ، مما ادى إلى  تقلص عدد المسيحيين في عموم سوريا حيث  كان عددهم يزيد على ثلاثة ملايين في عام 2011 والان لا يتجاوز المليون فقط ، جرى هذا في سوريا انذاك وسط صمت مخجل من دول العالم ومنظمات التي تعنى بحقوق الانسان ، كانت هذه التنظيمات تنشط في سوريا وتتاسس فيها وتنتقل منها الى العراق وفي العراق  تكررت هزائمها على يد جيش العراق والصحوات بمؤازرة القوات الامريكية .
    بعد تمدد ما يدعى ( بالدولة الاسلامية)  وتثبيت خليفة لها في العراق  أبو عمر البغدادي) وجدت لهذا التنظيم  بعد إعلان تمرده  على  القاعدة ( الام الكبرى لهذه التنظيمات)  دعوات تحريضية   اطلقها بعض  الدعاة الاسلاميين المتشددين  يحثون فيها  هذا  التنظيم بالتمدد في الاراضي العراقية بدأ من  الموصل أو الانبار ، وتم التمهيد لهذا الامر بالتحديد بعد زيارة الداعية الاسلامي الشيخ القرضاوي لخيام  المنتفضين في الانبار والموصل ) وبعد التمهيد لهذا منذ (2010) وكان  لتردي  الاحوال المعيشية  للعراقيين  ووسط انتشار الفساد المالي  ،  وأستثمار الاخطاء التي  أقترفتها الحكومات  المتعاقبة منذ 2003 وخاصة في الجهة الغربية من العراق وضعف القطعات العسكرية المرابطة في تلك المدن  ، إضافة إلى انظمام عناصر من الحزب البعث المنحل والجيش العراقي السابق هذه كانت أهم العوامل التي  أثرت في  الانتصارات المتلاحقة التي أحرزها  ، وكذلك لوجود معارضة قوية لحكومة المالكي في الجهة الغربية للعراق ونصب خيم الاعتصام الجماعي ولمدة طويلة تقارب السنتين ، وتحول قادة الصحوات وغيرهم من شيوخ تلك المناطق بمساندة دعم ومساندة شيوخ الدين مدفوعين بمصالح آنية أو كنتيجة نقمتهم على الاوضاع المعيشية ، مما أدى إلى دخول عناصر من المنظمات التكفيرية بين المعتصمين في الانبار والموصل ، مما دفع حكومة مالكي بالعمل على فض تلك الاعتصامات بالقوة المسلحة مما أدى إلى زيادة النقمة الشعبية ودفع أبناء تلك المناطق من الاستعانة بقيادات مما تسمى بالدولة الاسلامية في الشام والعراق واستقدامهم إلى العراق والترحيب بهم بعد احتلال الموصل وتكريت وأجزاء من الانبار .
 ومنذ 10/6/2014  أي  عند بدأ تنظيم ما يسمى بالدولة الاسلامية تمدده في العراق وأحتلاله لموصل،  بدأت أزمة الهجرة الجماعية من الموصل للمسيحيين وبعدها من أطرافها في سهل نينوى ثم للشبك ،  ولكن ما تعرض له الاخوة الازيديين  من تصفيات جسدية و سبي للنساء وقتل وتغير المعتقد بالقوة ، كانت من افضع الجرائم التي شهدها العالم المتمدن في القرون الحديثة أي بعد جرائم الابادة الجماعية لجائم سيفو وسميل والانفال وحلبجة  ، وقف العالم مشدوها ومستنكرا  امام الجرائم التي اقترفها ما يسمى بالدولة الاسلامية والتي راح ضحيتها جميع المكونات القومية في سهل نينوى ، وهبت معظم الدول تناهض بشكل علني لهذا التنظيم  بينما كانت ذات المؤسسات والدول والمنظمات تقف مكتوفة الايدي متفرجة على ما يحدث من جرائم للشعب السوري  والعراقي على يد نفس المجموعات الارهابية .
بعد دخول امريكا على خط المواجهة المسلحة ضد التنظيمات التكفيرية         ( داعش -  نصرة – الجماعة الخورسانية) بعد تصاعد جرائم تلك الجماعات  ضد المكونات القومية ومحاولة داعش الدخول إلى اربيل وأتخاذ قرارات في مجلس الامن وفي الاتحاد الاوروبي غيرها من المحافل الدولية مما ادى الى تشكيل حلف دولي ضد هذه التنظيمات وهناك قرءات عديدة حول نشوء وامتداد هذه التنظيمات منها
1-من يعتبر هذه التنظيمات صناعة امريكية اي انها نشات وترعرعت على ايادي مخابراتية امريكية بدعم من تركيا وبعض دول الخليج وكان نشوئها في بداياتها من اجل اسقاط نظام سوريا
2- من يربط  نشوئها بنظام بشار الاسد في سوريا حيث كونها اصلا من اجل مقاتلة المعارضة المسلحة السورية
3-وهناك راي اخر يجزم  بانها وليدة شرعية لتنظيم القاعدة ولما رات في نفسها قوة ومقدرة على البقاء والتمدد اعلنت مشروعها المستقل عن القاعدة .
رغم ما  تتمتع به بعض الاراء من حقيقة حول نشوء هذه الحركات التكفيرية العنيفة وخاصة ما اوردناه في أولااعلاه ، بتحميل الولايات المتحدة الامريكية وبعض أنظمة المنطقة مسؤولية انشاء ودعم مثل هذه التنضيمات بعد ما سمي الربيع العربي وخاصة ما اعترفت به وزيرة خارجية امريكا هيلاري كلنتون في بعض صفحات من مذكراتها التي اثارت فيه ضجة اعلامية ، رغم  كل ذلك إلا أن هناك عدة امور ساعدت على تكوين مثل هذه التنظيمات منها:
أ- يتفق العديد من الدارسين والمختصين بان هذه التنظيمات وجدت بعد انتكاسة المشروع الديموقراطي الذي ارادت امريكا تطبيقه في العراق وشهدنا ما آل إليه من تقسيم المشهد السياسي العراقي على أسس طائفية قادت مسيرته بعض الاحزاب الدينية والتي أدت إلى تمزق المجتمع العراقي وبالتالي أثار حرب أهلية كان من إحدى نتائجها نجاح التنظيمات التكفيرية في التغلغل في العراق وخاصة في الطرف السني مستغلة الخلافات بين الطوائف والمذاهب والاحزاب العراقية ، ولكن دراسة متأنية لوضع هذه التنظيمات نجد بانها وجدت قبل ذلك بعديد من السنين ونستطيع ان نعيدها إلى فترة الحملة الايمانية التي قادها رئيس النظام السابق صدام حسين وكانت نتيجتها خاصة بعد 2012 تجمع عدد كبير من ما سمي آنذاك ( المجاهدين العرب ) للدفاع عن نظامه ،  منهم من لم يعتقل من قبل القوات الامريكية او ممن أعتقل وأخلي سبيله هؤلاء أستمروا على فكرة دحر امريكا وقواتها ومن يساندها على ارض العراق .
ب- بعض الفقهاء المعاصرين وخاصة ممن يحملون الفكر الوهابي ، يسعون من أجل خلق تنظيمات سلفية عنيفة بالاستناد على نصوص قرآنية أو على السيرة النبوية ويقومون بتفسير تلك النصوص والاحاديث الاجتهادات الصادرة عن رجال الدين او ما يسمى بالفتاوى الشرعية ، أصحاب هذه الفتاوى يقومون بالاستناد على بعض النصوص أو الاحاديث التي تدعوا إلى قيام مثل هذه الحركات المتشددة او إلى أحياء مشروع الخلافة الاسلامية ، أو إحياء مشروع الامبراطورية العثمانية وغيرها التي باتت في حكم الغير الممكن في ضل اانظام العالمي الجديد ( العولمة ) وتفشي تيار الليبرالي والنظم الديموقراطية في العالم .
ج-الرأي القائل بان امريكا هي التي سعت  بتاسيس هذا التنظيم بشكل مباشر لتحقيق مصالحها في تحقيق ما يلي:
1- اشغال دول الشرق الاوسط بصراعات داخلية وحصر هذا الصراع في نطاق دول معينة  لتبتلي به شعوب المنطقة وبهذا يتخلون عن فكرة نقل الحرب ضد امريكا ودول الغرب الى اراضي تلك الدول .
2- توجيه هذه التنظيمات وجعلها في  الخط الامامي في عملية اسقاط النظام السوري .
3- ربما بتاسيس دولة اسلامية تضم معظم ما يسمى العالم الاسلامي في الشرق عموما سيجعل التفاهم  والتحاور مع قيادة اسلامية  موحدة  اسهل واجدى مما عليه الحال الان حيث يجري هذا الامر بدول وحكومات لا يربطها ببعظها اية روابط سواء كانت سياسية او اقتصادية
4-يؤمن اصحاب هذا الراي ان لتركيا ودولة القطر مصالح في دعم المشروع الامريكي في تكوين هذه الجماعات وخاصة دولة تركيا لكونها تريد اعادة امجادها القديمة في زمن الدولة العثمانية .
برأي هناك شيء من الصحة في جميع الاراء المطروحة اي ان كل راي يحمل نوع او اخر من صحة الطرح في ظهور هذه المجمعات وساحاول توضيح ذلك وكما يلي:
قامت سلطة التحالف بعد الاطاحة بنظام صدام حسين  في فرض سياسة المحاصصة في العراق ووفق هذه السياسة تم تقسيم الشعب العراقي ليس على اساس جغرافي وانما على اساس  ، سنة في غرب العراق ، الكورد في اقليم كردستان والشيعة  في الوسط وجنوب العراق ، رغم ذلك اعتمدت اسلوب الانتخابات والاعتماد الكثرة العددية لكل طائفة او لكل قومية في تولي زمام الحكم العراقي ، وعندما شارك الكورد والشيعة بثقليهما من حيث معارضتهما المستمرة لحكم البعث والتضحبات العديدة المقدمة للأطاحة بنظام صدام وتحقق ذلك بتدخل عسكري عنيف من جانب الولايات المتحدة الامريكية ، في اول الانتخابات نتيجة عزوف السنة في المشاركة الفعلية وانقسامهم بين مؤيد للنظام الجديد ومعارض او حتى رافض للمشاركة في الحكم ادى الى تهميش القوى السنية وخاصة بعد سن قانون المحاسبة والعدالة  واعتبار كل نشاط لحزب البعث محرما في العراق ، هذا الامر ادى الى ان تكون الاراضي الواقعة الى الغرب من العراق حاضنة لكل القوى المتذمرة او التي لها مصلحة في محاربة الوضع الجديد في العراق ن بعد دخول داعش وكما اسلفنا سابقا ، كقوة ضمن القوى المعارضة لنظام سوريا والتي كانت امريكا وتركيا وبعض الانظمة العربية  كالسعودية وقطرتعدها لهذا الغرض، اي لإسقاط الحكم في سوريا ، إلا ان النظام السوري استطاع ان يخلق صراعا بينها وبين القوى الاخرى وبتطور هذا الصراع اخذ يأخذ طابعا آخر حيث مالت داعش الى الوقوف الى جانب النظام السوري ضد القوى السورية المعارضة الاخرى وبعد زيادة شهيتها للتمدد نحو العراق ودعوتها لإحياء مشروع الخلافة الاسلامية واختيار بغداد عاصمة الرشيد لتكون مركزا لخلافتها ن شعرت الولايات المتحدة بخطر داعش الكبير لذلك ارادت الحد من طموحها وحسر تمددها وليس إلى تحطيمها نهائيا فبدأت بفصل آخر من فصول المسرحية اي استخدام القوة الجوية وعبر تحالفات هشة مع بعض الانظمة العربية لتحييد داعش وانهاكها على الاقل لتخرج من العراق واقتصار انشطتها في سوريا او ليبيا او غيرها من الاقطار العربية ، ولتشكل البعبع الذي بواسطته اي بواسطة تخويف الشعوب والدول من سطوتها تتمكن امريكا من بسط ذراعها العسكري الطويل اينما رغبت ، هذا ما نراه اليوم سببا في تمدد داعش او انحسارها او اخراجها من بعض المدن وربما سنشهد هجرتها او تمددها في دول ومجتمعات اخرى  غير حواضنها التقليدية .




غير متصل بطرس هرمز نباتي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 440
    • مشاهدة الملف الشخصي
السيد فادي مداخلتك حول مصالح امريكا وتدخلها عبر خلق  مثل هذه المنظمات اتصور اني تطرقت اليها بما فيه الكفاية، ولكن اذا ما قمنا باسقاط كل ما تتعرض له المنطقة وحتى العالم وان نقيس تحليلنا  وفق نظرية المؤامرة نكون قد حكمنا على انفسنا وعلى عقولنا بالتفكير الاحادي في نظرتنا الى الامور .
نعم هناك تدخلات اقليمية ودولية في  منطقتنا ساعدت بشكل او بىخر على انتعاش هذه الحركات المتشددة والتكفيرية ، ولكننا إذا ما قمنا بتحميل كل ما يلحق بنا من أذى بالاخرين نكون قد تجنبنا العوامل التي توجد في داخل مجتمعات الشرق المتوسط والتي تهيء الارضية الخصبة(حواضن سواء فكرية أو مادية) لتواجد ونمو الحركات التكفيرية السلفية ،  سواء شئنا أو ابينا نعم تتغذى هذه الحركات على الدعم الاجنبي ،ولكن الاهم من هذا الدعم يكمن في :
أولا : وجود فكر  سلفي يتقبل دعوات التعصب و عدم تقبل الاخر  لحد محاربته وتدميره ،وايضا وجود تقسيم حاد للمجتمعات على اسس طائفية لا تتلائم مع طبيعة عصرنا.
ثانيا : وجود نصوص تبالغ باستخدام العنف لتركيع وإذلال الغير المختلف فكريا أو طبائعيا مع طبائع وفكر ونهج الاكثرية ، وهذا ما يؤدي أن تنتهج الاكثرية سلوكا معاديا او رافضا لكل من يعارضها سواء في السلوك أو في النهج .
اما تجربة يوغسلافيا السابقة وتدخلات الحلفاء بقيادة الولايات المتحدة الامريكية فهذا تأتى نتيجة انتهاء الحرب الباردة وهو يختلف عما جرى في العراق وفي غيره من الدول وبرأي يحتاج ما حدث في يوغسلافيا السابقة إلى دراسة ، حيث لا يمكن تحليله وفق نفس السياقات المتبعة في مقالنا حول داعش ، ولربما سيكون لنا وقفة مع ما حدث في يوغسلافيا وتحديدا في كوسوفو لما له علاقة بنا من حيث تنظيم شؤون الاقليات في الدول التي نشأت أثر تفكك دولة يوغسلافيا السابقة . شكرا لك
بطرس نباتي

غير متصل انطوان الصنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4286
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاخ والصديق العزيز بطرس نباتي المحترم
بعد التحية

مقالكم او دراستكم التحليلية التاريخية اعلاه لنشوء ظاهرة داعش الارهابية في العراق وسوريا نعم تنظيم  داعش الارهابي  لم يأتي من فراغ خاصة اذا علمنا ان انبثاق داعش يعتبر استمرار وامتداد  لظاهرة تنظيم القاعدة الارهابي مع بعض الاختلافات في العقيدة والفكر والممارسة نعم التدخلات العسكرية والحروب التي شنتها الولايات المتحدة الامريكية وحلفاءها في عدد من البلدان مثل افغانستان والصومال والعراق وليبيا الخ والتي لم تكن ضرورية كان لها تأثير مهم في بروز ظاهرةالتطرف في تنظيمات الاسلام السياسي

كذلك لعبت التدخلات الاقليمية في العراق وسوريا الذي هو انعكاس لصراع اقليمي وهذا الصراع كما اختير له بان يكون على الارض العراقية والسورية وعلى الارض اللبنانية واليمنية ومناطق اخرى بلا شك هنالك حقيقة يعرفها الجميع ان ايران حصلت على تمدد وتوسع في النفوذ في العراق وسورية ولبنان واليمن بعد التدخل الامريكي عام 2003 في العراق ومن الطبيعي ان السعودية وتركيا في الوقت الذي تخشان فيه من هذا التوسع والتمدد الايراني لانها تعتبره احد التحديات الجيوسياسية العديدة التي تواجههما من هنا تفكران اولاً لحماية امنهما من التحديات التي تجري في المنطقة وثانياً في ان يكون لهما دور اقليمي وهذا الدور الاقليمي لن يتحقق من منظورهما الا بعد وقف التمدد والتوسع الايراني

اضافة لما تقدم فأن نظام المحاصصة الطائفية والاثنية والحزبية هو سبب في كل الأزمات والبلاوي السياسية في العراق وسوريا  لما انتجه فكر الحزب الواحد لان نظام المحاصصة الطائفية الذي انتجه لنا التدخل الامريكي لترضية كل الاطراف انه قائم على نهج طائفي ولا يخلوا من الشوفينية والتعصب القومي والمذهبي فأن طبيعة هذا النظام الطائفي شكلت عامل معوق لتطور العملية السياسية والديمقراطية وتراجعها وأدخل البلد في نفق الازمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية وما اكدته التجربة ان نظام المحاصصة لم يؤسس لبناء الدولة المدنية الديمقراطية مع تقديري

                                             اخوكم
                                         انطوان الصنا

غير متصل بطرس هرمز نباتي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 440
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاخ أنطوان صنا عزيزي  منطقة شرق الأوسط  تعتبر من مناطق التي تتجسد بها الصراعات الدولية ليس الان فهي هكذا منذ القدم  وشعوب المنطقة هي الضحية وهي الوقود الحقيقي لهذه الصراعات  شهدت المنطقة صراع فارسي توركي وصراع إسلامي بيزنطي  وصراع عثماني مع اغلب الدول العظمى  وشعبنا هو في طليعة الضحايا وفي مقدمة من يدمر لكونه يختلف عن الأكثرية ولكون اي هزة يتعرض لها تفقده مزيدا من الارض ومزيدا من الوجود والهوية.
رغم ذلك لم يستطيع قادة شعبنا ومؤسساته ان تتعض مما لحق ويلحق ينا لأنهم لا زالوا منقسمين طائفيا سياسيا وحتى اجتماعيا في الحرب العالمية الثانية لم يتمكن شعبنا من توحيد خطابه واراد كل رئيس طائفة ان يكون هو القائد فلم يعترف بِنَا وبقضيتنا في أية مؤتمرات دولية والآن تتكرر الماساة على يد داعش واخواتها ويتكرر نفس الشيء أطفال ونساء وشيوخ ينالهم العذاب ورؤسائنا ليس همهم سوى استثمار حجم الماساة لتدر اكبر الفوائد لهم. أقول عزيزي
حجم الكارثة اكبر من تفكيرنا واكبر من مقدرتنا والتدخل الذي كان لحد الامس يجري بصورة خجولة وتحت الطاولة اصبح اليوم واضحا وضح النهار والأمور باتت مقلقة والنظرة المتتشاءمة هي التي يروج لها بين أوساط شعبنا وخاصة في الداخل تقبل تحياتي
بطرس نباتي

غير متصل شوكت توســـا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2241
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأستاذ والصديق العزيز بطرس نباتي المحترم
تحيه ومحبه مقرونة بالتقدير لمجهود ترتيب طرحكم لموضوعة الساعه , حسب طريقتي في قراءة مقالتكم  وفهمي لطرحها, اكاد اسمح لنفسي بالقول ان جنابكم سعيتم وبشكل استقرائي لملمة اراء مختلفه وهي في اغلبها سياسيه واضفتم من خبرتكم ايضاحات  وتعليقات  سواء في تاييدكم راي هنا او نفي راي هناك , في كلا الحالتين  حضرتكم سعيتم مشكورون  وفي سعيكم هذا حفزتم القارئ وانا واحد منهم في المزيد من البحث للوصول الى المزيد مما هو مخفي.
ولكن ما اعجبني في كلامكم هو قولكم في احد ردودكم:
(( حجم الكارثة اكبر من تفكيرنا واكبر من مقدرتنا والتدخل الذي كان لحد الامس يجري بصورة خجولة وتحت الطاولة اصبح اليوم واضحا وضح النهار والأمور باتت مقلقة والنظرة المتتشاءمة هي التي يروج لها بين أوساط شعبنا وخاصة في الداخل )). انتهى الاقتباس.
كلامكم هذا هو عين العقل وهو تأكيد منطقي لحقيقه مفادها بان المدعوه داعش ليس سوى أداة(غبيه) تم تسخيرها لتنفيذ مشروع (ذكي جدا), اذن الامر المهم وهو ما يهمنا كضحايا هو ماذا يجب قوله بحق الضحيه التي نمثلها نحن, فإن كنا في ردات فعلنا نكتفي بالقول بأننا ندرك تماما من هم ارباب ومخططو هذاالمشروع الذي بسببه تم تدميرنا, نكون في ذلك قد القينا اللوم على انفسنا بالدرجة الاساس والسبب حسب ظني مفهوم وواضح, وإن كان اصرارنا  نفسه على علمنا وسابق معرفتنا بما يخطط له الاجنبي, فشخصيا اقول عندما يكون بمقدورنا ان نستمكن ونقوى على معرفة ما يخطط له في الكواليس فان ارباب هذه الكواليس وقادة سياسييهم سيعتزلون العمل في السياسة.
اذن علينا ان نرى ونبحث لأنفسنا عن الآليه الفكريه والنضاليه التي تبقينا وتبقي ابناء شعبنا سالمين آمنين .
كي لا أطيل اكثر عليكم اخي بطرس, سأكتفي بمداخلتي هذه ولكم مني كل التقدير والاحترام.
تقبلوا خالص تحياتي.

غير متصل babel2010

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1788
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • http://www11.0zz0.com/thumbs/2009/02/22/07/176168151.jpg
الاخ بطرس المحترم
مقالتك حول تاسيس داعش ومن اسسها رائعة وتحليل صائب حول تطور
الحركات المتشددة ودعمها الاقليمي ودولي خصوصا الولايات المتحدة,
وباخصارٍ سريع خوف السنة من الهلال الشيعي ادى الى ولادة داعش
بسرعة ،وهكذا سعت كل دول المنطقة الى افشال العملية السياسية في
العراق ودعم جبهة النصرة التي تحولت فيما بعد الى داعش لاسقاط
النظام في سوريا هذا باعتراف الولايات المتحدة نفسها،انا اتذكر جيدا
تصريحات ملك الاردن عبداللة الثاني وحسني مبارك بمباركة السعودية
حول الهلال الشيعي لكن مثلما يقولون انقلب السحر على الساحر ولا
نعرف ماذا ستؤل الامور وماذا تكون عواقبها هذا سنعرفه لاحقا مع
تحياتي .
جميل عسكر

غير متصل بطرس هرمز نباتي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 440
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاخ العزيز شوكت توسا  تحية لك من الأعماق عزيزي  امنياتي ان تكون بخير
في نظري لا تتمكن أية قوة مهما بلغت ان تُخلْق  مثل هذه الحركة المتشددة  والمدمرة  ما لم تتواجد ارضية فكرية  تعمل على احتضانها  او دعمها بالاستناد على مبدأ  النازية ما لم يتطور الفكر القومي التعصبي ليبلغ ذلك المدى بحيث يبرر ما اسماه منظريهم حينها بسمو العنصر واختيار العنصر الجرماني ليكون هو السيد وباقي الشعوب او العناصر عبيد وجدوا ليخدموا فقط ما كانت ألمانيا تنحو هذا النحو في محاولتها السيطرة على العالم. وأقرب مثال لهذه الأفكار والنظريات المدمرة هو البعث ومحاولته تسيد القومية العربية عبر شعارات رنانة  من ذات الفكر  الفكر المستند على الشريعة والنص حاولت قوى اخرى استغلال الحاضنة الفكرية لتصنع مسخها العجيب الذي استطاع خلال اشهر قليلة بتدمير كل ما له صلة بالحضارة بالثقافة والتاريخ وقبل ذلك ان يدمر الانسان بذاته وما يحمله من قيم  تحياتي لك. ودلي مداخلة مع احد الباحثين المصريين  عندما انهي مناقشتي معه سوف أقوم بنشرها وهي ستجيب على معظم الأسئلة التي أثرتها انت او  بعض الأخوة حول ظاهرة داعش. تقبل تحياتي
الاخ جميل عسكر  المحترم شكرًا على مرورك عزيزي. الهلال الشيعي  والسني وغيرها من المصطلحات  من اختراعات الماكنة الإعلامية الامريكية  الشيعة كانوا بعيدين عن الحكم في العراق منذ تأسيس الدولة العراقية عند تغيير النظام بواسطة التدخل الامريكي معظم السنة شانهم شان العرب جميعا  عبروا عن مقاطعتهم للعملية السياسية باعتبار انهم الوريث الشرعي لحكم العراق وأنهم لا يودون المشاركة في حكومة جاء بها الأمريكان (مستعمر) لأنهم وضعوا في حساباتهم بان حال رحيل الأمريكان ولا بد منه. سياتي من يقوم بانقلاب عسكري ليعيد لهم مجدهم التليد ولكن كما يقول المثل قد تهب الريح بما لا تشتهيه السفن اليوم هم اسفين على ذلك ولكن كما يقول المثل العراقي بعد خراب البصرة  هم لم يشاركوا حينها في كتابة الدستور وهم لم يجتهدوا في وضع قوانين الانتخابات هم نءوا  بأنفسهم من كل مسؤولية او حتى من رابط مع ما يجري في العراق وعندما صحوا مؤخراً لم يحسبوها بشكل صحيح فراحوا يستقدمون داعش واخواتها لعلها تكون هي المخلص  وبعد مجيءها ظهر بأنهم استعانوا بتدمر اخر لا يقل شانا عن الذي تصوروه عدوهم بعض المشاركين منهم في الحكم لا يرتقون الى قادة يمكن للسنة الاعتماد عليهم وخاصة في العراق كل شيء مطروح في بازار المزايدات  لمن يدفع. ارجو ان يكون قد توضح الموقف دمت عزيزا ايها  الاخ  العزيز
بطرس نباتي

غير متصل خوشابا سولاقا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2340
    • مشاهدة الملف الشخصي
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المتألق الأستاذ بطرس نباتي المحترم
الى كافة الأخوة المتحاورين المحترمين 

تقبلوا خالص تحياتنا ومحبتنا الصادقة
نحييكم من الأعماق ونقول لشخصكم الكريم بورك قلمكم وعاشت أناملكم على هذا المقال الرائع الذي سلطتم فيه الضوء على ولادة ونشوء وتمدد هذا التنظيم الأرهابي ، لأن الكثير من المتطرفين السذج مع الأسف الشديد لا يجيدون قراءة ما بين السطور من الأحداث الجارية على الأرض وعليه وجدنا من واجبنا أن نضيف بعض الملاحظات التي ربما وردت ضمناً في فحوى مقالكم للمزيد من توضيح الرؤية ، حيث نعود قليلاً الى الوراء في أحداث التاريخ لنصل الى نقطة بداية الكوارث التي حلت بهذه المنطقة منذ يومها ذاك والى اليوم ، والى أين يرمي المخططون بنظرهم  لتحقيق الهدف البعيد المنشود نقول الآتي :
أولاً : منذ انتصار الأتحاد السوفييتي السابق في الحرب العالمية الثانية على النازية الألمانية وظهور المعسكر الأشتراكي وتمدد الفكر الماركسي الشيوعي في بلدان الشرق الأوسط منابع النفط من خلال الأحزاب الشيوعية القوية فيها بات واقع الحال هذا يشكل خطراً على المصالح الأقتصادية الأستراتيجية للدول الرأسمالية لذلك وجدت من الضروري وضع حد للتمدد الشيوعي ومنع إلحاق هذه المنطقة بمناطق النفوذ السوفييتي وتحجيمه في مهده قبل أن يستفحل ويقوى عوده ويصعب عندها مواجهته من دون حرب عالمية ثالثة ولذلك كان ونستن تشرشل رئيس وزراء بريطانيا ميالاً الى تحجيم دور الأتحاد السوفييتي حتى إن أقتضى الأمر إعلان الحرب ضده إلا أن أمور كثيرة حالت دون ذلك بسبب ضعف وهشاشة الوضع الداخلي للحلفاء الغربين في كافة المجالات بسبب الحرب التي أنهكت بلدان الحلفاء  اقتصادياً وبشرياً .
ثانياً : قررت الدول الرأسمالية إعتماد أسلوب وضع حواجز رادعة أمام المد الشيوعي نحو الشرق ، فوجدت تلك الحواجز الرادعة في بعث الأفكار الشوفينية القومية والدينية المتطرفة المعادية للفكر الماركسي الشيوعي باعتباره فكراً الحادياً معادياً للقومية والدين يفضي بالنتيجة تمدده الى القضاء على التراث القومي والديني ، وبسبب ضعف الوعي الثقافي السياسي لشعوب المنطقة وتزمتها وتمسكها بالقومية والدين كانت الأرض خصبة ومهيئة لتأسيس ونمو أحزاب وتنظيمات قومية ودينية متطرفة ومتشددة ، هكذا وبدعم ومساندة وتمويل من الدول الرأسمالية لهذه التنظيمات الشوفينية في فكرها المتعصب قومياً ودينياً تمددت الأحزاب القومية وجماعة أخوان المسلمين في منتصف القرن العشرين ، فعاثت الأحزاب القومية وأنظمتها العسكرية الأستبدادية فساداً وظلماً وتخلفاً في البلدان التي حكمتها لسنوات طويلة بالحديد والنار وكانت قوى اليسار الشيوعي وقودها الأول في المحرقة القومية ، ونحن الذين أعمارنا يتجاوز الخمسين عاماً عايشنا نتائج هذه التجربة القاسية والمريرة بما فيه الكفاية لا نحتاج الى اعادة قراءة تاريخ هذه الفترة الا للتذكير بمساوئها الهائلة والمشينة .
ثالثاً : بعد الغزو السوفييتي لأفغانيستان وفشل الأنظمة القومية في بناء الجنة  القومية الموعودة لشعوب المنطقة وانتصار الثورة الأسلامية في ايران ، انطلقت منظمة القاعدة الأرهابية المتطرفة الى الوجود بتخطيط وتنسيق امريكي عربي اسلامي اسرائيلي لمحاربة التمدد الشيوعي ومنعه من الوصول الى مياه الخليج الدافئة ، هذا الواقع شجع لأنطلاق الكثير من التنظيمات الأسلامية المتطرفة في بلدان الشرق الأوسط من التي لا تدور في فلك أمريكا وحليفاته.
رابعاً : بعد انهيار الأتحاد السوفييتي والمعسكر الأشتراكي في شرق أوروبا وسقوط  النظام الشيوعي في أفغانيستان أنقلب السحر على الساحر ، حيث تحول حليف أمريكا بالأمس الى عدواً لها ظاهرياً ، ولكن ظلتْ أمريكا واسرائيل ماسكة ومتحكمة بخيوط اللعبة كلها وتوجيهها بالأتجاه الذي يخدم مصالحها في المنطقة الى اليوم .
خامساً : أمريكا والصهيونية العالمية بقيادة دولة اسرائيل وبالتنسيق مع المؤسسة الدينية في السعودية ودول الخليج وتخلف شعوب هذه البلدان التي تخوض اليوم حروب أهلية داخلية شعواء وعشوائية دون وعي منها لنتائجها ، هي من صنعت الأحزاب القومية الشوفينية بكل تلاوينها وعناوينها الوطنية البراقة ، وهي من صنعت جماعة الأخوان المسلمين في مصر والتي منها ولدت القاعدة وبناتها وحفيداتها من الأجيال المحسنة من داعش وغيرها لتحقيق الحلم التوراتي اليهودي في إقامة  دولة اسرائيل الكبرى تمتد من الفرات شرقاً الى النيل غرباً بواسطة استخدام القوة العسكرية والتكنولوجية وتخلف الأخرين كوسيلة لتحقيق ذلك الحلم الجميل لليهود والذي طال انتظاره وها هو اليوم على وشك التحقق هلهلو يا أغبياء العرب من المتطرفين المتعصبين من التيارات القومية والمتدينين من تيارات الأسلام السياسي دون سواهم من الشرفاء الوطنيين المخلصين التقدميين الطييبين ، أرقصوا وهزوا البطون على أنغام موسيقى الجاز الأمريكي الأسرائيلي ، هذه هي كل القصة وما فيها أيها القارئ الكريم بحسب وجهة نظرنا المتواضعة ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام  وكل الطييبين في العالم مع اعتذارنا الشديد للأطالة .

              محبكم من القلب أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا     
     

غير متصل بطرس هرمز نباتي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 440
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاخ والصديق خوشابا سولاقا شكرًا لإضافتك  واغناءك للمقال كل الإضافات صحيحة ولكن اذا لم يكن  هناك ارضية فكرية وعقول تتقبل مثل هذه التدخلات لا يمكن لأية قوة  تلعب هكذا بهذا الاستهتار بمقدرات الشعوب. العقل الذي يتقبل ان يكون تابع و يسير وراء سراب وتلعب به قوى حتى وان تكون مجهولة. سيرضخ حتما لقوى اخرى لديها إمكانيات  هائلة  بواسطتها تستطيع ان تعمل منه مجرد مطية لمشاريعها  شعوب شرق الأوسط قبل الحرب الباردة كانت تتعرض لهجمات الغزو القادمة من وراء حدودها الطبيعية تارة باسم الغزو الاستيطاني وتارة اخرى لنشر دين  وتارة اخرى كانوا ضحايا بحجة انهم  شهداء  عند الرب في جناته. تصور يا اخي ان من استشهد في الاضطهاد الاربعيني من شعبنا لو كل واحد منهم قذف بحصوة في وجه القتلة هل كان حالنا الان هكذا
شعوبنا تعودت على الشكوى وان تندب حالها عندما تتعرض للمحنة وعندما تتدحر. تدعي ان هناك قوى عضمى لا تقدر على مواجهتها وعندما تضعف تدعي بان هناك مومراة دولية تحاك ضدها وعندما تنتصر ولو بشكل ولو مؤقتا تقول ان الله أزرها  وشد من عزمها او ارسل قواته وملاءكته لنصرتها. وكل هذا نتيجة العقلية الاتكالية. والمتعلقة بتلابيب المجهول هي السائدة لحد الان بيننا
وسوف تستمر معنا وسنحملها معنا حتى لو كنا نقود اهم المراكز العلمية في العالم. أتدري اخي هناك أمل ان يتحرر منها فقط الأجيال التي تولد وتترعرع في الغربة ربما تكون هي التي تحمل بذرة التحرر من الموروث السيء
تقبل تحياتي اخي العزيز
بطرس نباتي