هل تختفي أشورية الكنيسة بعد رحيل حامل رايتها؟؟
أوشـــانا نيســـان" كان صوتا مهما للمسكونية والسلام في الشرق الاوسط"، ورد في برقية التعزية التي وجهتها السفارة الامريكية في بغداد الى كنيسة المشرق الاشورية واتباعها، بعد انتقال قداسة البطريرك مار دنخا الرابع الى الاخدار السماوية بتاريخ 26 أذار 2015، ذلك بعد مسيرة ايمانية واعية دامت لما يقارب من 39 عاما، عمل خلالها قداسة البطريرك ال 112 لكنيسة المشرق الاشورية بكامل الثِّقة والإيمان والتَّوكل على الله بعد توليه كرسي البطريركي في 17 تشرين الاول 1976 ولحد رحيله، كما أكد ذلك مرارا خلال كرازاته وخطبه ولقاءاته المنتظمة مع مؤمني كنيسة المشرق وجماهير الشعب الذي أحبه كثيرا.
حقا أن الالم بدأ يجتاح قلوب جميع مؤمني كنيسة المشرق بعدما خطف الموت بطريركها ومؤسس المرحلة الكنسية "الجديدة" التي عمدها باسم القومية الاشورية للمرة الاولى في تاريخ كنيسة المشرق، ذلك بعد صراع شاق ومرير حاول اعداء هذا الشعب رغم اعتباره أقدم مكون عرقي عراقي سكن وادي الرافدين واخرهم الطاغية صدام حسين، خطط وعن قناعة في محو هوية شعبنا الاشوري من الوجود ومسح اسمه من البيانات الخاصة في استمارات أول أحصائية سكانية أجراها النظام في العراق عام 1977، بعد أقل من سنة من تولي قداسته كرسي البطريركية.
علما أن الرؤية "القومية" للبطريرك وحبه لشعبه العظيم لم تكتف بالتسمية وحدها، بل فرض على كل مؤمن من مؤمني كنيسة المشرق الاشورية أن يتذرع الى الله في صلواته ويحمده، ليحفظ وحدة هذا الشعب ويعلي من منزلته ومكانته بين جميع شعوب العالم، على عكس توجهات العديد من علمانيي شعبنا رغم اعتبارها مهمتهم الاساسية.
هذا وبالاضافة الى الحملة "الوحدوية" والاستثنائية التي أطلقها قداسته منذ منتصف عقد التسعينات من القرن الماضي بهدف توحيد كنائس المشرق وغلق ملف تسمياتها الى الابد!! هذا الحلم التاريخي الذي سيبقى بندا اساسيا ضمن أجندة البطريرك الذي سيخلف قداسة مار دنخا الرابع، رغم صعوبة الظروف السياسية والانسانية المعقدة التي يمر بها العراق وبلدان الشرق الاوسط عموما هذه الايام.
بنود على أجندة السينودس الاستثنائي"أن الكنيسة تنتظر المزيد من التغييرات التي تتفق وروح العصر... صحيح أن قداسة البطريرك متفق مع جميع رجالات كنيستنا، أن كرسي البطريركي لكنيسة المشرق الاشورية يجب أن يكون في بغداد، وأنا بأعتباري واحدا من مطرافوليطي الكنيسة، سأقترح شرطا ليس كمطرافوليط وأنما كمقترح شخصي في السنهادوس القادم ، أن كنيسة المشرق الاشورية يجب أن لا ترسم الاسقف الذي يخلف البطريرك الحالي "حفظه الله ورعاه"، اذا لم يقبل العودة وتبوء سدة البطريركية في بغداد". هذه العبارات وردت ضمن سياق المقابلة التي أجراها السيد ولسن يونان مع غبطة المطرافوليط مار ميليس زيا مطرافوليط كنيسة المشرق الاشورية في أستراليا، نيوزيلند ولبنان ضمن تلفزيون SBS)) بتاريخ 12 تشرين الثاني 2014
صحيح أن الحديث عن تفاصل مرحلة ما بعد قداسة البطريرك المرحوم مار دنخا الرابع، البطريرك الاستثنائي والمحبوب جماهيريا، ليس بالامر السهل قبل أن نعترف علنا، أنه لا يحق للعلماني أن يحشر أنفه في المسائل الدينية وقرارات كنيسته مثلما لايحق لرجالات الدين أن يحشروا الدين في السياسة، باستثناء حق الرعيّة في تقديم الطروحات الكفيلة في أحتواء المخاطر وخلق الاجواء الفكرية الملائمة لترسيخ بذور الوحدة والعدالة والتسامح بين جميع المؤمنين من دون تمييز.
أما التساؤلات المطروحة على جدول اعمال سينودس المرحلة الاستثنائية في تاريخ كنيسة المشرق الاشورية يمكن ايجازها بالاتي:
- تحقيق حلم الاغلبية من زعامات كنسية المشرق الاشورية وعلى راسهم غبطة المطرافوليط مار ميليس زيا، في اعادة الكرسي البطريركي لكنيسة المشرق الاشورية الى موقعها التاريخي في بغداد أو أي مكان أخر أمن في العراق، بحيث سيكون بامكان البطريرك الجديد أن يعيد الحياة الى كرسي البطريركي داخل الوطن ويعيد الامال والثقة الى قلوب المتمسكين بارض الاباء والاجداد داخل الوطن. لعل قرار العودة هذه من شأنه رغم تأخره أن يعيد الامال الى قلوب الالاف من النازحين والمتشردين ويضع الحد من ظاهرة الهجرة التي باتت تنخر في جسد شعبنا .
- تسهيل مهمة البطريرك"الخلف" ونهجه في التعامل مع النزعة القومية التي اطلقها قداسة البطريرك المرحوم ماردنخا الرابع ورسخها منذ عام 1978 لتظلل مساحات شاسعة من المرحلة التاريخية والاستثنائية في تاريخ كنيستنا كنيسة المشرق الاشورية. ولاجل تسهيل عملية اتخاذ أي قرار والتقليل من وقع اسقاطاته أقترح: المراهنة على النهج الوحدوي البديل الذي طرحه البطريرك المرحوم مع جميع كنائس شعبنا من دون تمييز.