المحرر موضوع: معاناة شعبنا: قراءات لجلسة مجلس الأمن.. وفق منظور قومي  (زيارة 1540 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل توما خوشابا

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 12
    • مشاهدة الملف الشخصي
معاناة شعبنا: قراءات لجلسة مجلس الأمن.. وفق منظور قومي

توما خوشابا

أخيرا.. هناك ثمة من يستمع ويصغي لمعاناة ومناجاة المكونات الصغيرة (عددا) من الكلدوآشوريين والإيزيديين والشبك وغيرهم بعد الجرائم والمجازر التي وقعت بحقهم على يد الدواعش، وذلك إثر انعقاد الجلسة الخاصة لمجلس الأمن الدولي في 27 آذار الماضي.. ودعوة غبطة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو الجزيل الاحترام لحضورها، وكذلك النائبة فيان دخيل عن المكون الإيزيدي، وبذلك فقد استمع أعضاء مجلس الأمن لمداخلة غبطة البطريرك ساكو التي تضمنت الواقع الذي تمر به الأقليات بشكل عام.. والمسيحيين على وجه الخصوص، وأسبابه وآليات معالجته بغية مستقبل أفضل في وطنهم العراق.
وبهذا الحدث المهم فإننا نود أن نطرح بعض القراءات من زوايا ليست تلك التي تناقش مداخلة غبطة البطريرك ومطالباته.. بل تلك التي تتعلق بالمنظور القومي لهذا الحدث.

القراءة الأولى:
ابتداءً.. يمكن قراءة هذا الحدث بشكل عام على أنه جاء إيجابيا من ناحيتين أساسيتين، الأولى هي: أنه وبمجرد عقد مجلس الأمن الدولي كأعلى وأهم هيئة دولية جلسة خاصة للاستماع لمعاناة شعبنا.. فإن ذلك بحد ذاته مكسب إيجابي، أما الناحية الثانية فهي مداخلة أبينا غبطة البطريرك ساكو التي تضمنتها مطالبة المجتمع الدولي لحماية شعبنا وفق مبدأ (الحماية الدولية) والذي بات مطلبا جماهيريا إلى حد بعيد.. دون الاكتفاء والتعويل على الحكومة الاتحادية في بغداد أو على حكومة إقليم كوردستان العراق في حماية شعبنا والحفاظ على وجوده، حيث أن الاثنتين قد فشلتا في حمايته.. في الموصل بالنسبة للجيش العراقي، وفي سهل نينوى بالنسبة للبيشمركة.

القراءة الثانية:
لقد اقتصر تمثيل شعبنا على غبطة البطريرك ساكو (كشخصية دينية) مع وافر احترامنا لها، وغاب عن هذا المحفل التمثيل السياسي أو البرلماني أسوة بالمكون الإيزيدي الذي مثلته النائبة فيان دخيل وهي من كتلة التحالف الكوردستاني وعضو في الحزب الديمقراطي الكوردستاني كما هو معلوم، والسؤال الذي يقفز إلى الأذهان هو: هل حسم المجتمع الدولي أمره في التعامل مع قضية شعبنا كأقلية دينية؟؟.. بمعنى: هل هناك اعتراض على أو تحفظ في التعامل معنا على أساس هويتنا القومية؟؟.. وخصوصا إذا ما علمنا أن الدعوة لحضور الجلسة جاءت من فرنسا التي تميل للتعامل مع شعبنا على أساس ديني لامتدادتها التاريخية الكاثوليكية!!، وقد تكون من ضمن الذين يميلون لجعل قضية شعبنا بعهدة أو تحت وصاية شعب آخر في المنطقة، فإذا كان الأمر كذلك فهذا يعني أننا نُختزل ضمن الإطار المسيحي ليس إلا، وفي ذلك إجحاف بحق شعبنا الذي يمتد تاريخه لآلاف السنين قبل مجيء السيد المسيح له المجد.. مع كامل اعتزازنا بالطبع.. بهويتنا المسيحية، لكن الذي نتطلع إليه من المجتمع الدولي هو أن يحمي وجودنا القومي ويحافظ عليه وليس فقط الديني.. ذلك الوجود الذي يمنحنا لونا عرقيا مميزا من خلال ما يملكه من إرث حضاري ثر أغنى الإنسانية بكل مفردات الحضارة البشرية. عليه فإن المسؤولية كل المسؤولية تقع على الجميع سواءً على الصعيد الوطني أو الدولي.. بأن يبقي ويحافظ على هذا الوجود لينمو ويتطور مثل باقي الأشقاء في الوطن.

القراءة الثالثة:
إذا كان صحيحا ما أوردنا أعلاه (القراءة الثانية).. فيقينا أن هناك بعض الأسباب والحيثيات التي تساعد وتدفع باتجاه التعاطي مع قضية شعبنا على الأساس الديني (كمسيحيين)، وباعتقادنا فإن أولى تلك الأسباب هو الانقسام والتشرذم الحاصل داخل شعبنا على الصعيد القومي، والذي تتجلى ملامحه بوضوح في هشاشة وضعف مستوى الأداء العام للعمل القومي وانعاكاساته السلبية على أرض الواقع بالنسبة لعموم شعبنا أينما كان، وكذلك بالنسبة للأشقاء في الوطن.. وهكذا على الصعيد الدولي. هذا بالإضافة إلى ضعف آليات العمل القومي المشترك الحقيقية لا الدعائية تلك التي تُسوّق لإيهام الآخر واللعب على مشاعر وعواطف الجمهور، كما أن التسابق غير النزيه.. واللهاث من قبل بعض فعالياتنا السياسية خصوصا تلك التي لديها باع طويل في العمل القومي للظفر بدور البطولة بأي شكل من الأشكال وبأي ثمن.. كان له الأثر السلبي على مستوى العمل المشترك، كل ذلك وغيره من الأسباب الداخلية.. أي ضمن إطارنا القومي.. كان ولا يزال يؤثر بشكل مباشر على مستوى التعامل مع قضيتنا القومية.
ولكن لا ننسى أيضا أن هناك العامل المؤثر الآخر من خارج بيتنا القومي الذي يغذي للأسف تلك الأسباب التي ذكرناها.. والذي عمل منذ فترة ليست بالقصيرة على تفتيت وحدة الصف الداخلي لشعبنا سواءً على مستوى التسمية القومية وتعددها وجعلها معقدة بحيث يصعب حلها في المرحلة الراهنة (مع إقرارنا بأن الأرضية كانت مهيأة لهذا الأمر داخل شعبنا).. أو على مستوى خلق وتغذية أطراف موالية لهذا العامل في بيتنا القومي من جهة.. وبالتالي مصادرة قرارنا وإرادتنا السياسية من جهة أخرى.
عموما.. إن هذا الحدث لربما هو مؤشر لأحداث أخرى قادمة لا تقل أهمية عنه إذا لم تكن أكثر أهمية منه.. ولربما أيضا قد تؤسس لرسم ملامح مستقبل شعبنا وقضيته في العراق تحديدا، الأمر الذي يتطلب من جميع فعاليات ومؤسسات شعبنا السياسية الارتقاء بمستوى المسؤولية كون الأمر يتعلق بوجودنا القومي من عدمه.. ومراجعة الذات في التعاطي مع مفهوم العمل القومي ومفرداته السامية.


غير متصل اخيقر يوخنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4982
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رابي توما خوشابا
شلاما
اعتقد ان اهم قراءة سياسية صحيحة وواقعية لقضية شعبنا هو  ما حصل من اعتراف عالمي من قبل كل الدول والعالم العربي ايضا  باسمنا القومي الاشوري
فذلك الاعتراف الرسمي من قبل المحافل الدولية له اهمية خاصة ومهمة في تاريخ شعبنا
حيث بدء شعبنا الاشوري  عهدا جديدا في مسيرته الحضارية
وطبعا ما نعنية بالاشوري هو الذي يعترف بهويته الاشورية من ابناء شعبنا وكل واحد حر في اختيار الاسم الذي يرتاح اليه
وهكذا نجد ان الاشوريين المعاصرين حاليا هم في منازلة سياسية جديدة
وذلك انتصار سياسي
ونامل ان يحقق الاشوريون انتصارات اخرى في قادم الايام
وشكرا