سلامات استاذ حبيب تومي وتمنياتي بالشفاء والعافية
[/b]
ليون برخو
جامعة يونشوبتك
السويد
رنَ الهاتف في ساعة الظهيرة من يوم الخميس المصادف 9 نيسان 2015. رفعت سماعة الهاتف وإذا بصوت يخاطبني بكل ادب ووقار، فيه نبرة حزن وشجن ومسحة من الإكتئاب.
"والدي يسلم عليك ويبارك عيدك ويتمنى لك ولعائلتك كل السؤدد،" قالتها المرأة وهي تتحدث بلهجة سهلية ممتعة من لهجات لغتنا السريانية المقدسة الدارجة لدى البلدات الكلدانية في شمال غرب الموصل لا سيما القوش.
"من انتِ ياأختي."
اجابت: "أنا بنت حبيب تومي. وقد حملني والدى تحياته بمناسبة العيد لك ولعائلتك. إنه طريح الفراش في المستشفى ولا يستطيع إستخدام الهاتف او الإنترنت وإلا لكان قد أتصل بك شخصيا."
لم يكن الخبر صاعقا بالنسبة لي لأنني كنت على علم بمرض الأستاذ حبيب تومي، وهو واحد من كبار كتاب شعبنا علينا إحترام قلمه إختلفنا معه او إتفقنا.
قلت لبنته النجيبة: "أختي العزيزة. اشكرك واشكر والدك وارجو ان تعبري له عند زيارته في المستشفى بأنه في القلب وافكر فيه كثيرا واذكره في صلاتي واتمنى له الشفاء العاجل والعودة الى منتديات شعبنا كي نقرأ له لأنني شخصيا افتقده كثيرا."
قالت: "ذكر والدي انكما تختلفان في النظرة الى بعض الأمور ولكن قال لي سيبقى ليون اخا عزيزا والإختلاف ظاهرة صحية لا تبعدنا عن بعضنا بل تقربنا لأننا إخوة."
والله لقد اذهلتني وصعقتني وأحتليتين يا أخي العزيز حبيب. يا لروعة موقفك. نعم مهما إختلفنا في افكارنا ونظرياتنا سنبقىى جزءا لا يتجزاء من هذا الشعب الأبي بمكوناته وكنائسه المختلفة، الشعب العظيم الخلاق الذي قدم للإنسانية ربما ما لم يقدمه اي شعب اخر ولكنه اليوم يعاني من ظلم وطغيان وتهجير ونسيان وتهميش صار فيه ومستقبله برمته على كف عفريت.
وعلمت من القس فادي الراهب ومجموعة من الأخوة الشمامسة الذين سافروا يوم الأثنين الماضي الى النرويج لإقامة قداس إحتفالي للجالية الكلدانية هناك بمناسبة عيد القيامة انهم زاروا الأستاذ حبيب في المستشفى بناءا على طلبه الذي اتاهم بواسطة نجله حيث اخبرهم ان ابا رياض يمر بمرحلة حرجة ودعاهم للصلاة من اجله.
وقد تناول الأستاذ حبيب القربان المقدس وادى الكاهن والشمامسة واجباتهم حسب الأسرار الكنسية التي يطلبها ويحتاجها كل مؤمن عندما يمر بأزمة او مرض وطلبوا منا الصلاة من اجله.
اخي العزيز حبيب،
انا واظن ان الكثير من قراء هذا الموقع يذكرونك في صلاتهم وافكارهم وتأملهم ويطلبون من الله ان يعيدك لهم وانت في احسن حال وتعود معافى اولا لعائلتك واحبائك وثانيا لقراءك واصدقائك وانا واحد منهم.