المحرر موضوع: مائة عام على مذابح سيفو .. تركيا لا تريد الخروج من كماشة التعصبين الديني والقومي  (زيارة 1930 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سامي المالح

  • ادارة الموقع
  • عضو فعال جدا
  • *
  • مشاركة: 164
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مائة عام على مذابح سيفو
تركيا لا تريد الخروج من كماشة التعصبين الديني والقومي
             
سامي المالح

مذابح سيفو والتي تعرف بمذابح آشوريين/سريان/كلدان هي المذابح التي أرتكبتها الدولة العثمانية في سلسلة من العمليات الحربية التي شنتها قواتها النظامية وبمساعدة مجموعات مسلحة شبه نظامية بعد الحرب العالمية الأولى. وكانت هذه الجرائم المروعة  حلقة من سلسلة المجازر التي أستهدفت المسيحيين الارمن واليونان البنطيين.

وفقا للدارسين تقدر أعداد ضحايا مجازر سيفو  بين   250000 – 000 500  من الاشوريين/السريان/الكلدان، كما يضاف إلى هذا العدد حوالي مليوني أرمني ويوناني بنطي قتلوا في مذابح مروعة مشابهة معروفة بمذابح الأرمن ومذابح اليونانيين البونتيك.

ولمناسبة مرور مائة عام على ارتكاب تلك المذابح وجرائم الابادة الجماعية، يزداد الضغط على تركيا اليوم، كي تعترف بأنها وريثة ذلك التاريخ الملطخ بالدماء، وكي تحاول الخروج الى آفاق تاريخ أنساني جديد يؤسس لمستقبل مبني على اسس التعايش وقبول الاخر والاقرار بوجود التنوع الاثني والديني وبحقوق كل المكونات في تركيا دستوريا.

فعدد الدول والحكومات والبرلمات والقوى السياسية والاجتماعية والدينية، التي تقر وتدين تلك المجازر والجرائم وتطالب تركيا بالاعتراف بها علنا والاعتذار عنها دون مواربة وخداع، في ازدياد. وباتت الحكومة التركية، والتي تجسد في حزب اردوغان وحلفائه زواج التعصبين الاسلامي والقومي التركي، عاجزة عن طي هذا الملف واجبارالشعوب على تجميد ذاكرتها والرضوخ للامرالواقع.

وفي الحقيقة ان مستقبل تركيا كدولة كبيرة وهامة بثقلها وموقعها في المنطقة والعالم الاسلامي، وكونها الجسرالاكبر الذي يربط الشرق باوربا، متوقف الى حد كبير على خياراتها وكيفية ادارة الملفات الساخنة المتعلقة بوجود وحقوق الاكراد والمسيحيين والاثنيات والديانات الاخرى.

يقينا ان الخيار الديمقراطي الحقيقي، المتمثل بالخروج من كماشة التعصب الديني والقومي وتطوير تركيا المدنية العلمانية على اسس المواطنة والقانون واقرار كامل الحقوق الدينية والقومية للجميع دستوريا، يتطلب الجرأة واعادة النظر في العلاقة مع ارث الدولة العثمانية الثقيل والملطخ بالدماء والبشاعات والفواجع. أن أقرار ما حصل للشعوب والاعتذار عن جرائم الابادة الجماعية هو المخرج المشرف الذي سيمنح تركيا امكانات بناء علاقات ثقة متينة بين شعوبها والشعوب الاخرى، وهو الذي يفتح لها الابواب لدخول الاتحاد الاوربي، وسيقويها بشكل ملفت لتلعب دورا هاما ومحوريا في معالجة الازمات الحادة التي تعصف بالمنطقة لما فيه صالح السلام والامن والتعايش وتطوير المنطقة أقتصاديا وسياسيا وأجتماعيا وثقافيا.

أما التعنت والمكابرة والغش والكذب على الشعوب لا يؤدي الا الى المزيد من الازمات والكوارث والفواجع للشعوب ولتركيا نفسها. ان التعويل على تأجيج المشاعر والكرامة والاستعلاء القوميين، او على قيادة حرب طائفية في منطقة ملتهبة تتقاطع فيها مصالح كل القوى العالمية المتنفذة، أنما هو رهان خاسر.
على تركيا ان تتعض من التاريخ وتتذكر مئات السنوات من حكم الدولة العثمانية وأستعبادها للشعوب. و أن تفهم ان الشعوب اليوم أكثر أصرارا على نيل الحرية ومقارعة الظلم وسياسات التعصب والتطرف والارهاب. وان المجتمع الدولي، رغم تقاطع المصالح والمساومات والتوافقات البراغماتية هنا او هناك، هو أكثر فعالية وتأثير غلى مجريات الاحداث ومساعدة نضال الشعوب لتحقيق أهدافها النبيلة.

وفي سبيل المثال، فأن عدد متزايد من الدول والبرلمانات و المؤسسات العالمية، وبعد مرور مائة عام،  تقف هذا العام لتساند المسيحيين الاشوريين/السريان/الكلدان في تعريف وابراز وتناول محنتهم في مذابح  وجرائم سيفو، وتطالب تركيا للاعتراف بها والاعتذار العلني الرسمي عنها، مباركة بذلك صمود هذا الشعب وكفاحه الطويل ضد القتل والابادة والتمييز. ومن المؤكد ان كل الشعوب التي تعيش الظلم والاستغلال واثار التعصب والتطرف والارهاب لن ترضخ ولن تفقد الامل، ستقاوم وستكافح الى ان تحقق الانتصار وتنال الحرية، وسيزداد ويكبر زخم المساندة ودعم المجتمع الدولي والرأي العام معها.


غير متصل وردا البيلاتـي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 124
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأخ سامي المالح المحترم
مبارك عيد القيامة
تاكيد للمجازر التي قامت بها الدولة العثمانية،في تلك الفترة الزمنية كتب الأديب المصري مصطفى لطفي المنفلوطي  مقالة ذات اهمية بالغة ومنددة بالجريمة التي اجتاحت جميع المسيحين في مدينة اطنة العثمانية في 1909(النظرات)"ايها المسلمون: إن كنتم تعتقدون أن الله لم يخلق المسيحين إلا ليموتوا ذبحا بالسيوف وقصعا بالرماح. لو انكم قضيتم على كل من يتدين بدين غير دينكم حتى اصبحت رقعة الأرض خالصة لكم، لأنقسمتم على انفسكم من مذاهب وشيعاً، ولتقاتلتم على مذاهبكم تقاتل ارباب الأديان على اديانهم، حتى لا يبقى على وجهة الأرض مذهب ولا متمذهب. لا استطيع أن اهنئكم بهذا الظفر والأنتصار، لأني اعتقد أن قتل الضعفاء جبن ومعجزة وأن سفك الدماء بغير ذنب ولا جريرة وحشية اخرى أن يعزي فيها صاحبها.. لا أن يهناْ" هذه شهادة اخرى لهمجية الجيش العثماني من اديب وروائي  مسلم ينظر للامور من منظار اخر، وكتب المقالة تحت  عنوان( لا همجية في الأسلام)
مع الود

غير متصل انطوان الصنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4286
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاستاذ سامي المالح المحترم
بعد التحية

موضوع بحث مقالكم اعلاه في غاية الاهمية وتوقيته جاء متزامنا مع الذكرى السنوية المئوية لمجازر سيفو 1915 فشكرا لكم  نعم سياسة تركيا الحالية لازالت تغمض عيونها عن المذابح والمجازر (الابادة الجماعية) التي اقترفتها الدولة العثمانية بحق شعبنا الكلداني السرياني الاشوري والشعب الارمني والشعب اليوناني البونتيك في مكابرة وتعند وتعالي غير مفهوم في التعامل مع المختلف معهم دينيا او قوميا رغم تدخل الكثير من الدول الديمقراطية والمتحضرة والمنظمات الدولية لحث تركيا على الاعتراف بتلك الحقبة التاريخية المؤلمة لشعبنا والشعب الارمني واليوناني لتطهير تاريخها وتعويض الضحايا وبداية مرحلة جديدة وفق معايير حقوق الانسان ليكون مدخلا للانضمام للاتحاد الاوربي ومنح كل القوميات والاديان على اراضي تركيا الحقوق والحريات وفق المعايير الدولية فمثلا لا زالت تركيا اليوم تصرف النظر عن حقوق الكورد في جنوب تركيا وعددهم اكثر من خمسة عشر مليونا

وهنا جدير بالاشارة ان الكثير من دول العالم الديمقراطية سمحت باقامة نصب تذكارية لشهداء شعبنا في سيفو مثل امريكا والسويد وفرنسا وكندا واستراليا وهولندا وبلجيكا وارمينيا وغيرها في سبيل المثال لا الحصر في اشارة واضحة على الاعتراف والاقرار  بتلك المجازر الدموية بشكل غير مباشر  حيث  تعتبر مذابح سيفو ضمن سلسلة المذابح التي تعرض لها شعبنا في العراق وفي بلدان الامتداد والتواصل التاريخي ومنها مذابح طورعابدين وهكاري 1915 - 1918 وبعدها مجازر سميل 1933 ومجازر صوريا 1969 والأنفال 1987 وسيدة النجاة في بغداد 2010 لتعكس لا مجرد جسامة الجرائم التي تعرض لها شعبنا من مخططات مشبوهه لقلعه من جذوره في جرائم الابادة الجماعية إنما أيضا حجم التضحيات الكبيرة التي قدمها هذا الشعب من أجل وجوده وحقوقه القومية والوطنية والتاريخية المشروعة

أن معاناة شعبنا في الوطن ما زالت مستمرة لغاية اليوم خاصة بعد سيطرة تنظيم داعش الارهابي على الموصل وبلداتنا في سهل نينوى واصبح شعبنا مهجر ونازح واين في وطنه ؟ فما اصعب ذلك والتحديات والصعوبات قائمة وكبيرة جدا مع تقديري

                                                  اخوكم
                                                 انطوان الصنا
 

غير متصل Hanna Sliwa Jarjis

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3283
    • مشاهدة الملف الشخصي
   نعلةالله علي كل من يقتل المسيحين مهما يكون القاتل اذا كان من اتراك او العرب او الارهابين هم مجرمين من الدرجه اولا
 وقتله من الدرجه اولا لا يعرفون الله ولا دين لهم لان كل الديانات السماويه يحرمون القتل مهما يكون السبب
 

   المجد والخلود لشهدائنا
  الخزي والعار لقتله
    النمسا

غير متصل nori mando

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 174
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ سامي المحترم
مقال رائع ومعبر عما يحمله بني عثمان وما زال من حقد دفين ضد مسيحيي المشرق. أما كلمة سيفو فهي مصطلح حديث لا اعلم من أدخله إلى قاموس هذه الأحداث، فجميع المراجع والمصادر التي تتحدث عن هذا الحدث المؤلم تستعمل عنوان المذابح أو المجازر التي جرت خلال السفر برلك.
الشماس نوري مندو