المحرر موضوع: " لماذا اختارت قناة روداو الكاتب هوشنك بروكا لبرنامج ( دو آلــي " الاتجاه المعاكس " ) ؟  (زيارة 1243 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سندس سالم النجار

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 252
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
" لماذا اختارت قناة روداو الكاتب هوشنك بروكا لبرنامج ( دو آلــي " الاتجاه المعاكس " ) ؟
لماذا اختارت قناة روداو التي تعود للحزب الديمقراطي الكردستاني  الكاتب  الايزيدي هوشنك بروكا ليكون احد الاتجاهين المعاكسين ؟
ما مفهوم النقد والانتقاد والنقد البناء عامة ؟

باختصار ـ ان مفهوم النقد ، هو الوقوف على المواقف او التصرفات السلبية او الإيجابية لمجموعة معينة كأن يكون حزبا او نظاما او مجتمعا او فكرا او مذهبا او شخصا ، بأسلوب حضاري وودود يرمي الى الإصلاح او التصحيح والتصويب في حال التأكد من وجود أخطاء وتجاهلها والاستمرار بها .
اما مفهوم الانتقاد يعني الوقوف أيضا على المواقف الخاطئة وإظهار الأوجه السلبية منها دون تقديم الحلول والمعالجات اللازمة لها  . وكلاهما مصطلحان يقال بهما قولا مختلفا ومتناقضا عن المنقود او المطروح  .
والنقد البناء ـ هو تشخيص الأخطاء  للمواقف المطروحة مع تبيان العيوب والنواقص و ذكر الصواب واقتراح الحلول والمعالجات الناجعة لها من قبل الناقد ..
ومما يجدر ذكره ـ ان ـ في حياتنا عامة كثير من الجدليات التي تستحق التوقف والتمعن والتفكر ، بهدف الابصار . ومثال ذلك العلاقة بين المرض والفقر ، وكلاهما ظاهرتان ينتكس بهما الانسان ، فالفقر يعرض صاحبه للمرض ، والمرض يزيد صاحبه فقرا ، وكلاهما انتكاسة خطيرة ان اجتمعا في حياة الانسان .
فعليه ـ وما اود الإشارة اليه ـ وفقما أرى  ، من وجهة نظري العامة للمشهد  الايزيدي والكردستاني العام ، وما تعرض له الايزيدون بعد الثالث من اوغسطس الماضي ، واحتلال شنكال من قبل التنظيم الإسلامي الهمجي ، وما جرى من انتهاكات لا إنسانية من ذبح ، وخطف وسبي واذلال وجرائم لا يتصورها العقل البشري السوي ، والتي لم تحدث حتى ضمن التاريخ الدموي للعالم ، لا شك ان انسحاب قوات البيشمركه بقيادة بعض العناصر  من القادة الذين سلموا شنكال  لداعش  كان خيانة واضحة  للايزيديين ، ولم يحاسبهم القانون وما زالوا طليقون امام اعين قيادة الإقليم .
ومما اود التأكيد عليه ، ان ذلك كان محط استياء  واستنكار جميع الشرفاء من العالم عامة والكرد خاصة من ايزيديين ومسلمين  ،على صعيد الاعلام والتظاهرات والنشاطات المحلية والإقليمية والعالمية  بهدف ايصال المشهد الايزيدي الماساوي للعالم . وحصل ان تمكن بعض الخيرون من الاخوة الشيعة والبيشمركه والايزيديون انفسهم ان يحرروا بعضا من النساء الاسرى من نساء وصبيان ورجال من سجون داعش البربري .
والتساؤل الذي يطرح نفسه الان على الاخ الكاتب هوشنك بروكا هو :
انه في نصوص مقالاته جميعها  التي كتب الكثير ونقد الكثير ووجه تساؤلات عدة لحكومة الإقليم والأطراف التي كان لها يد في تلك الخيانة العظمى ، وهذا موقف بالتأكيد يسجل له إيجابا ولكن ،  كما اشرت أعلاه بخصوص النقد والانتقاد والنقد البناء ، ان الكاتب ذكر ويذكر وما زال يصرخ وينادي بالاخطاء والسلبيات  والتقصير الذي حصل من   الأطراف المذكورة ،  لكنه ، هل فكر  في اصلاح وإعادة بناء ما تم  هدمه وتخريبه  من البيت الايزيدي ؟ هل سيبقى ابد الدهر واقفا متباكيا على الاطلال دون التفكير بخطط  ونظم ومناهج أخرى  بهدف التصحيح والبناء ولملمة  الممكن ؟
ان الطبيب المعالج يمنح مريضه علاجا وقتيا الى حين ظهور النتائج النهائية للاختبارات والتحاليل المرضية حتى يصف العلاج النهائي له ، ولا يبقى يؤنب  ذويه وينقدهم لماذا حصل له كذا وكذا . وذلك يتم من خلال خبرته وحنكته وامكانيانه ووفائه لمهنته الطبيه  .
ومن الجدير بالإشارة ان قناة روداو اختارت الكاتب هوشنك  بروكا ،
دون غيره  من عشرات الكتاب والمهتمين  بالشأن الايزيدي  ضيفا للبرنامج ، لان القائمون على ادارة القناة لايبحثون عن الحلول الجدية ولايريدون ان يشاركهم شخصية ايزيدية ذو حكمة  سياسية يقدم الحلول السريعة  والمؤثرة لمعالجة الوضع الايزيدي الماساوي والمعقد ، وان اختيارهم للكاتب بروكا هو ليس الا لتعقيد الموضوع اكثر واكثر والعودة الى نقطة الصفر مرة اخرى  وزيادة الطين بلة  في الشارع الكردستاني الايزيدي وغير الايزيدي ..
  وبهذا لن نتمكن من تقديم حلول منطقية وسريعة تفي بانقاذ الضحايا  من الايزيديين الساقطين في مستنقع  الغدر الداعشي ، التي لاتزال محتلة لمناطقهم  ،وهذا  يعني بقاء النازحين الايزيديين في اوحال المخيمات  وزيادة  الآمهم ومعاناتهم على جميع المستويات  اللانسانية . ومن هنا اقترح وادعو الكفاح والتحرك لأنقاذ الحاضر ، لا التمرغ  والاحتراق في منجنيق  الماضي ولا اقول نسيانه  لان نسيانه بالتاكيد مستحيل  لكن التفكير جديا بالمستقبل وبنهج حكيم وعقلاني باحوال اهالي سنجار وبعشيقة وبحزاني  وانقاذهم من تلك العاصفة هو الحنكة السياسية و الحل الامثل ...
سندس النجار