المحرر موضوع: عنكاوا نحميها وبدمنا نفديها  (زيارة 1446 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بطرس نباتي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 416
    • مشاهدة الملف الشخصي
عنكاوا  نحميها  وبدمنا نفديها

                                     
بطرس نباتي
لو قالها شاعر لقلنا انه  مقطع من قصيدة ، والشعراء يقولون ما لا يفعلون ، اما أن يقولها رجل امن مكلف بحماية مدينة يربو عدد سكانها في الوقت الحاضر على سبعين الف نسمة ، فهذه الكلمات لا بد انها تخرج من قلب يشعر بالحب والعشق تجاه مدينته وناسها ، بهذه الكلمات يبدأ العقيد شيرزاد المسؤول الاول في أسايش ( امن ) عنكاوا  تصريحه المنشور على صفحة  التواصل الاجتماعي .
بعد التفجير الاخير أمام كافيتريا معظم رواده من الشباب وبعض العاملين الابرياء ينشدون  الراحة وارتشاف فنجان قهوة والدردشة فيما بين  الاصدقاء  أستطاع أحدهم من ضعاف النفوس ممن لا يريد ان يرى الحياة تجري بهدوء واستقرار ، من أبناء الظلام والغدر والخسة ،  استطاع ان يركن سيارة مفخخة بادوات الموت امام إحدى  الكافيتريات ليفجرها عن بعد وليصيب عدد من رواد الكافيتريا بجراح ( الشفاء العاجل لهم) ، واستشهاد أثنين من عمال من الجنسية التركية  ( رحمهما الله)
ساعات قليلة لم تتجاوز الثمانية والاربعين استطاع رجال الامن من الوصول الى الفاعل الاثم وان يلقوا القبض عليه ، إنه حقا لمعجزة  أن يتم إلقاء القبض على الفاعل وبهذا الزمن القياسي .
في باريس عاصمة اكبر دولة مشهورة بالمحافظة على الامن  بتاريخ 7/1/2015استطاع بعض القتلة  من احتلال مبنى التي كانت صحيفة شارل أمبيدو تتخذ منه مقرا  وان يقتلوا وبدم بارد رئيس التحرير ومعه عشرة من المحررين ثم لاذوا بالفرار ولم تتمكن السلطات  الفرنسية من القاء القبض او قتل  منفذي العملية  إلا في 12/1 أي بعد مضي خمسة ايام ولا زالت التعقيبات  لحد الان جارية بحق عدد اخر من مخططي العملية .
 في قلب امريكا في ولاية بوسطن بالتحديد واثناء مارثون كبير في 15/4/2013 حدث تفجيرين عن بعد عند خط نهاية السباق راح ضحيته عدد من المشاركين في المارثون من الشباب الجامعي  ومن المتفرجين ولم تتمكن الشرطة الامريكية من تشخيص الفاعل إلا في 19/4  عندما  أقدما المنفذان للعملية  على قتل شرطي  في تبادل اطلاق النار معهما وأدى  ذلك  إلى جرح  احد المنفذين  ثم اعلان وفاته في المستشفى و القاء القبض على الاخر بعد ايام عديدة من الحادث الاجرامي.
لقد استشهدت بهذين المثالين لكونهما قد حدثا في دولتين تتميزان عن باقي الدول في حفظ الامن وامتلاكهما اقوى التكنلوجيا في مكافحة الاعمال الارهابية في العالم ، إلا أن يد الارهاب تمكنت من الوصول إلى حيث اراد المخططين لها الوصول ، الامر الاخر..
من خلال ما قدمته لتفاصيل هذين الحادثين ، اعتبر الكشف عنهما  جرى باوقات قياسية جدا ، وهذا باعتراف العديد من الدارسين والباحثين بشؤون الجريمة المنظمة ، في حين أن هناك تفجيرات وأغتيالات جرت في نفس العواصم أو في اخرى غيرها تمضي شهور وأعوام حتى يتم التعرف على منفذي الجريمة ، أما في العراق فليس هناك أي احترام للزمن في مسائل كهذه حيث نجد أن هناك جرائم يكشف عن منفذيها بعد مرور سنوات أو شهور عديدة ..
ما صرح به المسؤول الاول في ( اسايش ) عنكاوا أنه
(بعد ساعات طوال و جهد كبير من البحث و التمحيص و التحقيق و بمساعدة قل نظيرها من قبل المواطنين و التقنيات الفنية و الخبرات الامنية التي يتمتع بها كوادرنا تمكنا و خلال اقل من ثمان و اربعون ساعة من اكتشاف و اللقاء القبض على المتهم الرئيسي في الاحداث الاخيرة في عنكاوا و سيعلن عن تفاصيل القضية لاحقا.)
فبالنسبة لرجال الامن تعتبر الساعات القليلة نسبيا  ( فقط 48 ساعة منذ التفجير ولغاية القاء القبض على منفذ تفجير عنكاوا )،  لكنها ساعات طوال قضوها في التحليل والمراقبة والتعقب ، ساعات طوال حرموا من النوم من الراحة  حتى ينام المواطن في عنكاوا وفي عموم أقليم كردستان ويشعر انه بامان تحرسه أيادي أمينة التي تم الكشف عن الفاعل الرئيسي للتفجير الاثم حيث سبق رجال الامن في عنكاوا واربيل معظم دول العالم في الكشف عن مثل هذه الافعال الاجرامية ، والاهم من هذا كله .
 كان المواطن فيما مضى يخشى رجل الامن فلا يبدي أي استعداد للتعاون معهم ،  حتى بالكشف عن جريمة ، لكن اليوم وكما يقول ( عقيد شيرزاد ) )بأن تعاون المواطنين معنا له الاولوية الاولى و هو احد اكبر اسباب نجاحنا من عدمه(  نعم أعادة الثقة بين المواطن ورجل الامن يعتبر من أحد السمات الحضارية اليوم في المجتمعات المتقدمة ، في بعض الدول التي سبقتنا باشواط في الحكم الديموقراطي وفي مجال عصرنة عمل المؤسسات الامنية ، يتم تعليم  حتى الاطفال بالاتصال بدوائر الشرطة ويقومون بكسر حاجز الخوف لدى المواطن من الشرطي وهذا الامر يتطلب جهودا مضاعفة وتقع اولا واخيرا على عاتق القوى الامنية ان تزيل ما علق بها منذ عهود بانها العصا الغليضة للسلطات ، تؤدب بها من يتمرد او يخرج من خط الثورة كما كان يقال في السابق ، اليوم يتمنى المواطن ان تكون هذه القوى عصا غليضة بيد الشعب لتحفظ امنه واستقراره .
في احدى الليالي وفي ساعة متأخرة ، بينما كنت عائدا الى البيت كانت عجلة لأفراد الشرطة تتبع سيارة خصوصي نزل افرادها وطلبوا المستمسكات الاصولية من صاحب السيارة بأدب  واحترام ثم غادروا بعد تاكدهم منها  ليواصلوا جولتهم الليلية وحتى الفجر  ، فعلا شعرت بان هؤلاء الرجال الساهرين على راحتنا وامننا هم من  ينقذ مدينتنا وغيرها  من  الفعل الاجرامي  وهم  من سيقدم مقترفي الجريمة  الى يد العدالة ،  ولا بد للمواطن اليوم ان يثمن مواقفهم ولا بد ان يقف معهم باخبارهم  عندما يلاحظ كل ما يجلب الشك في محلته او في مكان اقامته .
اما في عنكاوا مدينة السلام  والحضن الامن لمئات العوائل المهجرة ، بعد ساعات من الحادث الاليم عادت الحياة فيها إلى ما كانت عليه في السابق ، وبالامس كنا نناقش كيفية النهوض بالواقع المسرحي بلغتنا السورث  وسبل النهوض به  وكأن شيئا لم يكن ، وان الشمس التي يريدون اطفاء نورها بافواههم النتنة اصبحت اكثر اشراقا واككثر دفئا ، بفضل هؤلاء الرجال الساهرون   ليل  نهار على راحة المواطن وامنه .




غير متصل خالد توما

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1710
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: عنكاوا نحميها وبدمنا نفديها
« رد #1 في: 19:47 24/04/2015 »
الأخ والأستاذ القدير بطرس نباتي الجزيل الأحترام ..
أستاذي الفاضل .. كتبت عن عينكاوه مختلف المواضيع .. لكن هذا الموضوع هو مميز بالنسبة لي لأنه يحمل صفات رجل شهم غيور على شعبه وهو البطل ( العقيد شيرزاد ) حين قال عينكاوا نحميها وبدمنا نفديها ..
صديقي الصدوق .. أن عينكاوا وجميع بقعه بالعراق الحبيب يجب حمايته بدم رجاله وكان واحدا من الرجال هو هذا الشهم البطل ورفاقه وأهل عينكاوا الأباد المتعاونين مع السلطه .. وعينكاوا وأهلها الطيبن المسالمين تستاهل ومعها كل شبر في كردستان الحبيبه ..
أستاذ العزيز .. كيف لا تستاهل عينكاوا وهي تحظن أكثر من نفوسها من العراقين بمختلف أديانهم وطوائفهم أن يفدونها بدمهم بارك الله بكل من حمى أهله من الأرذال الذين يريدون الشر لعنكاوا الحبيبه ولكل بقعه من عراقنا الحبيب ..
أخي وصديقي تقبل تحياتي ومن خلالك الى أهلنا في عينكاوا الحبيبه وفي مقدمتهم الشهم الغيور العقيد ( شيرزاد ) ورفاقه العاملين معه ..
صديقك خالد توما