في الذكرى المئوية لمذابح سيفوا (1915-2015)
============================تركيا: خائن بيننا = الآشوريون: بطل بيننا
==========================
أبرم شبيرا
في المقال السابق ونحن نستذكر هذه الذكرى المئوية لمذابح شعبنا، عقدنا مقارنة بين هذه المذابح مع مذابح الأرمن. ولكن يظهر بأنها كانت مقارنة غير منصفة بحق شعبنا عندما تجاهلنا وبغير قصد عمق وقوة تأثير هذه المذابح على واقع شعبنا ومصيره المستقبلي. فالأرمن بضحاياهم المليون ونصف المليون وبقاء أجزاء من أراض أرمينيا الشرقية محتلة من قبل تركيا وجزء آخر من قبل إذربيجان إلا أنهم في نهاية المطاف تمكنوا من بناء دولتهم الأرمنية المستقلة. في حين بقى شعبنا من دون أي كيان قومي خاص به ومتشتت بين أجزاء وطنه التاريخي في العراق وسوريا وتركيا وإيران وفي دول المهجر لا يجمع أبناءه جامع قانوني أو سياسي يأطر كيانهم القومي الخاص بهم غير بعض المقومات التي هي أيضا مهددة بالزوال والإنقراض. لا بل والأكثر من هذا فأن مذابح الأرمن أصبحت جزء من التاريخ في حين مذابح شعبنا هي الماضي والحاضر وربما ستكون المستقبل أيضا طالما هي مستمرة وبدون أنقطاع ولأكثر من قرن من الزمن. فلتاريخنا المعاصر الدامي محطات مؤلمة ومأساوية تسبق مذابح سيفو بسنوات طويلة. فجرائم المجرم مير بدرخان البشعة وقتله لعشرات الألاف من أبناء شعبنا في منتصف القرن التاسع عشر وتشريدهم من أراضيهم في منطقة هيكاري محطة كبرى في تاريخنا الدامي ثم أكملها تلاميذه أمثال المجرم إسماعيل (سمكو) أغا أثناء مذابح سيفو فهاجم في عام 1915 القرى الآشورية ومنها قرية قوجانس مقر بطريرك كنيسة المشرق الآشورية ودمرها عن بكر أبيها وشرد شعبنا نهائيا محققاً طموحات المجرمين حكام الترك أمثال السلطان عبد الحميد والباشاوات جمال وأنور ومدحت المعروفين بتعطشهم لدماء الأبرياء ولم تكتمل جرائم هذا المجرم إلا بإغتيال أمير الشهداء البطريك مار بنيامين شمعون عام 1918. ثم أنتقل الإستبداد التركي إلى العراق بعد تأسيس كيانه السياسي عام 1921 فورثه مجرمين أمثال حكمت سليمان وبكر صدقي والملك غازي فكرروا مذابح الأتراك والكورد بحق شعبنا في مذبحة سميل عام 1933. ولم يكن نظام البعث الطاغي وأزلامه أقل كفاءة وخبرة في تنفيذ مذابح ضد شعبنا، فمذبحة صوريا 1969 وتشريد شعبنا من مناطقه التاريخية وأعتقال وإعدام بعض من قادة الحركة الديموقراطية الآشورية (زوعا) عام 1984-1985 نماذج لهذه المحطات الدامية في تاريخ شعبنا فمهدوا هؤلاء المجرمين الطريق لتأتي داعش بنماذج أكثر وحشية في ذبح شعبنا وتشريده من مناطقه التاريخية في الوطن.
أن إستمرار المذابح والإبادة الجماعية بحق شعبنا لم تقتصر على قطع الرقاب وبقر البطون بل كان لها جوانب أخرى تمثلت في كبت الحريات وتكميم الأفواه والتجريد من مقومات وجودنا القومي في وطننا التاريخي. وإذ نحن نواصل الحديث عن الذكرى المئوية لمذابح سيفوا، نرى بأن تركيا قد صرفت ولا زالت تصرف الملايين من الدولارات للقيام بحملات واسعة لإنكار هذه المذابح، لا بل أصبح التطرق إليها وإستذكارها كمذبحة بحق الشعب الأرمني وشعبنا خيانة وجريمة يعاقب عليها القانون. وحتى أسوق نموذجا في هذا السياق أذكر بهذه المناسبة تصريح البطل الشجاع الأب يوسف أقبولت راعي كنيسة القديسة مريم للسريان الأرثوذكس في دياربكر – تركيا في شهر تشرين الأول لعام 2000.
كنيسة القديسة مريم للسريان الأرثوذكس في دياربكر – تركيا وتاريخها يعود للقرن الثالث الميلادي دمرت عدة مرات ثم أعيد بناءها.==================================================================
في نهاية عام 2000 كانت اللجنة الفرعية للكونغرس الأمريكي قد أقرت وأعترفت بمذابج الأرمن بعد أن طالبت فرنسا والمجتمع الأوربي تركيا بالإعتراف بهذه المذابحة فقامت قيامة تركيا فشنت حملة واسعة لتبرئة نفسها من هذه المذابح وإنكارها. وضمن هذه الحملة أجرى أثنان من مراسلي جريدة (حريات) التركية الواسعة الإنتشار لقاء مع الأب يوسف أقبولت عن مذابج الأرمن ذكروا له بأن اللقاء هو مجرد نقاش بينهم وليس لإغراض النشر. ففي حديثه ذكر الأب يوسف "بأنه خلال تلك السنوات ليس الأرمن وحدهم قتلوا في هذه الإبادة من قبل الأتراك العثمانيين وبمساعدة الكورد بل السريان الآشوريين أيضا وذلك لكونهم مسيحيين وهي حقيقة تاريخية لا يمكن نكرانها... فبغنى عن قرار الكونغرس الإمريكي سيكون لنا صوت نسمعه للعالم أجمع" وذكر الأب يوسف أيضاً " كان العثمانيون الترك يوعدون الكورد الذين كانوا يعيشون بالقرب من مناطق الأرمن والسريان بأن في حال قتلهم لسبعة مسيحيين سوف يذهبون إلى الجنة، فالكورد الذين آمنو بهذه الوعود شاركوا في المذبحة" – ما أشبه البارحة باليوم. لم يكن يعلم الأب يوسف بأن الحديث سينشر في الجريدة. ففي يوم الرابع من شهر تشرين الأول 2000 نشرت الجريدة هذا اللقاء وتحت عنوان (خائن بيننا) مع صورة الأب يوسف فتم أعتقاله من قبل الشرطة السرية التركية وأتهم بتهمة "تحريض الجماهير ونشر البغض والحقد العنصري" وتم إحالته لمحكمة أمن الدولة، وهي تهمة يعاقب عليها القانون التركي بالسجن لمدة لا تقل عن سنة.
وعلى الفور شن النشطاء السريان الآشوريين في مختلف بلدان العالم، خاصة في السويد وألمانيا حملة واسعة ضد إعتقال الأب يوسف وقادت المنظمة الآثورية الديمقوراطية ووكالة الأنباء الآشورية العالمية (AINA ) هذه الحملة. وفي الولايات المتحدة الأمريكية بعث ستة نواب من الكونغرس الأمريكي بينهم الناشطة عضو الكنغرس أنا إيشو رسالة إحتاج إلى الرئيس التركي طالبين إطلاق صراح الأب يوسف وضمان حرية الأقليات في تركيا. وفي حينها ومن موقعنا الخاص والشخصي كتبنا في نهاية عام 2000 موضوعاً في نفس السياق وتحت عنوان (شجاع بيننا) تحدياً ولو معنوياً لعنوان جريدة (حريات) التركية وتضامنا مع الأب يوسف فنشر في بعض وسائل النشر وترجم إلى اللغة الإنكليزية أيضا. وندرجه في أدناه ليكون نقطة مضيئة على سلسلة المذابح الجسدية والفكرية التي فرضت على شعبنا طيلة قرون طويلة.. المذابج التي يتلألئ من قطرات دم شهداء شعبنا أشعاع النور الذي يخلد أمتنا ... النور الذي لم يستطيع أعتى عتاة الدكتاتورية من حجبه طيلة مئات السنين ومن المؤكد سيكون مصير داعش نفس مصير اسلافه السفاحين.
=====================================================
شجاع بينَنا A BRAVE AMONG US
أبرم شبيرا
إذا كانت صحيفة "حريات" التركية ومن يقف وراءها من سلطات عسكرية وحكومية تعتقد بأن الأب يوسف أقبولت هو "خائن بينهم" كما جاء في عنوانها الرئيسي، فنحن نقول لا ولا وألف لا … فالأب يوسف عندنا هو بطل وشجاع ومناضل حقيقي بينَنا. وإذا كانت تركيا تختلف عنًا من حيث كونها دولة كبيرة وقوية في المنطقة وتتحكم في رقاب شعوبها غير التركية وتحرمهم من أبسط حقوقهم القومية، فنحن الآشوريين قومية صغيرة لا نملك كيان سياسي مستقل خاص بنًا ولا محاكم نحاكم الناس ونسجنهم. ولكن … ولكن لا نختلف عنهم إطلاقاً من حيث كوننا بشر ولنا حقوق مشروعة مثلما لهم، كما ولنا صوت ورأي يمكن أن يُرفع ويُسمع للرأي العام العالمي إذا انتهكت حقوقنا، ولنا أيضا أجهزتنا ومؤسساتنا و "أنترنيتنا" يمكن من خلالها إيصال صوتنا إلى الشعوب المحبة للحرية والسلام وإلى منظمات حقوق الإنسان. أن عصر السلطان عبد الحميد والباشاوات جمال وأنور ومدحت المعروفين بتعطشهم لدماء الأبرياء قد ولى بدون رجعة وأن استمرار تركيا في الرجوع إلى الوراء وتقليد الممارسات العثمانية يجعلها هي الخاسر الوحيد في عصر هذا اليوم ويجرها نحو خلف الركب الحضاري السائر نحو الأمام.
ما هو الجرم الذي أقترفه الأب الشجاع يوسف أقبولت لكي يتهم بالخيانة ويحال إلى المحكمة، هل أسس حزب سياسي أو منظمة قومية سياسية ؟، هل قاد مظاهرة شعبية ضد استبداد السلطة، وإن كان من حقه كإنسان أن يقوم بهذه الأفعال التي تقرها الشرائع المتحضرة، لكن الجميع يعرف بأنه لم يقم بها بل كل ما أقترفه هو إعطاء تصريح صحفي عن واقع وتاريخ شعبه. ترى ما الذي صرح به لصحيفة اللا "حريات" حتى يصبح عند الحكومة التركية خائناً يحال إلى محكمة أمن الدولة ؟، وهو نفس الكلام الذي قاله وجعله عندنا بطلاً شجاعاً ملئت أخباره الصحف ومواقع الانترنيت وحرك ضمائرنا ودخل قلوبنا. أنه لم ينطق إلا بشيء واحد وهو "الحقيقة"، أي ما معناه الحق والصحيح وكما هو في الواقع، والأب يوسف كرجل دين له التزامات وواجبات تجاه الله والرعية وأبسط هذه الواجبات هو قول الحقيقية من دون خوف أو تردد. لقد أكد الأب الشجاع في تصريحه وقال بأن المسيحيين في تركيا غير مضطهدين ولهم كل الحرية في ممارسة شعائرهم الدينية، وهو أدرى منًا جميعاً بهذه الحقيقة باعتباره كاهناً يمارس شعائر كنيستنا السريانية الأرثوذكسية في تركيا. وهذه الحقيقة معروفة لدينًا أيضاً، ولكن من الناحية السياسية، إذ أنه من طبيعة الأنظمة أو الشعوب المتشددة عنصرياً وقومياً لا تعير اهتماماً كثيراً للدين أو تشدداً نحوه بل تحاول استغلاله في تعزيز أيديولوجيتها العنصرية القومية واستيعاب كل الأديان فيها، كما هو الحال مع تركيا والعراق وغيرهما من دول الشرق أوسطية. ولكن هذه الحقيقة الواقعية لم تمنع الأب المناضل من الإفصاح بحقيقة أخرى عندما ذكر بأنه ليس الأرمن وحدهم تعرضوا للمذابح التركية وإنما السريان الآشوريين أيضاً، وهي حقيقة تاريخية لا تلغيها الحقيقية المعاصرة بل يجب الإفصاح عنها لأن الساكت عن الحق هو شيطان أخرس ؟؟ !!
يا لها من سخرية الأقدار، حقيقية تقال وتدخل الأب يوسف السجن وتعرضه للمحاكمة والعقوبة وتجعله خائناً، ونفس الحقيقية تدخل الأب يوسف قلوب الآشوريين الشرفاء وتجعله شجاعاً وبطلاً. وإذا كنًا نعرف السبب من وراء الحالة الأولى، وهو أن تركيا دولة عنصرية بمعنى تحرم شعوبها من غير عنصر الترك، ومنهم طبعاً الآشوريين، حقوقهم القومية المشروعة بما فيه حق بيان الرأي بشأن حال الأمة وتاريخها وتخشى وتعارض كل حقيقية تقال بهذا الشأن، فأن الحالة الثانية هي أكثر حيرة ومثيرة للتساؤل يرتبط سببها، وهو السبب الذي جعل من الأب المناضل يوسف بطلاً شجاعاً، بالحالة المأساوية التي يعيشها مجتمعنا الآشوري في عصر هذا اليوم. أنه الزمن الغادر الذي جعل من الآشوريين أن تنقلب القاعدة عندهم إلى استثناء وأن يتحول الاستثناء إلى قاعدة. أن قول الحقيقة، سواء أكانت معاصرة أم تاريخية، حالة أو قاعدة عامة ومن ينكرها هي حالة خاصة أو استثناء ضمن هذه القاعدة. فمثل هذه المعادلة المحكومة بـ "لكل قاعدة استثناء" لا تثير أي موضوع للاهتمام أو الانتباه ومن ثم نعت وإضفاء على من نطق بها صفات الشجاعة والبطولة والثناء. أي بعبارة أوضح، لو كان مجتمعنا متعافيا قومياً وشافياً من "عقدة الخوف من السياسة والمسائل القومية" وفيه أكثر من يوسف أقبولت وأكثر من شجاع وبطل لما ملئنا صحفنا وانترنيتنا بصفات الشجاعة والأقدام التي ننعت بها الأب يوسف. ولكن … وحسرتاه … هناك يوسف أقبولت واحد … نعم أوكد وأقول مرة أخرى … واحد فقط لا غيره. وربما قد أكون مخطئاً، وأرجو من الله أن أكون كذلك، ولكن أعرف، كما يعرف غيري، الواقع هو غير ما نرجوه أو ما نطمح إليه. تصوروا لو أجريت صحيفة واسعة الانتشار كـ "حريات" التركية أو قناة تلفزيونية أو محطة إذاعية تتبنى فكر شوفيني معادي لتطلعات الآشوريين القومية والسياسية أو خاضعة لنظام سياسي يستبد قومياً وسياسياُ بأبناء أمتنا، أجريت مقابلة مع إحدى الشخصيات الآشورية، سواء أكانت دينية أم علمانية، حول مسألة قومية وسياسية تخص تاريخ أو واقع أمتنا، تصورا ما الذي سيقوله في هذه المقابلة … أعتقد بأنه من المستحسن أن لا أشرح وأطنب في الجواب ضمانا لوقتنا لأنه معروف، فالتاريخ البعيد والقريب المليء بهذه التجارب يغنينا عن هذه المهمة.
ربما يقول البعض، ما العمل ؟ فاليد تحت الحجر، وإننا نعيش في ظل أنظمة استبدادية لا ترحم فلو نطقنا بالحقيقة لتعرضنا إلى ما لا يحمد عواقبه، فالأحسن نُمشي الأمور ونكون "عقلاء" والأمر على الله. ولكن نحن نقول لهؤلاء ماذا بشأن بعض الذين يعيشون في المهجر ويستمتعون بحرية الرأي وبالأجواء الديمقراطية وهم بعيدين عن سطوة هذه الأنظمة ولكن مع هذا نراهم يتمشدقون بالأنظمة الاستبدادية ويمسحون أكتاف أزلامها. ربما يجيب هؤلاء ويقولوا : لنا بعض أفراد عائلتنا أو أقاربنا في الوطن نخاف عليهم من ظلم السلطة فضماناً لسلامتهم نترك هذه الأنظمة ونولي وجهتنا عن مسائلنا القومية والسياسية. ولكن نحن نختم حديثنا العقيم مع هؤلاء ونقول : الكلاب لا تنبح ولا تجري إلا خلف الخائف والهارب المهلوع، أما من يقف في وجهها ويصمد أمامها فإنها سرعان ما تكف عن نباحها وجريانها وتتراجع عن استمرار المطاردة. أنها عبرة ومن يريد أن يتعظ فليتعظ.
ضمن هذا الواقع المأساوي، نعود ونقول بأنه يجب أن نعرف الأمور على حقيقتها من دون مبالغة وتهويل. من هذا المنطلق نقول يجب أن لا نعتقد أو نتصور بأن الأب يوسف مناضل قومي وثوري بمعاييرنا السياسية وأنه كان قاصداً من تصريحه الصحفي إثارة المشاعر والعواطف القومية في أبناء أمته، ولكن بالمقابل نقول وبملء الفم بأن الأب يوسف أقبولت شجاع ومناضل وبطل بالمعايير السماوية والإنسانية لأنه أدى واجبه في قول الحقيقة والمفروض عليه كرجل دين ينتمي إلى أمة وكنيسة عريقتين والذي أدى ذلك إلى أن ينال رضى أبناء أمته وبالتأكيد والحتم نال رضى الله أيضاً. من هنا يجب علينا أن نحني بكامل قامتنا أمامه حتى يصل رأسنا للأرض احتراماً وتقديراً لبعض الكلمات التي قالها عن حقيقة أمته والتي تبدو بسيطة في شكلها ولكنها عظيمة في مضمونها، وهي الكلمات التي جعلته خائناً عند الأتراك وبطلاً عند السريان الآشوريين. كما يفرض ضميرنا وواجبنا في أن نرفع قبعاتنا في الهواء احتراماً وإجلالاً لكل الشخصيات والمنظمات التي وقفت مع شجاعة الأب يوسف، وخاصة الذين حضروا وقائع محاكمته ونذكر منهم العالمة الألمانية الفذة الشجاعة كبريلا يونان وممثل المنظمة الأثورية الديمقراطية المناضلة وشخصيات برلمانية من السويد وألمانيا وغيرهم الذين لا تتوفر أسماءهم عندنا. كما نثمن عالياً كل الأشخاص والصحف الآشورية والمواقع الالكترونية التي كتبت ورفعت الشكاوي عن اعتقال الأب الشجاع يوسف أقبولت وأخص بالذكر وكالة الأنباء الآشورية العالمية (AINA ) أنها كانت وبحق في مستوى المسؤولية القومية، فمن أعماق القلب نقول لهم لقد أديتم الواجب وبأمان. أنها فرصة نقولها لجميع هؤلاء وعبر هذه السطور البسيطة أنهم بوقفتهم الشجاعة هذه ترتب على أعناق أبناء أمتنا الآشورية، أو على الأقل الشرفاء منهم، ديناً ثقيلاً يستوجب الوفاء به، إن لم يكن بالمال والجاه والمناصب، لأننا لا نملكها لكوننا أمة فقيرة، ولكن ليكن بالشكر والعرفان والكلام الطيب والجميل. كما أنها فرصة نقولها للأنظمة التي تتحكم في رقاب أبناء أمتنا ، كما سبق وأن قلناه في مناسبات سابقة، صحيح إننا أمة صغيرة ومتشتتة في عصر هذا اليوم ولكن إيماننا أقوى من صخر جلمود ولا يفنى بالسجون والمحاكمات وأن يوم خلاصها آت لا محال سواء أكان غداً أم بعد ألف عام.
------------------------------
ملاحظة: أرجو من القارئ اللبيب أن يعرف بأن الموضوع أعلاه كتب في نهاية عام 2000 وكان نظام البعث الدكتاتوري في العراق يسلط سيفه على رقاب أبناء أمتنا في الوطن ولم يكن ممكناً إطلاقاً التصريح بمثل تصريح الأب يوسف الشجاع من قبل رجال الدين أو حتى العلمانيين.
جميع هذه الصور مأخوذة من موقع وكالة الأنباء الآشورية العالمية (AINA )