الأخ العزيز فريد وردة المحترم
1: في الاقتباس الأول من كلام حضرتك فقط يوجد حرف لقد، وهي عائدة لي، أي لكلامي.
أمَّا الاقتباس الثاني والعائد لمقال غبطة البطريرك فقد أخطأت حضرتك إذ لا توجد لقد، وحتى لو أتت قد أو لقد، فلا توجد مشكلة بل بالعكس، والسبب:
ا - (قد ولقد) هي حرف تحقيق واثبات وتأكيد إذا أتت مع الفعل الماضي نحو قولك: (لقد نجح زيد، أو قد نجح زيد).
ب- أمَّا إذا أتت مع الفعل المضارع فإنها حرف توقّع أو احتمال نحو قولك: (قد ينجح زيد).
ج - يستثنى من ذلك إذا وردت قد ولقد مع الفعل المضارع إذا كان الفاعل هو الله، حيث تعتبر ً حرف تأكيد وتحقيق أيضاً لأن الله لا يجوز معه الاحتمالات نحو قولك (قد يعلم الله ماذا تفعل).
2 : قولك: وهذا يجعل من كلمة [البعض] التي وردت في ألاقتباس الثالث, تشمل الكتاب ورجال الدين الذين يحاولون فرض تسمية على أخرى.
إن كلامك صحيح، ولا اختلف مع حضرتك، واستعمالي لكلمة البعض دقيق جداً ورصين، إذ ليس الجميع بالمطلق هم من يعترض أو يريد أن يتخذ اسماً معيناً لرغبات شخصية أو أحداث سياسية أو انشقاقات كنسية، أو يختلف بالآراء ويريد أن يفرض رأيه على بطريرك أو جماعة معينة، وهذا أمر طبيعي لدى أي مجموعة بشرية دينية أو سياسية أو اجتماعية...الخ، أن يختلف بعضهم البعض بالآراء.
3: قولك: الواقع هو ثلاث تسميات تاريخية جميلة يجب أن تكون محل اعتزاز الجميع
نعم أنا معك في أن هذا هو الواقع ويجب أن يكون محل اعتزاز الجميع، ومنهم أنا، ولكن الاعتزاز من الجميع يجب أن يكون بالتاريخ أيضاً وليس بالواقع فقط، وحضرتك تعلم إني اعتز بالتاريخ، وهذه التسميات ليست تاريخية بل في الواقع فقط، ففي التاريخ الجميع سريان، ومقال غبطة البطريرك واضح في ذلك، وهو ناهيك عن كونه بطريرك فهو متبحر في التاريخ وحاصل على عدة شهادات في التاريخ المسيحي والإسلامي.
4: قولك: وألمصطلح [سورايا] يشمل أقوام أخرى في الشرق منهم ألارمن وألاقباط والمارونيين وأيضاً العرب وألاكراد والتركمان والصائبة وغيرهم الذين اعتنقوا أو سوف يعتنقوا المسيحية .
هذا ليس صحيح إطلاقا، كلمة سورايا أي سرياني تاريخياً تشمل الكلدان والآشوريين والمورانة والسريان الأرثوذكس والكاثوليك والروم الأرثوذكس والكاثوليك فقط،
وقد ذكرتُ ذلك في عدة مقالات وردود، (لاحظ كيف استعملتُ قد للتأكيد)، ويتفق ما قلتهُ مع ما يقوله غبطة البطريرك ساكو ص39 في المقال أعلاه، أمَّا بقية المسيحيين أقباط وأرمن وغيرهم، فهم مشيحايا وليس سورايا، فكل سرياني مسيحي، ولا تُعكس، أي ليس كل مسيحي سرياني.
وإذا دققت حضرتك في مقال غبطة البطريرك ستلاحظ أنه ذكر مشاهير وآباء السريان فقط دون مشاهير الأقباط والأرمن كاثناسيوس الرسولي أو غريغوريوس المنور، علماً أن هناك مقالات أخرى نادرة لآباء وكتاب الكنيسة السريانية الشرقية (الكلدانية والآشورية) تصب في نفس الاتجاه، وبسبب عدم رغبتي بالكتابة كثيراً، إلاَّ ما أراه ضرورياً من وجهة نظري، لن انشرها حالياً، ولكن أدرج لحضرتك كتاب مهم آخر لغبطة البطريرك ساكو هو (آبائنا السريان) ولم يسميهم لا كلدان ولا آشوريين ولا مشرقيين، وهو في ذلك ينحى منحى العلامة السرياني الشرقي عبد يشوع الصوباوي +1381 بتسمية كل آباء وأدباء ولاهوتي الكنيسة السريانية شرقية وغربية، بالآباء السريان،
وقد أدرجنا المخطوط في أحد مقالاتنا على هذا الموقع، ويذكر غبطة البطريرك ساكو في كتابه هذا (آبائنا السريان) آباء ومشاهير فروع الكنيسة السريانية شرقية وغربية ويسميها بالحرف الواحد (كنائسنا السريانية).
وشكراً
موفق نيسكو