الى روح علاء ادور في يوم حرية الصحافة
سامر الياس سعيدفي الخريف الذي طالما كان فصلا مميزا للموصل غادرنا علاء ادور باحثا عن لقطة افضل ومساحة اكثر هدوئا من صخب المدينة القاتل ..في تشرين الثاني من العام 2013 حلق نورس موصلي الى اعالي السماء بعدما عرفناه في الكثير من اروقة الاحداث يصور ويتابع ولايفارق صديقته (الكاميرا )..
هكذا ابتعد عن انظارنا ذلك الشاب المفعم بالثقة وبقيت لقاءاتنا القليلة في شارع المجموعة راسخة في ذاكرة تقترب من الصدا ..
كم كان قاسيا يوم رحيلك وانت تكابد في صمت لانك لاتعرف وجها اخر للحقيقة سوى ما تعلمته وتيقنته من اسرة حكيمة واب تخرجت من بين يديه اجيال واجيال ..
حرية الصحافة التي تجتمع تحت ظلالها كاميرات ومناشدات وكلمات خرقتها رصاصات غادرة اطاحت بقامتك الرشيقة فسقطت على شارع المحلة ودفن اهلها رؤوسهم مثل كل مرة فالنعامات ملات المدينة حتى سقطت اخيرا ..
ماذا اكتب وانا ارى ربيعك يذوي وكاميرتك تناجي رفيقها الراحل دون جدوى والحزن ينخر اجساد احبابك ..
اذكر حينما كنت في معرضك الشخصي الفوتغرافي تبرز في البيت الثقافي في الموصل عن موهبة اخرى زادت احساسك رهافة وعمقت علاقتك مع العين الثالثة ..
واذكر موقفا اخر وانت تبحث عن كواليس لتجلي عنها صورة الحقيقة في ساحة الاعتصامات حتى اصبحت عرضة للسب والشتم والضرب ولم تفقدك تلك الحادثة اصرارك نحو مسيرة الخلود ..واذكر موقفا ثالثا كنت تستمده من الرب يسوع حينما كنت ترد فيه على كل من طالبك بالمغادرة درءا للمحافظة على النفس فرددت انك مع الرب تقول لااخاف من الذين يقتلون الروح والجسد زائل لامحالة ..
هكذا غادرت بصمت ولم تحظى بتكريم يليق ببصماتك التي تركتها كما حظي اخرون وبقي الامل كشمعة نخشى ان تنطفيء ليعم الظلام عن ذكراك الذي مر منه عام فاحياه اقربائك وهم يعيشون مرارة المحنة الاليم ..
كنت متيقن بانك مغادر فالتجات لاربيل قبل ايام قليلة من موعد الرحيل ولكنك اجلت قرارك ريثما تسفر الامور عن شي يبشر بخير مثلما عاش هذا الامل مئات الموصليون دون جدوى فغادروها مرغمين في صيف تالي دون ان يجدوا ذلك الامل الذي طالما بحثوا عنه فتوارى عنهم دون سبب يقين ..