المحرر موضوع: هل الذكرى المئوية الأولى لحرب الإبادة ستوحد شعبنا السرياني الآرامي ؟  (زيارة 507 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل henri bedros kifa

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 653
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
هل الذكرى المئوية الأولى لحرب الإبادة ستوحد شعبنا السرياني الآرامي ؟
هنري بدروس كيفا
لقد كانت رغبتي أن أكتب حول حرب الإبادة بشكل رئيسي و لكن إعتراف البرلمان الأرمني بحرب الإبادة ضد الأشوريين و اليونانيين مؤخرا
و ما جرى من تعليقات حول هذا الإعتراف دفعتني أن أختار هذا الموضوع :
أ - بعض السريان شعروا بالغبن لأن شهدائنا كانوا سريانا و ليس لهم
أية علاقة مع التسمية الأشورية الحديثة .
ب - بعض السريان قد أكدوا بأن النص الأرمني و باللغة الأرمنية قد ذكر باللغة الأرمنية " أسوري " و هذا يعني السرياني الآرامي كما كان
يؤمن علماء السريان المشارقة و المغاربة معا .
ج - يجب ألا نلوم البرلمان الأرمني إذا إعترف بحرب الإبادة ضد
الأشوريين لأن بعض رجال الدين السريان و بعض السياسين السريان لا يزالون يدعون بتحدرنا من الأشوريين و يتوهمون أن بناء نصب تذكارية
في يرفان و مدن أوروبا - تطلق على شهدائنا الإسم الأشوري المزيف -
هو عمل قومي بناء ؟
أولا - هل يوجد علاقة بين هويتنا التاريخية و حرب الإبادة ؟
أ- لقد طلب مني إتحاد الآراميين ( السريان ) في بلجيكا في المشاركة في
٢٥ آذار الماضي في اليوم المخصص " من أجل إعتراف عالمي بحرب
الإبادة ضد الآراميين ". تم ذلك في Maison des Parlementaires
و قد تواجد عدة نواب و ممثلي الأحزاب البلجيكية و قد شاركت شخصيا
في موضوعين " من هم السريان الآراميون ؟ " و " حرب الإبادة المنسية
ضد الآراميين ".
هنالك أمل كبير بأن تكون بلجيكا هي أول دولة تعترف بحرب الإبادة
ضد أجدادنا الآراميين .
ب - هل يحق لباحث متخصص في التاريخ السرياني أن يسمي السريان
آراميين في بلجيكا و بإسم آخر في بلد آخر ؟ أليس من المعيب علينا
أن نسمي شهدائنا بعدة تسميات قومية مختلفة ؟
* أشوريون ( تسمية غير علمية لم يؤمن بها أجدادنا )
*آراميون ( التسمية المرادفة للتسمية السريانية في كل مصادرنا السريانية)
* أشوريون كلدان سريان ( التسمية القطارية المزيفة التي طرحتها بعض
الأحزاب السريانية المدعية بالهوية الأشورية المزيفة و للأسف بعض رجال الدين السريان يرددونها و يدعون بأنها تسمية قومية موحدة ؟ )
ج - لقد ألقى غبطة البطريرك لويس ساكو الموقر كلمة مهمة جدا في
مجلس الأمن يدعو فيها الى العمل من أجل مساعدة المسيحيين من أجل
البقاء في آراضيهم و أوطانهم و قد علق أحد السريان المدعين بالتسمية
الأثورية أن غبطة البطريرك ساكو لم يذكر اسم شعبنا القومي ؟ و هذا
السياسي قد شكر قداسة البطريرك لما يقدمه " لشعبه الكلداني الأشوري
السرياني "...
د - إنني أتفهم أن يختلف بعض السريان حول مكان بناء نصب للذكرى
المئوية الأولى : البعض يفضل في بيروت و تشارك فيه جميع الكنائس
السريانية و البعض يفضل بناء نصب خاص للكنيسة السريانية الكاثوليكية
أو الأرثودكسية في جبل لبنان ! و كل فريق عنده وجهة نظر...
و لكن من غير المقبول من السريان أن يختلفوا على " هوية أجدادهم "!
فإذا كان من الطبيعي أن يكون لكل منا رأيه الخاص حول بناء نصب
تذكاري أو حول تحديد يوم معين لذكرى حرب الإبادة : الأمر مختلف
كليا حول تاريخ شعبنا السرياني و هويته الآرامية الحقيقية .
ه - بناء نصب تذكارية عديدة تغامر في الإدعاء بأن شهدائنا كانوا
أشوريين لا و لن يبدل هويتنا السريانية الآرامية : إنها هدر للطاقات
السريانية . إذا كانت بعض الثورات أو المصالح السياسية قد أوجدت
كيانات و دول جديدة في التاريخ الحديث فهذا لا يعني أن " هوية السريان
الآراميين " ستتبدل الى " أشوريين " لأن بعض السريان الضالين لا يزالون
يتوهمون بجذور أشورية غير علمية !
ثانيا - مئة سنة من النضال أم من الضياع ؟
الشعوب التي تعتمد " النقد الذاتي " هي التي تتطور و تتقدم فأرجو من القارئ أن يتحقق في هذه النقاط :
أ - " شعبنا " لم يتفق و لم يجتمع حتى اليوم ليحدد تاريخا ليقيم ذكرى
لشهدائنا الأبرار ضحايا حرب الإبادة المجرمة : ٢٤ نيسان هو ذكرى
شهداء إحوتنا الأرمن حيث ألقي القبض على أكثر من ٢٠٠ من الوجهاء
الأرمن ( و لم يكن بينهم أي سرياني).
ب - أغلب الكنائس السريانية لم تطالب الحكومات التركية في الماضي
بالإعتراف بحرب الإبادة التي تعرض لها شعبنا و لم تطالب بأي تعويضات و بإعادة الكنائس و الأراضي ... بعكس الكنائس الأرمنية
التي ناضلت من أجل إعتراف تركيا بحرب الإبادة .
ج - تضخيم مبالغ في عدد ضحايا شعبنا السرياني الآرامي : بعض
الأحزاب التي تدعي الهوية الأشورية تردد هذا العدد الخاطئ " ٧٥٠ ألف
شهيد أشوري ؟" و من المخجل من بعض السريان بأنهم يرددون هذه
الأرقام بدون أي تحقيق : عدد ضحايا شعبنا هو حوالي ٢٠٠ ألف شهيد.
الأرقام الخيالية الكاذبة ليست مهارة سياسية و لكنها قد تصبح سلاحا
بيد المفكرين الأتراك لنقد مطالب شعبنا الحقة .
د - من يمثل شعبنا للدفاع عن حقوقه للمفاوضة مع الأتراك ؟
صحيح أن الأتراك لا يريدون الإعتراف بحرب الإبادة ضد الشعب الأرمني
و ضد شعبنا السرياني الآرامي و لكن من الصحيح أيضا هو أننا لا نملك
أي مؤسسة أو حزب يمثل شعبنا بشكل سليم . أغلب المؤسسات هي
ذات إنتماء طائفي و أكثر الأحزاب تؤمن بهوية أشورية مزيفة لا تمثل
شعبنا السرياني الآرامي .
ثالثا - حرب الإبادة هي قضيتنا المقدسة !
لقد تأخر كثيرا إنتشار الوعي الحقيقي بين أفراد شعبنا السرياني و للأسف
كثيرون من أفراد شعبنا لم يدركوا بعد أهمية وحدتنا للنضال الناجح من
أجل تعريف العالم بحرب الإبادة / سيفو !
كيف نستطيع أن نقنع إخوتنا الأرمن بأن شعبنا سيناضل من أجل
أن تعترف تركيا بحرب الإبادة و كل مجموعة سريانية تدعي بهوية
قومية مغايرة ؟
كيف نستطيع أن نطالب من الرأي العام العالمي أن يسمع صوتنا و أن
قضيتنا هي مقدسة و كل مجموعة سريانية تناضل وحدها من أجل
مصالحها السياسية الخاصة ؟
كيف نستطيع أن نحقق إنتصارات سياسية على تركيا و نحن لا زلنا
منقسمين على أنفسنا ؟
لقد خسر أجدادنا إستقلالهم منذ زمن طويل و رويدا رويدا بدأت الديموغرافيا تحول أجدادنا من أكثرية الى أقلية بدون حقوق في أراضي
أجدادهم التاريخية ! و لكن تعرض أجدادنا سنة ١٩١٥ الى ثاني
حرب إبادة عرفتها البشرية يجب أن ينقظ النخوة عند الغيورين السريان!
حرب الإبادة يجب أن تكون دافعا الى وحدة شعبنا و ليس سببا الى
تقسيمه و إضعافه ! نحن لا ندعو الى وحدة ظاهرية مصطنعة و لكن
الى وحدة تاريخية تعيد الأمل في صفوف شبابنا و يتعرف على تاريخ
أجداده الحقيقيين !
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=904284239635205&set=a.405592739504360.99337.100001609125226&type=1&theater