الحكماء يحتاجون الى شجاعة
زاهـر دودا / 3 ايار 2015 طالما لم تتوحد الكنائس فلن يكون للشعب المقسم الرجاء في الاتحاد ولذلك كما ذكرت في تعقيبي السابق بالتسلسل 55 للمقال المنشور للأخ ظافر شانو حول مقترح سيادة البطريرك لويس ساكو بخصوص التسمية وكنّا احوج الى اهم من الاسم وهو الوجود والكرامة الانسانية وحقوق وجودنا المادي والمعنوي اللذين نخسرهما يوما بعد يوم " ماذا ينفع الانسان اذا عرف اسمه وخسر نفسه وجسمه "
ما الضير او الاشكال ان يكون للمسيحيين العراقيين ثلاث قوميات تاريخية اصيلة (كلدانية ، اشورية ، سريانية) مثلما يوجد للمسلمين العراقيين قوميات (عربية ، كردية ، شبكية ، تركمانية ، و غيرها ). وبذلك نقطع الحجة والمبرر لدى المنتفعين ان كانوا سياسيين (علمانيين) او دينيين لإستغلال الاختلاف لصالح اجنداتهم وأفكارهم الخاصة الضيقة ، بينما الفرد البسيط هو الخاسر وحقه ضائع لا يعرف عند من يسأل .
وبعدها على كل قومية أو ديانة ان تعمل لخير العراق اولا وتناضل لتحقق اهداف وحقوق قوميتها في الوطن ثانيا ، مثلما يفعل الاخرين من المكونات الكبيرة ، وإذا ( اذا ) كانت النيّات سليمة للقوميات المسيحية فعليها تشكيل ائتلاف أو تحالف سياسي واحد يراعي شعوبها واستحقاقاتهم المشتركة في الوطن منها الدينية والتاريخية اللغوية والاجتماعية وغيرها ونستفاد من تجربة التحالف الشيعي المذهبي أو الكردي القومي ..
أسئلة تتبادر في الذهن اطرحها للقرّاء الاجلاء ، ومنهم الى المسؤولين اصحاب الشأن :
س1 ــ هل الكنيسة تتبع الشعب (الشعوب) ام الشعب يتبع الكنيسة ؟
بمعنى اخر هل الكنيسة مختصة لفئة من الشعب ( قوم ، قومية) ام انها تشمل كل من يؤمن بها اضافة الذي ورثها عن اجداده ؟!.
لماذا لا نعالج ونوحد كنيسة المشرق (العراق) المقسمة الى اكثر من اربعة اقسام وكل كنيسة تحتفظ بمجموعة من الشعب وأخذت لنفسها اسم قوميا من اجل التفريق ولا الجمع .. ان كان الجواب بالنفي ، اذن لما لا تتوحد الكنائس (اذا كانت تنتمي لشعب واحد) اولا وتجد لها اسم واحد للكنسية ويكون لنا كرسي واحد لكنيسة جامعة واحدة تنتمي لقومية واحدة بمشاورة وبمشاركة المختصين من ابناء كل رعية في اجتماع تاريخي ــ المبادر الاول سيكون الحكيم الشجاع الاول ــ يدعون اليه كذلك العلماء الغربيين من اوروبا وأمريكا المختصين في (التاريخ ، الاثار ، علم الاجناس ..) ذوي العلاقة . ومن ثم تطرح النتائج على ابناء الكنائس المشاركة في الاجتماع (اذا كان يهمهم امر الشعب).
س 2 ــ هل اتباع الكنيسة الكلدانية جميعهم يؤمنون بانهم منحدرين من بابل الكلدانية وجذورهم من جنوب
العراق ؟ وان اتباعها في ملّبار في الهند كذلك من بابل او اشور !! وإذا كانوا كذلك ، ما هي اهمية
انتمائهم القومي على الساحة السياسية والقومية ؟
س 3 ــ لماذا لا تقوم كل كنيسة بتوزيع استمارة على رعاياها المنتمين اليها لمعرفة انتمائهم القومي طالما ان الكنيسة لا تمثل قومية بحد ذاتها ؟
اخيرا وحفاظا على القدرات والطاقات المبذولة في صراع الاسماء واذا اردنا ان ينتهي نهائيا بان يثبت في دستور العراق والإقليم وفي دساتير العالم ثلاث قوميات للمسيحيين العراقيين : القومية الكلدانية ، القومية الاشورية ، القومية السريانية . وبذلك نرمي الكرة في ملعب الساسة المتنفذين بسلطة الدولة .