الاسباب الحقيقية لعدم امتلاك الاشوريين قوة عسكرية موحدة في العراق؟؟!!
الصحفي ايليا 2015 ايار
لا شك ان لكل امة وشعب له قدرة وعلى تكوين فصيل او قوة عسكرية داخل وطنه هو امر مشروع ومنطقي خاصة اذا ابتعد الجيش الرسمي والمركزية لوطنه لحمايته او حماية البعض وعزل البعض الاخر.
واليوم سنتناول اسباب عدم امتلاك الاشوريين داخل العراق لقوة عسكرية موحدة، هذا القوم الذي امتد تاريخه منذ الامبراطورية الاشورية 6765آ والى يومنا هذا، وهذا التاريخ شاهد حي لبقاء هذه الامة التي وفي عدة مناسبات ابتعد الجيش او لم يستطع حماية هذا المكون الاصيل والمؤسس لبلاد الرافدين للاسف.
فمنذ مئات السنين مرورا بتاسيس الدولة العراقية مطلع القرن 20، شهد البلد تغيرات جذرية عدة بحماية اقوام واهمال اقوام اخرى ويعود التهميش الحقيقي الى نوع الديانة الموجودة داخل العراق والعنصرية القومية العربية التي طغت على المشهد والحكم العراقي.
وبعد دخول جماعة الرايات السود لمى يسمى بالدولة الاسلامية القذرة في العراق والشام وما عاناه الاشوريين المسيحيين من قتل وتهجير واغتصاب وسلب ونهب لممتلكاتهم واراضيهم وامام انظار الحكومة العراقية التي كانت جزء من تسليم نينوى للغول الداعشي المتطرف، بات من الضروري ان يحكم الاشوريين انفسهم بانفسهم او على الاقل يكون لهم فصيل عسكري يقوده قادة ذي خبرة عسكرية ويدعم رسميا من الدولة والحكومة المركزية حالهم حال الشيعة والسنة والحشد الشعبي وغيرهم من الذين يتقاضون الملايين باسم الشعب من حكومة العراق وحتى من دول اوروبا كالاكراد، ولكن وهنا نؤكد لست بصدد الحقد على قوم او ديانة او تبعية وانما كاشوري مسيحي عراقي فمن حقنا ان يكون لنا قوة عسكرية تمثلنا وتدافع عنا كالبقية وان نكون شركاء داخل الوطن لا تبعية، لخصت اسباب عدم القدرة على تشكيل قوة عسكرية تحمي الجميع بعدة نقاط اهمها:
1- عدم توافق احزاب ومؤسسات شعبنا والتي تمثلنا في المناصب الحكومية والبرلمان سواء داخل الاقليم او حكومة المركز.
2- اصوات نشاز تلوح بكل مناسبة اننا 3 شعوب وبتسميات قطارية وهنا وكما يقال (ضاعت علينا الحسبة).
3- خرس السنة نوابنا الاشوريين والكوتا المسيحية في المحافل الدولية والحكومة العراقية عن المطالبة بهذا المطلب وان طلبوا سيطلبوا الدعم لقوة احزابهم فقط.
4- تزمت الدولة العراقية وحكومتها بعدم تسليح الاشوريين بحجج وهمية بانهم ليسوا مع تقسيم العراق طائفيا وغيرها من الحجج الواهية متناسين ان العراق (من يوم يومه) طائفي فلما للحشد الشعبي(80% ايراني صفوي) مثلا حلال ولنا حرام؟
5- عدم اعتراف الدول الاوروبية بقدرة الاشوريين في العراق وكانه ليسوا من مؤسسي هذه البلاد والسكان الاصليين او بحجة ان اعدادنا قلت داخل الوطن متناسين كانوا من الذين تسببوا بهجرة هذا الشعب الاصيل الى منافيهم للاستفادة من ايوائهم وكانهم رعاة للانسانية.
6- عدم الاتفاق بين 4 قوى عسكرية اولها تاسس في شهر اب من عام 2014 وتلاها مطلع 2015 ،3 قوى اخرى والكل هدفهم حماية قرى سهل نينوى والمشاركة مستقبلا لتحريرها مع القوى الحكومية الاخرى المتواجدة هناك من دنس داعش.
7- نزيف الهجرة المستمرة بات العائق الاساسي لتشكيل أي قوة عسكرية اشورية مسيحية فالكل بات يفكر: كيف الخلاص.
وبين هذا السبب وذاك، اصبحنا غير قادرين لتشكيل أي قوة عسكرية خاصة بنا لحماية شعبنا الذي من المؤمل وحسب خطط الغرب ان تنتهي جذوره في الشرق الاوسط بعد 30 عاما وانهم ماضون في هذا الطريق وقد لا يبقى في ارض الرافدين أي مواطن اسمه اشوري او حتى مسيحي.
وستبقى الانانية الحزبية الضيقة هي الرابحة على حساب طموحات شعب لطالما اراد العيش الكريم وان تكون له قوة تحميه ومستقبل اطفاله من غدر الاعداء والزمان حاله كحال البقية.. ولكن اقولها وبحسرة هيهات ثم هيهات............
ولا تحزن يا وطن ان افقت ذات يوم وسكانك الاصليين منك رحلوا
لا لانهم لا يملكون خبزا لكن لا يستطيعون ان يدافعوا عن ارثك وتاريخك.