البطريرك لويس روفائيل ساكو
موضوعُ الكهنة والرهبان المقيمين خارج ابرشياتهم وديرهم، فسح المجال امام تفسيرات متنوعة!
اعتبر بعضُ المعلقين ان القضية شخصية و" استعراض للعضلات" لتحقيق "طموحات"، أو لاستعادة "هيبة البطريركية" أو "ممارسة ضغوطات" لتحجيم ابرشية مار بطرس الرسول!
من المؤسف ان تأتي هذه التفسيرات بعيدةً عن المنطق والموضوعية والروحية المسيحية. فموضوع هؤلاء الكهنة والرهبان ليس قانونيا فحسب، انما لاهوتيّ بامتياز وروحيّ.
هناك قصورٌ في فهم لاهوت وروحانيّة الكهنوت والتكريس الرهباني!
الكاهن يختلف عن الموظف. انه شخص دعاه الله ليشهدً في الكنيسة "لشيء مختلف" يعطي روحًا ومعنىً واملاً للناس ويشدهم الى المسيح ويبهجهم! ومن يقبل دعوة الله هذه، بملء وعيه يجب ان يلتزم بها الى النهاية.
المدعو برسامته يتخلى عن الذات، ويصبح ملك الله والكنيسة التي ترسم مجال خدمته وسياقها!
أتساءل: كيف يمكن لكاهن ما، ان يترك ابرشيته لقضاء اجازة صيفية في أحد البلدان، ويقوم بتسجيل في الجامعة ويطلب اللجوء السياسي بحجة انه مهدد وهو من منطقة آمنة؟ اين الامانة للكهنوت والكنيسة؟
في نظري ان هؤلاء الكهنة والرهبان فقدوا هويتهم بالرغم من ان للكهنوت طابعا لا يمحى، مثل المعمودية، لكنه في وضع هؤلاء خرج عن السياق اللاهوتي والروحي تماما.
لقد مرّ اسبوع على المهلة الممنوحة لهم، وبقي اسبوع واحد. امامهم خياران اما العودة من دون شروط او التوقيف عن الخدمة الكهنوتية. وهنا لابد ان نشير الى تحمل " الحاضنة" التي استقبلتهم مسؤولية كبيرة! وبهذه المناسبة ادعو الاسقفين في ابرشية مار بطرس، الى اعلان موقفهما علانية حول مفهوم الوحدة والشركة مع الكنيسة الكلدانية وليس فوقها ومن خلالها مع الكرسي الرسولي!
من له اذنان للسمع فليسمع
رابط الموضوع
http://saint-adday.com/permalink/7409.html