المحرر موضوع: الديانة اليارسانية (الكاكائية) هي إمتداد للديانة المثرائية  (زيارة 3788 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل مهدي كاكه يي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 216
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الديانة اليارسانية (الكاكائية) هي إمتداد للديانة المثرائية

د. مهدي كاكه يي

الديانات الإيزْدية و المَزْدَكية و اليارسانية (كاكەيي) والهلاوية (العلوية) و الدروزية والشبكية هي من بقايا االديانة المثرائية المتجلية في الديانة اليزدانية. قبل ظهور المسيحية، كان جميع الآريين يعتنقون الديانة المثرائية. عليه فأن الديانة اليزدانية هي أقدم بكثير من الديانة الزرادشتية، حيث أنه قبل أكثر من 3500 سنة، كان أسلاف الكورد الميتانيون يُدينون بالديانة المثرائية. كما أن الميديين كانوا يعتنقون الديانة اليزدانية، حيث أن اليزدانية كانت الدين الرسمي للإمبراطورية الميدية.

تظهر بقايا معتقدات الديانة المثرائية بوضوح في هذه الأديان الكوردية، مثل تناسخ الأرواح والإعتقاد بوجود قوتَين متضادتَين وهما الخير والشر، وكذلك قُدسية الشمس والنار وتقديم القرابين (النذور) للأحياء والأموات و تقبيل الأرض الذي هو طقس ديني للتعبير عن حب الإنسان للأرض وشكرها، حيث يعيش الإنسان عليها و أن إستمرارية حياته مرتبطة بها.

لذلك فأن الديانة العلوية و الإيزدية و الدروزية و اليارسانية (الكاكائية) والشبك تكاد تكون ديانة واحدة. إن هذه الأديان متشابهة في العقيدة و الشخصيات الدينية و الإيمان بتناسخ الأرواح و النظام الطبقي و الطقوس الدينية من صوم و تقديم النذور و التكايا و الإحتفاظ بالشارب و غيرها، حيث أن جميعها ينحدر من الديانة المثرائية. الإختلافات البسيطة الموجودة بين هذه الأديان، ناتجة عن العزل الجغرافي بين أصحاب هذه الأديان، حيث أن عيشها ضمن كيانات سياسية مختلفة والتباعد الجغرافي بينهم والعيش بمعزل عن بعضهم البعض، خلقت بمرور الزمن هذه الإختلافات البسيطة في أسماء الشخصيات الدينية والطقوس الدينية وغيرها.

بالنسبة الى تسمية العلويين، يذكر البروفيسور جمال نبز في كتابه المعنون "المستضعفون الکورد وإخوانهم المسلمون، طُبع سنة 1994"، بأن أصل كلمة "علوي" يعود الى الكلمة الكوردية "هالاڤ" التي تعني بالكوردية "بخار الماء المغلي المشبه بالنار المستعرة" وكذلك "لظى النار نفسها". إقتبست اللغة التركية هذه الكلمة من الكوردية وحورّتها الى "ألڤي" التي تعني "لظى النار". هذا الإسم له علاقة بالنار المقدسة في الديانات الكوردية القديمة.

بالنسبة الى الدروز، فأن عائلة جانبولاد (جنبلاط) في لبنان التي تُدين بالديانة الدروزية، ينتمي نسبها الى الأمير الكوردي (منتشا = مند) الذي كان أميراً للإمارة الكوردية (كلس) و خدم الدولة الأيوبية في الشام  و أصبح هناك والياً لناحية (القصير) الواقعة على مقربة من مدينة (أنطاكية) الواقعة في شمال كوردستان و بعدها أصبح أمير أمراء الشام و حلب. في عهد السلطان العثماني (سليمان)، تم إسناد منصب الإمارة الى إبنه (جانبلاد) و الذي إستمر في الحكم الى عام 1016 الهجري (1584 ميلادي). في سنة 1630 ميلادية، إنتقل سعيد بك إبن جنبلاط زاده مع إبنه (رباح) الى بيروت و إستقرا هناك. علماً بأنّ العائلة الجنبلاطية كانت تعتنق الديانة الإيزدية1.

بعد سقوط الإمبراطورية الميدية وتأسيس الدولة الأخمينية الفارسية التي كان الدين الزرادشتي الدين الرسمي لها، نجحت الحكومات الفارسية المتعاقبة في إجبار نسبة قليلة من الكورد اليزدانيين، خاصةً كورد المدن، بإعتناق الديانة الزرادشتية، بينما بقيت غالبية الكورد متمسّكين ببقايا الديانة اليزدانية، حيث لم تتمكن الديانة الزرادشتية الهيمنة على الديانة اليزدانية.

بعد ظهور الإسلام وإحتلال كوردستان من قِبل العرب، بدأت الديانة اليزدانية تصارع من أجل البقاء ضد الزرادشتية السياسية الفارسية وضد العقيدة الإسلامية2. على سبيل المثال، تعاون الحكام الفُرس مع الدولة العباسية للقضاء على ثورات الخوراميين اليزدانيين في القرن التاسع والعاشر الميلادي، حيث قام بابَك الخورامي بثورة عارمة التي دامت من سنة 816 – 837 ميلادية ضد الحكم العربي الإسلامي3 (إسم "الخوراميين" متأتي من "خۆر" التي تعني بالكوردية "الشمس").

ظلت الديانة اليَزدانية بفروعها المختلفة سائدة بين الشعب الكوردي إلى القرن الثاني عشر الميلادي، أي الى قبل حوالي 800 سنة4. في القرن الحادي عشر الميلادي تم عقد تحالف بين الخلافة العباسية والترك السلاجقة وتم غزو بلدان غرب آسيا من قِبل السلاجقة الذين قاموا بالقضاء على الإمارات الكوردية التي كانت قائمة في المنطقة، من ضمنها الإمارات الروادية في أَذربيجان وجنوبي القوقاز والبرزيكانية في همدان والشدّادية في أرمينيا والدوستكية في وسط وشمال كوردستان وإمارة (شوانْكارَه) في بلاد فارس وإمارة (أَرّان) التي كانت واقعة في كل من أَذربيجان وأرمينيا وجورجيا الحالية4.

في النصف الثاني من القرن 16 الميلادي، أي منذ حوالي 400 سنة، أصبحت غالبية الكورد مسلمين واضطرّت فروع الديانة اليَزْدانية {إيزْدي، يارْساني(كاكه يي)، هلاوي (علوي)، الشبك، الدروز) إلى إقتباس بعض الرموز الإسلامية وإضافتها الى معتقداتها لحماية معتنقيها من القتل والسبي والظلم والإهانة وللحفاظ على دينهم الكوردي الأصيل. على سبيل المثال، سُمّي الملاك ميكائيل (الشيخ أبو بكر) في الإيزدية، وأصبح علي بن أبي طالب شخصية مقدّسة رئيسية عند اليارسانيين (الكاكائيين) والعلويين الكورد، وحلّت الأسماء العربية محل الأسماء الكوردية عند أتباع هذه الفروع اليزدانية، فالإسم الكوردي العريق (آدي) مثلاً، كان إسم أحد آلهة أسلاف الكورد الخوريين، أصبح إسمه عند الإيزديين إسماً عربياً وهو (عَدي)5 ونسبَ أمراء الإيزديين أصلهم إلى الأسرة الأُموية العربية، وإتخذوا بعض أسمائهم مثل إسم (مُعاوية).

صمدت فروع الديانة اليزدانية أمام كافة الضغوط والبطش وإستمرت الى يومنا هذا بسبب أصالتها الكوردية وترسّخها في المجتمع الكوردي وكونها جزءّ مهماً من ثقافة ولغة وتراث وتاريخ الشعب الكوردي التي حافظَ عليها أتباع هذه الديانات وتحمّلوا من أجلها المآسي والويلات، إلا أنهم لم يستسلموا، بل أصرّوا على حماية معتقداتهم الكوردية والثقافة الكوردية والتراث الكوردي والتاريخ الكوردي وقدّموا ولا يزالون يقدّمون التضحيات والقرابين في سبيل الحفاظ على الهوية الكوردية المتجسدة في أديانهم.

يرتكز الدين الكاكه يي على خمس مرتكزات أساسية وهي:

1. النظافة: تعني نظافة الجسم والفكر وصدق الوعد وحُسن السلوك.

2. الصدق: يعني إختيار الطريق الصحيح والإبتعاد عن الأعمال السيئة.

3. الإبتعاد عن الأنانية وحب الذات والإنتصار على الرغبات الدنيوية.

4. مساعدة الآخرين والتضحية في سبيلهم والعمل على توفير الرفاهية للناس.

5. عدم إيذاء أو الإضرار بالنار والهواء والماء والتربة والطبيعة والإنسان والحيوانات والنباتات والأشجار والطُرق.

دين الكاكەیی هو دين توحيدي وغير تبشيري. لا وجود للموت في هذا الدين، حيث يؤمن معتنقيه بتناسخ الأرواح. عند موت الإنسان تنتقل روحه الى جسد إنسان أو حيوان آخر. كما أن هذا الدين ليس له نبي أو رسول مُرسَل من الخالق لأن الرب يُظهر نفسه كإنسان في سبع مرات ويعيش بين البشر ويقوم بإدارة شؤونهم.

في هذا الدين هناك 4 طبقات دينية في المجتمع وهي إبتداءً من أعلى مرتبة دينية الى أدنى مرتبة: پیر، دليل، باوه، العامة. يحتفظ معتنقو هذا الدين بالشوارب ولا يؤمنون بالشهادة الإسلامية ولا بالجنة والجهنم، حيث أن الجنة والجهنم موجودان في هذه الدنيا ولا يؤمنون بالثواب والعقاب في الآخرة. يقومون بالتعميد كما في المسيحية لتسمية أطفالهم عند الولادة. لا يصلّون، بل أنهم يقدمون النذور خلال إجتماعات دينية خاصة، تتم خلالها قراءة أدعية خاصة بهم. لا يصومون شهر رمضان، بل يصومون لمدة ثلاث أيام في منتصف الشتاء. لا يحجّون الى مكة، بل يحجّون الى ضريح (سان سهاك) الموجود في منطقة هورامان في الجانب الواقع في شرق كوردستان. لهم كتاب ديني مقدس إسمه (سَرَنجام) المكتوب باللغة الكوردية وجميعه عبارة عن أبيات شعرية. يؤمن الكاكەییون بوجود 7 قدّيسين ولا يلعنون الشيطان لأن الشيطان هو من مخلوقات اليزدان (الرب).

المصادر


1. محمد أمين زكي المعنون (1948). خلاصة تأريخ الكرد و كردستان – تأريخ الدول و الإمارات الكردية في العهد الإسلامي. الجزء الثاني، مطبعة السعادة، مصر، صفحة 376 – 380).

2. إبن خلدون. تاريخ ابن خلدون. الجزء الرابع، صفحة 993.
 
3. الطبري. تاريخ الطبري. الجزء الثامن، صفحة 622.

4. عبّاس إقبال (1984). الوزارة في عهد السلاجقة. ترجمة د. أحمد كمال الدين حلمي، الطبعة الأولى، صفحة 29.

5. جرنوت فيلهلم (2000). الحوريون. ترجمة وتحقيق فاروق إسماعيل، الناشر: دار جدل، الطبعة الأولى، صفحة 100.

mahdi_kakei@hotmail.com



غير متصل يوسف ابو يوسف

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 6323
  • الجنس: ذكر
  • ان كنت كاذبا فتلك مصيبه وان كنت صادقا المصيبه اعظم
    • مشاهدة الملف الشخصي
لن أُحابيَ أحدًا مِنَ النَّاسِ ولن أتَمَلَّقَ أيَ إنسانٍ! فأنا لا أعرِفُ التَمَلُّقَ. أيوب 32.

غير متصل سيد سلطان

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 2
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
بسم الله الرحمن الرحيم
تحية طيبة إلى الفاضل د.مهدي كاكه ئي المحترم
قرأت بحثكم الموسوم المنشور على موقع ankawa.com بتاريخ 13\5\2015
بعنوان الديانة اليارسانية (الكاكه ئية) هي امتداد للديانة المثرائية.
ورد في مقدمة بحثكم (الديانات الأيزيدية و المزدكية و اليارسانية (كاكه ئي) و الهلاوية (العلوية) و الدروزية و الشبكية هي من بقايا الديانة المثرائية المتجلية في الديانة اليزدانية قبل ظهور المسيحية) تعرضت للأحداث و توارد الأديان في منطقة كردستان و ما جاورها من بلدان لقرونٍ عدة قبل الميلاد و استخلصت إلى ما يلي:- أن هذه الأديان تكاد تكون ديانة واحدة و الإختلاف بسيط بينها. أسهبت في الشرح عن بعضها و ذكرت الاخرى بالاسم فقط و وصلت في شرحك إلى القرن 16 ميلادي و ذكرت غالبية الكرد أصبحوا مسلمين.
نتوقف هنا قليلاً و نقول بما أن الشبك في غالبيتهم أكراد هل دخلوا الإسلام أم بقوا على ديانة الشبك الواردة في بحثكم الضالع في التاريخ القديم ؟
ذكرتم (صمدت فروع الديانة اليزدانية أمام كافة الضغوط و البطش و استمرت إلى يومنا هذا بسبب أصالتها الكردية).
أخي الفاضل هل البحث يناقش أديان متقاربة و متجاورة لقوميات عدة ؟.. أو أديان متقاربة لقومية واحدة؟..
أرجو ان توضح لنا أصول و مبادئ ديانة الشبك قبل و بعد عام 1600 هل صمدت مع شقيقاتها أم انصهرت في بودقة الإسلام حالها حال بقية الشعب الكردي مع ذكر مصادر البحث ليتسنى للبحاثة الشبك الرجوع إليها.
لطفاً وضح لنا و نحن أولى بعطفكم و تنويركم لماضينا كما فعلت مع (الدروزية و العلوية) اذكر لنا مبادئها الراسخة ان كانت ديانة الشبك لا زالت قائمة كما فعلت مع الديانة الكاكه ئية مع فائق التقدير
استدراك
ا- لست باحثا في علوم الاعراق و القوميات و الاديان لكي اجاريك في التحليل.
انتمي الى جيل كان يقرا كل شيء منهم
ب- اذا كان موضوع البحث لاغراض سياسية و كوتا الشبك ارجو المعذرة لاني لست سياسيا و ضع  x على كل ما تقدم و لست مضطرا للتعقيب. مع اعتذراي
ج- كما وضحت عن ديانتك الكاكه ئية من حقي ان اوضح عن دين الشبك حاليا.. و اقول
الله ربنا محمد نبينا القران كتابنا الكعبة قبلتنا الاسلام ديننا المسلمون اخواننا و المسلمات اخواتنا.....
نهتدي بهدي الاسلام بكل تفاصيله و حيثياته و نلتزم به و الحمدلله على هدايته لنا.

غير متصل Ashur Rafidean

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1021
    • مشاهدة الملف الشخصي
سيد مهدي
تقول (بعد ظهور الإسلام وإحتلال كوردستان من قِبل العرب)
المنطقة لم تكن اسمها كردستان وانما كانت مناطق اشورية والدولة السلجوقية من سلالة تركية 1038-1157م اطلقوا على المنطقة كردستان عندما فصل السلطان السلجوقي سنجر القسم الغربي من إقليم الجبال وجعله ولاية تحت حكم قريبه سليمان شاه وأطلق عليها اسم كردستان ولغرض اطماع اجدادكم فلماذا تريدون اخفاء الحقائق التاريخية لاجل ايجاد تاريخ لا وجود له على ارض الاشوريين  وكذلك فكردستان  مصطلح سياسي وليس تاريخي بمعنى احزابكم السياسية الكردية هي من سميت المنطقة بكردستان واذا تغيرت احزابكم الكردية مستقبلا فسيتغير اسم المنطقة من كردستان الى يهودستان مثلا لانه مصطلح سياسي لذلك لا تاريخ لكم على ارض الاشوريين .

غير متصل مهدي كاكه يي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 216
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأستاذ الفاضل سيد سلطان
تحياتي لكم

1. بالنسبة الى إعتناق غالبية الكورد الدين الإسلامي في القرن السادس عشر الميلادي، فأن قسماً من معتنقي فروع الديانة اليزدانية إحتفظوا بدياناتهم القديمة وهذا يعني أن أكثرية الشبك أصبحوا مسلمين وفقدوا إنتماءهم الشبكي وهم من ضمن المسلمين الكورد الذين نراهم اليوم ولم تبقَ لهم أية صلة بالدين الشبكي، حيث أنهم منسلخون عن دينهم الأصلي، بينما إحتفظ القسم القليل منهم بديانتهم الآرية اليزدانية وهم الشبك الذين نراهم اليوم. هكذا بالنسبة لفروع الديانة الأخرى مثل الإيزدية واليارسانية والعلوية وغيرها.

2. . صمود الديانة اليزدانية أمام البطش ومحاولة التذويب هو بسبب أصالتها الكوردية، حيث أن هذه الأديان كوردية الأصل وأن جذورها ممتدة في أعماق موطنها الأصلي، كوردستان وهذا الإمتداد هو عامل رئيسي في صمود هذه الفروع اليزدانية. أما وجود أفراد من قوميات غير كوردية ينتمون الى فروع الديانة اليزدانية، قسم منهم هم كورد مستعربون أو مستتركون أو مستفرسون والقسم الآخر ينتمون الى قوميات غير كوردية.

3. كما جاء في المقال، فأن الشبك ينتمون الى الديانة اليزدانية، وهذا يعني أنهم قبل تأثير الدين الإسلامي عليهم كانوا يؤمنون بتناسخ الأرواح والإعتقاد بوجود قوتَين متضادتَين وهما الخير والشر، وكذلك قُدسية الشمس والنار وتقديم القرابين (النذور) للأحياء والأموات و تقبيل الأرض الذي هو طقس ديني للتعبير عن حب الإنسان للأرض وشكرها. كما أنهم منقسمون دينياً الى طبقات.

تأثير الدين الإسلامي على الشبك هو أكبر من تأثيره على الفروع الأخرى لليزدانية وقد يعود السبب في ذلك الى كون الشبك  يعيشون في منطقة سهلية مفتوحة، تضاريسهم الأرضية لم تساعدهم في مقاومة الدين الجديد القادم من الجزيرة العربية و بسبب مجاورتهم للعرب المسلمين وإحتكاكهم بهم وقربهم من الأتراك. مع ذلك لا تزال بقايا اليزدانية واضحة جداً في الدين الشبكي، مثل تناسخ الأرواح، الطبقات الدينية (مُريد، مرشد، پير) وطبقة ال(پير) موجودة في الفروع الأخرى للديانة اليزدانية، لهم كتاب مقدس مخطوط يسمى (البرخ)، الإحتفاظ بالشارب، الإحتفال برأس السنة في شهر كانون الأول الذي يصادف ميلاد (ميثرا) وقد جعل المسيحيون هذا التاريخ تاريخاً لميلاد عيسى، بينما عيسى مولود في شهر آذار، حسب دراسات الباحثين وكما وارد في الإنجيل، تقديم النذور في إجتماعات دينية بحضور الپير (بابا أو باوه). الشبك لا يُصلّون ولا يصومون رمضان ولا يدفعون الزكاة ولا يحجون الى مكة، أي لا يلتزمون بأركان الدين الإسلامي. يقومون بالتعميد لتسمية أطفالهم ويكاد يكون الطلاق حراماً عندهم، يقوم البابا بِعقد الزواج. لهم ليلة (التعاذر) أو ليلة (التغافر) التي يعقد فيها الشبك اجتماعات خاصة في ليالي الجمعة وذلك لإزالة الأحقاد والبغضاء من قلوب الشبك وإحلال الحب والسكينة فيها، حيث يغفر المتباغضون بعضهم لبعض ولهم  ليلة ( الإعتراف) وهي الليلة التي يتقدم بها الشبكي إلي البابا فيعترف له بخطاياه وذنوبه وفيها ينشد البابا (الگلبنك) الخاص بالإعتراف وقد يجاريه في الإنشاد الرهبر. [(گُلبنك) هي كلمة كوردية مركبة من كلمة (گُل) التي تعني (ورد أو زهر) و (بنگ) التي متحورة من (دَنگ) التي تعني (صوت) وبهذا تعني هذه الكلمة (صوت الزهر)]. كما أن لهم مراسم الدخول في الدين وهي مراسم خاصة يقوم بها (البابا) ويساعده في ذلك (الرهبر). كما ترى فأن جميع هذه الأمور لا تمتّ بأية صلة بالإسلام، بل إنها من بقايا اليزدانية.

4. الدراسة ليس لها أية علاقة بالسياسة وإنما بحث تاريخي وديني بحت.

5. من خلال وصفك لنفسك، فأنك منسلخ عن الدين الشبكي ومعتنق للدين الإسلامي.

6. في الرابطَين التاليين يمكنك الإطلاع على مقالَين عن الشبك واللذين يحتويان على االكثير من المصادر عن الشبك وتقبلوا خالص تقديري.
تاريخ الشبك في بلاد الموصل - الدكتور ملا سالم الشبكي
الشبك في االعراق – زهير كاظم عبود   







غير متصل سيد سلطان

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 2
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
بسم الله الرحمن الرحيم
تحياتي للدكتور الفاضل مهدي الكاكه ئي....
شكراً على إجابتك و على الراوابط المرفقة مع الإجابة.... لنأخذ النقاط بالتسلسل:-
1. ذكرت إن الكثير من الذين اسلموا و فقدوا إنتمائهم الشبكي.....
لطفاً من هم قراهم تعدادهم التقريبي ؟.. و ذكرت احتفظ القليل منهم بديانتهم و هم الشبك الذين نراهم اليوم رجاءاً أيضاً من هم أين يسكنون تعدادهم التقريبي
2. ذكرت (أما صمود اليزدانية بسبب أصالتها الكردية) أعتقد بتواضغ ان الدين معتقد إنساني يتفاعل معه الشخص وجدانياً بغض النظر عن عرقهِ و لونهِ و مكانهِ و زمانهِ أما القومية لها مقوماتها الأساسية....! قد تكون القومية و الدين واحد كما اليهودية...
3. أكدت في الرد على ما جاء في بحثك السابق..... و أقول بأن البحث كلام إنسان قابل للمناقشة و الرد أو التأكيد..... إلخ (عبارة كانوا قبل الإسلام يؤمنون).... كل الأمم و الشعوب قبل إعتنقاها الأديان السماوية كان لها دياناتها و آلهتها و طقوسها لا ضير إن كان الشبك كذلك في عمق التاريخ (مع شك في داخلي بعدم وجود الشبك في هذا العمق من التاريخ).
لا دين حالياً اسمه شبك و لا بقايا لليزدانية فيها و هنا أوردُ ما جاء في مقدمة كتاب الشبك في بلاد الموصل د. ملا سالم.
المدخل (الشبك جماعة كردية تتكون من عدة عشائر لها إمتدادت تاريخية في كردستان...... الشبك ليسوا بطائفة دينية إسلامية؛ هم مسلمون قسمٌ منهم على المذهب السني و الأكثرية على المذهب الشيعي الإثني عشري و إن خلطهم بالكاكه ئية و القز لباش تعد خطاً تاريخياً).
و أود ان أضيف بأن القلة من الشبك الحاليين من أصول عربية و تركمانبة.
الفصل الأول المبحث الأول...... ناقش الشبك من حيث العرق و الإنتماء القومي و أكد بأن اكثرية الشبك من أصول كردية و لغتهم اللهجة الهورمانية. و يضيف قائلاً (المرجح أنهم أكراد نسباً و لغةً و هم مسلمون شافعيون و شيعة إثنا عشر.
أما ما ورد في بقية ردك يؤكد تأثرك  الشديد بكتاب (الشبك) لأحمد حامد الصراف الذي تنقصه الدقة و الأمانة العلمية و الفهم الواعي عن حقيقة ما يكتب عنه...... و كل ما كان مصدره الأب الكرملي يجانب الحقيقة......
و كذلك بكتاب (بقايا الفرق الباطنية في الموصل) حيث هذا الكتاب فيه الكثير من التحامل و القصد السيء و الحقد الدفين ضد الشبك... لماذا..؟.
أود أن أقول بأن الدين معتقد روحاني أيماني له تأثيرات و معاني مختلفة العمق في النفس البشرية حسب..
تفضلت بسرد مقارنة بين الطقوس الدينية المتبعة في المذهب التصوفي البكتاشي (كان كثير الإنتشار في بعض القرى الشبكية سابقاً و تلاشت تقريباً في الوقت الحاضر)
إن هذه الطقوس لها معاني نابعة من روح الديانة الإسلامية و لا مجال لمقارنتها مع روح هذه الطقوس في الديانة اليزدانية....... لطفاً راجع المصدر الثاني الشبك في العراق زهير كاظم عبود الفصل الثاني:- حقيقة الشبك الدينية؛ ستجد الجواب الشافي لما طرحت.
الشبك مسلمون شيعة و سنة مع القليل القليل من المتصوفة (من ذوي الجذور الإسلامية الحقة)؛ أما تربية الشارب فكان شائعاً إلى خمسينيات القرن الماضي بين العديد من الأقوام  و الأتراك قبل هذا التاريخ.... عند المسلمين لا صلة لها بالدين ولهذا تركها الشبك المسلمون للتمييز بينهم و بين اليزيدية الكاكه ئية.....
سامحك الله على بقية كلامك الذي فيه الكثير من التجني على الشبك من حيث عدم الدقة و الواقعية.
الشبك مسلمون ملتزمون بأركان دينهم.... يصلون و لا تخلو قرية من مسجدٍ أو أكثر يُرفع فيها الأذان لإقامة الصلاة..... و هم ملتزمون جداًُ بصومِ شهر رمضان....
يدفعون الخمس أو الزكاة..... و يحجون إلى بيت الله الحرام.. و منهم من حجَّ في ثلاثينيات القرن الماضي على الجمال.... إلخ
أخي العزيز دكتور مهدي.. قرية كبرلي قرية مختلطة من الكاكه ئية و الشبك رجائي إسال الكاكه ئية من أهل هذه القرية و بقية القرى الكاكه ئية  المجاورة لها و استفسر منهم عن ما تقدم من قولي لكي تطلع و تعيد التقييم.
4. تسائلي السابق و إجابتك حول هذه الفقرة متروكةٌ لضمير الباحث و أهدافه من المقالة أو البحث.
5. أنت وصفت مبادئ الديانة الكاكه ئية و أنا وصفت ثوابت الدين الإسلامي الذي يعتنقه الشبك... معذرةً إطلاقاً لم أصف نفسي و عباراتي واضحة. (إني عربي الأصل شبكي الواقع جمعتني معهم المذهب و الجيرة و كنا على مر العقود السابقة مرشدين للدين الإسلامي بين الشبك).
6. قرى الشبك جنوب شرقي الموصل متداخلة مع القرى الكاكه ئية؛ حالات الزواج نادرة جداً جداً بينهم و لكن تربطهم علاقة حسن الجوار بأجلْ صورها و الصداقة و التفاهم و التعاون و المظلومية.
7. لك جزيل الشكر على الروابط المؤشرة من قبلك حيث قرأتها على عجالة و وجدت بأن هي الرد على السجال الموجود بيني و بينك كان المفروض أن أكفتي بهما.
لك كل التقدير و الإحترام و لجميع الديانات التي مرَّ ذكرها في المقالة.