ألأخ خوشابا سولاقا
سلام المحبة
أحييك على جهدك المتميز في إيصال هدف المقال من خلال إختيارك العنوان وطريقة عرضك للمتن . لست قانونياً ولكن لابأس من الإطلاع على مفاصل ثقافية مختلفة وخاصة ما يتعلق بقانون البشر في هذا الزمن الذي تاه بين تعسف الحاكم من جهة وتوفر الحرية المطلقة من جهة أخرى , علماً أن القانون يدخل في كل موجودات الكون سواء الطبيعية منها أو من صنع الإنسان واختراعه .
بصراحة , ما استوقفني في المقال هو ماجاء أدناه :
" حيث ذهب هيجل في وصفه للدولة الى حد إعتبارها أنها إكتمال لمسيرة الأله على الأرض ، أي كما تم تفسير هذا البعد في وصف هيجل وروج له بأن سلطة الحاكم في الأرض مستمدة من سلطة الله في السماء ، والى أن الدولة هي قوة العقل المحقق لذاته ، وأن واجب الفرد الأسمى هنا هو أن يكون عضًواً في الدولة ، تترتب عليه واجبات تجاهها ، وله حقوق مستحقة عليها . "
وحيث إني شخصياً مع الإيمان , وأعني ضرورة أن يتحلى أي إنسان بنوع من الإيمان , بوجود نوع من القوة الخارقة , سواء الذي منبعه الأديان السماوية , أو المعتقدات غير السماوية وليكن ما يكن . ألإيمان يعني توفر قوى الخير ورجحانها على قوى الشر , وما ينتج عنها من التحكم الإيجابي بسلوكيات الفرد وتقديره لقوة القانون .
وربما لم يأتي هيجل بالجديد بل استمد فلسفته ممن سبقه ولكنه أضاف من أفكاره بما يلائم أو حتى يسبق زمانه , وهنا تكمن عبقريته .
مقتطفات لبعض ما قيل قبلاً :
فالقوانين اتسمت في مراحلها الأولى بالصفة الدينية فكانت عبارة عن أوامر إلهية يبلغها
الحاكم أو الكهنة إلى الناس ولكنها ما لبثت إن فقدت جوهرها وامتزجت مع القواعد التي يضعها
رجال الدين والحكام بأنفسهم وينسبونها إلى الإلهة المزيفة التي اخذوا يعبدونها من دون االله
فقد عرف القانون بعض الفلاسفة القدماء :-
حيث كان يرى (سقراط) إن (القانون): هو عبارة عن حقيقة مطلقة واجب الطاعة وان
مصدره الهي فهو رمز للعقل لذا يجب إن يسود لتنظيم الفوضى في المجتمعات الإنسانية وبما
إن القانون أصله الهي فهو لايتبدل ولا يتغير
اما (أفلاطون) فقد عرف القانون : بأنه هو ((مجموعة القواعد التي تهدف إلى تحقيق العدل
فقد عرف القديس (توما الأكويني)
١٢٧٤-١٢٢٥) القانون : على انه تنظيم عقلي للعلاقات في المجتمع يضعه ويصدره السلطان بقصد تحقيق الخير العام . ويرى انه لا غرابة
في إن يكون هذا القانون نظاما عقليا ما دامت السلطة هي العقل الجماعي ، كذلك فانه من
الطبيعي أن يحقق القانون الخير المشترك أي السلام والعدل إذ إن المجتمع لا يسيره غير هدف
مشترك
إما في العصر الحديث فقد ارتبط القانون ارتباطا وثيقا بفكرة وجود قوة ذات سيادة في
كل دولة بحيث تكون لهذه القوة سلطة سن القوانين وإلغائها على وفق إرادتها
آسف للإطالة مع تحياتي لكاتبنا ذي القلم الهادئ والمبدع