الحركه الثقافيه والفنيه في العراق الجديد في تراجع مضطرد
[/size]
لطيف نعمان
لايختلف اثنان من ان كل نشاط ثقافي أو فني يحتاج الى تموين ودعم مادي من قبل الجهات ذات العلاقه ، ولكن في العام الماضي تم اجهاض اغلب المشاريع الفنيه والثقافيه بذريعة عدم البت في الميزانيه الماليه لعام 2014 التي صارت قربانا لفساد المالكي وادارته الفاشله، وطائفيته المقيته .. وهذه السنه ايضا استمرت الحاله ولكن بشكل أسوأ بذريعة التقشف وتدني سعر النفط عالميا وحرب الدواعش ...الخ .. ولا يعلم حتى الشيطان كم ستطول هذه المهازل والى متى ..
وعندما نقول ان الحركه الفنيه والثقافيه في تراجع يعترض بعض الاصدقاء المثقفين والكثير من السياسيين الذين تعاطفوا مع السياسه والاحزاب التي دمرت العراق ، والعمران والتطور ، والثقافه والفن ..
كنت ولازلت انبذ سياسة البعث وسياسة صدام ..لكن الحقيقه يجب ان تقال ..في مجال الحركه المسرحيه لوحدها لاحظنا في زمن البعث كانت توجد فرق مسرحيه لكافة شرائح المجتمع :- فرقة المسرح العمالي - فرقة المسرح الريفي - فرقة المسرح العسكري - فرقة اتحاد نساء العراق (فرقة الخنساء للتمثيل) - فرقة المسرح الجامعي - فرقة النشاط المدرسي - الفرق المسرحيه في كافة مراكز الشباب - الفرقه القوميه للتمثيل - الفرق المسرحيه الاهليه ويتجاوز عددها العشرة فرق في بغداد لوحدها - مديريات مسارح المحافظات ..مهرجانات راقيه للمسرح العالمي والمسرح العربي كل عام ... الخ ..
في الستينات والسبعينات والثمانينا والتسعينات كانت بعض الفرق المسرحيه الاهليه تنافس وتفوق الفرقه القوميه للتمثيل في نشاطاتها ، ولعل فرقة المسرح الفني الحديث ، وفرقة المسرح الشعبي ، وفرقة مسرح اليوم ، وفرقة مسرح الصداقه وغيرها وتاريخها العريق خير دليل ..
أين هي الان هذه الفرق والنشاطات ؟.. اين هي ارقى دور العروض السينمائيه الان سواء في بغداد ام بقية المحافظات ؟..أين هي الفرق المسرحيه ومقراتها ؟..لماذا تم غلقها واجهاضها ؟!!وماتبقى منها مهدد بالغلق ان عاجلا او آجلا ..
اولم تهاجر مئات النخب الثقافيه والفنيه خارج البلد سواء بحكم التهديد ، او البحث عن لقمة الخبز وفرص العمل ؟.. الم يعمل اعداد اضعافهم في اعمال وضيعه لاتمت الى اختصاصاتهم وابداعاتهم وتاريخهم بصله ؟.. اولم يهمش الاف الفنانين والمثقفين لاسباب سياسيه تافهه وسخيفه ؟..
هل هذا هو العراق الجديد الذي كنا نحلم به وننشد اليه ؟..
صحيح في زمن البعث كان كل مايمت بصله للثقافه والفن يمر تحت مجهر الرقيب وسلطته الخطيره ، لكن والتاريخ يشهد تمكن الكثير من المثقفين المشاكسين من تمرير اخطر النصوص الثقافيه والفنيه ، وفلتت من مقص الرقيب بشتى الاساليب .. وتم عرضها على خشبات المسارح وضمن المهرجانات ، والامثله كثيره لامجال لذكرها هنا ..
في زمن العراق الجديد (بعد سقوط الصنم) منع الرقص ، ومنعت الموسيقى ، واغلقت دور السينمات ، واغتيل بعض المسرحيين والمثقفين ، والشهيد المسرحي هادي المهدي والشهيد نقيب الصحفين العراقين شهاب التميمي وغيرهما نموذجا ..واستحوذت الاحزاب الدينيه المتخلفه على مجمل امور السياسه في البلد وحشرت انفها بكل ما لاتمت اليه بصله !!..
لابد من الاقرار بأن العراق في تراجع خطير في كل مناحي الحياة ، ولكن تراجع الثقافه والفن يشكل عامل ملفتا للنظر ويعد اكثر وجعا وايلاما من كل الامور الاخرى ذلك لأن حضارة الدول وتطورها تقاس من خلال ثقافاتها وفنونها ..
على مايبدو ان الحكومه الحاليه تنظر الى الثقافه والفن بأنها من الامور الكماليه التي ليس من المهم رعايتها او الالتفات اليها ..
عنكاوا 28/5/2015