المحرر موضوع: العراق بعد داعش الحلقة السادسة : التدخلات الخارجية  (زيارة 649 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل تحسين المنذري

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 141
    • مشاهدة الملف الشخصي
العراق بعد داعش
الحلقة السادسة : التدخلات الخارجية


تحسين المنذري
لم يشهد بلد إستباحة لاراضيه مثلما يشهد العراق منذ 2003 والى الان بعلم سلطاته ، بموافقتها، بطلبها ، وأحيانا رغما عنها دون أن تستطيع منعها . وبسبب داعش كان التدخل اكثر وضوحا وبنفس الوقت متعدد الدول والتوجهات ، لكن يمكن إجمال التدخل بمنظومتين هما : 1- تدخل اميركا وحلفائها تحت يافطة التحالف الدولي لمحاربة داعش
        2- التدخل الايراني
كان كلا التدخلان بموافقة الحكومة العراقية ورضا أغلب قواها السياسية ، لكنهما تقسما الى تدخلين لان أميركا حاولت بخلق تحالفها عزل إيران أو في الاقل تحجيم دورها ، إلا إن فتوى المرجعية الشيعية وما تبعها من شرعنه لوجود الميليشيات المسلحة أعطى لايران الدور الاكبر في التدخل في الشأن العراقي وبات وجود أسماء لقادة عسكريين إيرانيين شيئا مقبولا من الجميع حتى من أميركا ، فماذا ستحصل إيران من تدخلها وماهي مصلحة دول التحالف ضد داعش ؟
لأبدأ بدول التحالف فهي متعددة متنوعة بعضها لم يشارك سوى بالاسم ، قسم منها من دول الجوار ومن المتهمة من قبل الحكومة العراقية بدعم ومساندة الارهاب ،والبعض الاخر مشارك بشكل فعلي بهذا القدر أو ذاك ، هذه الدول جميعا ستطالب بنصيب لها في العراق ، إذا ما تحرر من داعش ، قد ترضى بعضها بإستثمارات وقد ترغب أخرى بإشتراك في مشاريع على مدى سنوات طوال ، أي مشاركة في توجيه دفة الاقتصاد العراقي وبعضها تريد مصالح دائمة على حساب مصالح العراق وأخرى قد تكتفي بالتفضيل الدبلوماسي ، في جميع الاحوال ستكون الحكومة العراقية ــ أي حكومةكانت ــ ملزمة بمجاراة رغبات هذه الدول لانها ببساطة لها فضل على العراق بتحرير أراضيه من قبضة الدواعش .
أما إيران فسأكتفي بما قاله السيد علي يونسي مستشار الرئيس الايراني الحالي روحاني حيث قال : (إيران عادت إمبراطورية ، والعراق ليس جزءا من نفوذنا الثقافي فحسب بل من هويتنا ... وهو عاصمتنا اليوم .. وهذا أمر لايمكن الرجوع عنه لان العلاقات الجغرافية والثقافية القائمة غير قابلة للالغاء ، لذلك فإما أن نتوافق أو نتقاتل ) ولا أظن هناك أبلغ مما قال .