مِن أجلِكَ
إنهاء الياس سيفو
أيُعقل ان يموت العراق ؟
كيف لهذه الحضارة العريقة النابضة بالحياة ان تُقتل ؟
بعد عام على تكفين أرض العراق بعباءة سوداء ،
وصمت العالم على ما يجري من إضطهاد وإقصاء من كافة الأشكال
العراق لا زال يبكي
تحت جور مخطط كبير لتحقيق أجندة سياسية خطيرة
شعب عريق عانى من الأسى والجور لسنين طوال
وأُقصيَّ من أرضه وهو صاحب الارض
وجُرد من تأريخه وهو صاحب حضارة وتراث ...
سهل نينوى يأنُّ
والنداءات لا تزال تعلو
لإنتشال براءة الاطفال من الظلمة
لإنقاذ الانوثة من أنياب الجهل
النداءات لا تزال تعلو
والعراق يُمزق
و الجرائم التي تُرتكب بحق الانسانية مستمرة،
وما أبشع ان تتحد أكثر من قوة على تنفيذ الشر .
أيُّ ذنب لك أيّها الشعب سوى إنّك تتنفس الأبداع ...
تحب الحياة ، تهتف للربيع ،
وتشرق للأمل ...
هنا نداءٌ لإنقاذ الأبداع ... فهل من يسمع ؟!
عذرا
فالعراق اليوم مجهول المصير ...
وعذرا للدم الطاهر الذي سُكب على أرضك ...
عذرا للبخور الذي أحترق في سمائك ....
ماذا أقول للذين سالتْ دمائهم حباً بكَ
للأب رغيد كني والشمامسة وقد تقدّس الشارع بدمهم ...
وكيف أُعبّر عن صبر المطران فرج رحو وثباته
ماذا أقول وقد أنطفأ فيك سراج العيش ...
ماذا أقول لعمو بابا حين حمل بيديه حفنة من ترابك موصيا تلاميذه الصغار ان لا يتركوه ،
ماذا أقول للوثر ايشو وقد رمّممَ جراحك في زيتٍ ولوحة ،
و بما أجيب سعدي المالح حين آبى أن يقدّم نفسه وإكتفى بأن يتحدث عن العراق ...
ماذا أقول لكل من آمن بك وطن وأرض وحقل وجدول ...
ووجدَ فيك غربة مرّة ...