الاستاذ هنري سركيس المحترم
مقالاتكم عامة هي روافد فكريه, اما مقالكم هذا فقد فاق سوابقه روعة
اصبح واقع الحال ما ذهبت اليه الشعوب في سبيل انجاح مشاريعها الوحدويه في دراسه الفوارق ونقاط الاختلاف وحلحلتها قبل الشروع في مشروع الوحده. لانه, وكما ذكرتم بدون حلحلة هذه الفروقات تكون الوحده مبنيه على اسس هشه وتكون كما ذكر المسيح رب المجد كالبيت المبني على ارض رخوه فيأتي السيل ويأخذه. وايضا ليصل مفهوم الوحده كما في رؤية المهاتما غاندي اي تستطيع ان تتحدى الهزات.
هذه الحقائق يعلمها رواد الوحده ولكن بحذر وذلك لأن فلسفه الاختلاف مخيفه لكون التبحر في نقاط الاختلاف والبحث في الفروقات وعن الفروقات هو كالغوص في بحر يجهل مدى عمقه. فأحيانا دراسه نقطة الاختلاف لغرض حلها قد يزيد من كبر الهوة او قد يؤدي الى اكتشاف ان مدى الاختلاف كان اعمق من ما هو معلوم.
اما بخصوص وحده شعبنا سواء على المستوى القومي او الكنسي, فبالتأكيد علينا دراسه نقاط الاختلاف (والتي في الحقيقه تعتبر قليله قياسا بنقاط التشابه) وتقريب وجهات النظر بغية الوصول ال مفاهيم مشتركه قبل الشروع بأي مشروع وحدوي والا يكون ذلك تخبط غير مدروس. ونحن نعقد الامال على ابنائنا المخلصين الذين يستطيعون ان يرفعوا الغشاوه عن عيونهم التي تفرضها الانا القاتله ومايتبعها, اي على لاعبي الشطرنج الذين يجيدون اعطاء كل شيء حجمه وثقله ويضعون كل الامور في مكانها المناسب برجاحة عقليتهم
نشكركم على سعة ادراكم وتوضيحكم لمسأله مهمه يجب ان تؤخذ بنظر الاعتبار عند الحديث عن الوحده.
مع كل الود
نذار عناي