المحرر موضوع: لا للتبعية لكنيسة روما تحت ستار الشراكة  (زيارة 619 مرات)

0 الأعضاء و 2 ضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل فاروق.كيوركيس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 462
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لا للتبعية لكنيسة روما تحت ستار الشراكة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أطل علينا سيدنا البطريرك مار لويس ساكو قبل ايام  ، بمقترح جديد للوحدة الكنسية لكنيسة المشرق مقرونة بالشراكة مع كنيسة روما او ما سماه بالكرسي الرسولي .
ولا نريد الدخول في تفاصيل مقترح وحدة كنيسة المشرق بسبب سطحية الطرح المتضمن استقالته اي البطريرك ساكو واستقالة البطريرك مار ادى الثاني ، وفراغ كرسي كنيسة المشرق الاشورية حاليا ، حيث سننتظر ما ستتمخض عنه  محاولات لم شمل الكنيسة الاشورية خلال الاشهر القادمة ، مع تأكيدنا على ان غياب البطاركة بسبب الوفاة او الاستقالة سوف لن يكون كافيا لتحقيق الوحدة ، خصوصا اننا نعلم انه حتى في ظل سلطة البطريرك الواحد هناك  انشقاقات غير معلنة  وحالات من عدم الانسجام او الانفرادية والاستقلالية في رعيات الكنيسة الواحدة .
الا ان الذي نرغب بطرحه هنا هو مفهوم الشراكة الكنسية مع كنيسة روما حسب مفهوم البطريرك ساكو والكنيسة الكلدانية وحتى مفهوم الكنيسة الرومانية .. فالبطريرك ساكو يصف  كرسي  روما ( بالرسولي ) في الوقت الذي لا يعطي صفة الرسولية لكرسي كنيسة المشرق الاشورية .
فالكنيسة الكلدانية ضمن الواقع الذي يربطها مع كنيسة روما ، لا يمكن ان نطلق عليه مفهوم الشراكة الكنسية الحقيقية التي يحاول سيدنا البطريرك ساكو تسويقها لنا بقدر كونه تبعية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ، للاسباب التالية :
أولا ـ ان بطريرك الكنيسة الكلدانية مار روفائيل ساكوا يعتبر بدرجة كردينال ( مطران ) ضمن توزيع الدرجات الكهنوتية لكنيسة روما ، وهذا ينطبق على جميع بطاركة الكنائس الكاثوليكية التابعة لكنيسة روما  ، ولا يمكن لأي من هؤلاء البطاركة ان يوازي بطريرك كنيسة روما ( البابا ) .
ثانيا ـ ان بطريرك الكنيسة الكلدانية مار لويس ساكو وغيره من بطاركة الكنائس الكاثولية التابعة لروما ، لا سلطة لهم على اتباع كنائسهم في الابرشيات التي لا تخضع لسلطتهم الجغرافية .. وانما تكون تابعة لسلطة كنيسة روما المباشرة .
ثالثا ـ ان البطريرك ساكو لا تعتبره الكنيسة الرومانية ممثلا لها في العراق  ، وانما هناك ممثل للكنيسة الرومانية هو السفير البابوي .
رابعا ـ وبما يعني وبدون اي شك ان الكنيسة الرومانية تعتبر الكنيسة الكلدانية  مجرد ابرشية من ابرشياتها التي تتبع لها في جميع الامور .
خامسا ـ ولا نريد الدخول في تفاصيل تعيين الاساقفة والمطارنة والشؤون الادارية الاخرى .
لذلك نعتقد ان الظر وف التي ادت الى قيام جزء من الشعب الاشوري بالتبعية للكنسية الرومانية خلال القرون الماضية  وظهور وتاسيس الكنيسة الكلدانية، والتي كانت في حينها طلبا للامان والحماية او نتيجة ظروف اخرى  ... نجد ان تلك الظروف ليست قادرة اليوم  على حماية اتباع الكنيسة الكلدانية من الويلات والمآسي التي يتعرضون لها الى جنب ابناء الكنيسة الاشورية والكنائس الاخرى .
وعليه نرى ، انه فيما اذا كانت الوحدة الكنسية التي يتم الترويج لها هي حقا نابعة من الايمان المسيحي ، فأنه يتوجب أولا العودة الى اصول كنيسة المشرق  وكما كانت عليه قبل ظهور كنيسة بطريرك بابل على الكلدان ، وبعد ان تعود كنيسة المشرق الى سابق عهدها ، فأنه  عند ذلك يمكن البدء بالحديث عن مفهوم الشراكة الكنسية الحقيقية  لا مع كنيسة روما فقط وانما مع جميع الكنائس في العالم على اسس حقيقية من الايمان المسيحي بعيدا عن التسلط والتبعية .
BBC