الاستاذ الكبير خوشابا سولاقا المحترم
نحيي في شخصكم الجرأه وروح المثابره العاليه في طرح كل ما ترون انه يصب في سبيل وحدة شعبنا, ونثمن طرحكم لموضوع على قدر من الحساسيه والذي يعتبر احد المعوقات التي ادت لاختلاف وجهات النظر واختلاف التفاسير وتأثيراتها على ارض الواقع. والذي يتناسب زمنيا مع الطروحات الحاليه بخصوص المصالحه الكنسيه من حيث ان التبحر في هذا الموضوع وربط المفاهيم القديمه بالحديثه قد يذلل احدى اكبر المعوقات التي تقف حائلا في سبيل المصالحه الكنسيه.
في سياق مستقل, ان مفهوم كلمة الام في مجتمعنا المشرقي يحمل في طياته بعدا عاطفيا اكبر من الابعاد الفكريه والفلسفيه والمنطقيه للكلمه. ولذلك عند سماع او اطلاق كلمه الام على شيئ يتملك ادراكنا المفهوم العاطفي للكلمه بصوره غالبه على المغاهيم الاخرى لذا قد تولد نوع من التحسس في اطلاقها على المعبود الخالق الازلي او على الممسوح ذو الطبيعه البشريه.
مع ان الموضوع قد اثير من قبل شخصيه علمانيه كحضرتكم والتي كان المقصود منها, حسب فهمنا, النظر الى الموضوع من منطلق علماني بعيدا عن التصلب اللاهوتي بغية خلق نوع من التوافق لدى العامه لعله يفرض على رجال الدين ان يحاولوا مجاراة مصلحه الرعيه ومسايرة الواقع. ومع ذلك اثار الكثير من التناقضات بسبب اختلاف الثقافات والموروثات والتأثيرات الدينيه والاجتماعيه والنفسيه. ولو اثير الموضوع من قبل رجال اللاهوت لكان مثار جدل اعمق.
نود هنا ان نقتبس رأي رجل علماني وليس كهنوتي وهو الدكتور توماس اودين الباحث والمؤلف واستاذ مادة اللاهوت في جامعة دريو المهتم بالكنائس المشرقيه في موضوع العذراء مريم وتسميتها كأم الله حيث يقول:
(( على الرغم من ان العديد من البروتستانت لديهم مشاكل مع هذا المصطلح، فإنه يبدو أن هذا المفهوم مقبول من الجميع. لوثر, كالفن، ويسلي، والمعلمين الكبار للبروتستانتية لا يرفضون صيغة مجمع أفسس. لا أعتقد أن مريم مجرد الحامل للمسيح الرجل الممسوح، ولكن الحامل الفعلي الله في الجسد.
مرة أخرى، انها مسألة الإخلاص والايمان بشهادة الرسل ان يسوع هو الكلمه قبل الوجود، الذي، كما يقول إنجيل يوحنا، هو مع الله من البداية. إذا كان هذا الكلمه هو المولود في الجسد، فليس بأقل من الله, ومريم هي الأم. قد يكون هذا التعبير يسبب متاعب لدى بعض المسيحيين، لكنني لا اعتقد انه هكذا بالنسبه لللاهوت والعقائد. وفي هذا الصدد، أي اللاهوت, البروتستانت والكاثوليك، والأرثوذكس توافق على ذلك))*
واخيرا, ما طرحتموه ولأهميه الموضوع, هو برأينا بحث مختصر يمكن للمختصين والباحثين والاكاديميين وطلبه اللاهوت اعتماد الفكره ووضع طروحات وبحوث معززه بمصادر موثوقه وذات مقبوليه وبصوره تفصيليه وبتعمق اكبر.
*
https://www.christianhistoryinstitute.org/uploaded/50cf82c06e0fa8.22496040.pdfعذرا للاطاله, مع كل الاحترام والتقدير
نذار عناي