المحرر موضوع: مشاكســـة ســــتراتيجية ... اســـترني واســـــترك  (زيارة 743 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل مال الله فرج

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 558
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

 
مشاكســـة
ســــتراتيجية ... اســـترني واســـــترك

  مال اللــــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
.................................
بعد نجاحنا في كل تجاربننا الثورية وفي مقدمتها نجاحنا المذهل ففي بناء تجربتنا ( الديمقراطيـــــة ) المتفردة بقيمها وبهائها واحترامها للاخر وضمان الحريات العامة ، فقد نجحنا في دخول التاريخ، ليس من أوسع ابوابه وحسب، وانما من جميع أبوابه ونوافذه وكواه، بل وحتى من بين شقوق زجاجات نوافذه المكسورة ومن ثقوب حيطانه، كأول دولة تمتلك جيلا متفردا من عباقرة السحرة من مختلف المدارس العالمية، الذين تنافس خفة ودقة وبراعة أناملهم في السرقات وفي القدرات الفذة على الاخفاء والاختفاء، أنامل اشهر الجراحين العالميين واكفأهم، مما اهلهم وبمنتهى اليسر والسهولة لسرقة المليارات في وضح النهار ووضعها تحت عباءاتهم الفضائية الشفافة مثل الضوء الذي نحس به لكننا لا نستطيع الامساك بجزيئاته او التعلق بأذياله، ومن ثم ارتداء طاقية الاخفاء والقفز فوق البساط السحري الذي نسيه علاء الدين لدينا والطيران الى أي دولة اوربية للتمتع (بالمـــال الحـــــلال) الذي جنوه بكفاءتهم (اللصوصيـــة الســــحرية).
فقد زفت لنا هيئة النزاهة في آخر تقاريرها (بشـــــرى) احالتها اكثر من (1668) متهما من (ســــحرة) سرقة المال العام واخفائه وتهريبه الى القضاء خلال الخمسة اشهر الاولى من العام الحالي فقط، من بينهم (15) وزيرا ومن هم بدرجته وبذلك سندخل التاريخ ثانية ربما كأول دولة تمتلك هذا (الخزيــــن الثــــــر) من الوزراء (النزهـــــاء الثورييـــــن المخلصيـــــن) ومن هم بدرجتهم، و(122) متهما من ذوي الدرجات الخاصة والمديرين العامين ومن هم بدرجتهم، دون الكشف ربما عن اخرين قد يتمتعون بالحصانات (العائليــــــة) لهذا المسؤول النزيه او ذاك، أوبمظلات الحماية السياسية التي غالبا ما تحمي حيتان الفساد الكبيرة وتدفع الى المساءلة الاسماك الصغيرة.
بل ، وربما سنطيح بالتاريخ جملة وتفصيلا ونتربع على عرشه بعد ان نجح سحرتنا الافذاذ بكفاءاتهم السحرية المتفردة في اكتشاف ميدان ابداعي (تأريخـــــي) آخر واضافته الى فنون السحر الاخرى الموثقة دوليا، بل وانتاج اجيال جديدة ومحسنة منه بعد النجاح منقطع النظير الذي حققته نتائج الاختبارات المختبرية والارضية التي اجريت عليه، ذلك هو جيل (الفضائييــــن) من الموظفين الوهميين الذين يتقاضون رواتب ومخصصات وربما الكثير من الامتيازات من وزارات الدولة ودوائرها ومؤسساتها المختلفة والذين لا وجود لهم الا على الورق حيث تذهب رواتبهم، ربما، الى جيوب وخزائن وحسابات هذا المسؤول (الســــاحر العفيـــــف) او ذاك، ليوظفها في خدمة الجياع واليتامى والمسحوقين والمتعففين والمحرومين، وبفضل هذه الالتفاتات (الانســــانية) الكريمة لم يبق لدينا من الجياع والمعدمين تحت خط الفقر ووفقا للجنة العمل والشؤون الاجتماعية النيابية، الا ما نسبته 25% فقط من مجموع هذا الشعب الحر الكريم الاصيل المتسامح، وهم لا يمثلون الا ما يقارب سبعة ملايين جائع فقط.
وفي اطار هذا الانجاز التاريخي الذي امسى (ماركـــــة مســــجلة) من انجازاتنا المتفردة بخصوصيتها الثورية والانسانية معا، وثقت النتائج المختبرية لاحد البرلمانيين اكتشاف (250) الف فضائي في المؤسسة العسكرية وحدها كانوا يتقاضون رواتب في زمن رئيس الحكومة السابق دون اي وجود فعلي لهم، وربما تستلزم (المصلحــــة الوطنيـــــة) غلق ملفات التحقيقات حول مصير رواتبهم بضربة عصا سحرية حفاظا على التوافقات السياسية، ومن اجل الحيلولة دون تمكن الاعداء المارقين الحاقدين الامبرياليين الاستعماريين (ذوي الضمائـــــر الميتـــــة) من نشر غسيل (بعضنــــــا) القذر على حبال الفضائح الداخلية والخارجية، والمتاجرة (بهفواتنـــــا) البسيطة وباخطائنا (الهامشـــــية) التي لا تخلو منها اي تجربة (ثوريـــــة) في العالم، وعملا بالمثل القائل (اســـتر عورتــــي اليــــوم، وســـأستر عوراتـــــك اليـــــوم وغــــدا وابـــدا).
 من جانب آخر وكما سبق وان (نجــــــح) بعض سحرتنا المتمرسين قبل سنوات، وبضربة عصا (موفقة) فاقت بدقة تصويبها، دقة كل الاسلحة الحديثة التي تستخدم اشعة الليزر بجعل (40) مليار دولار فقط، تسقط (ســـــهوا) من صندوق تنمية البلاد، امام دهشة واعجاب وذهول العباد، فقد تمكن جيل السحرة الجديد من التفوق بكفاءة مهنية عالية على من سبقه، من خلال امساكه بقوة بمأثرة سحرية متفردة، تمثلت بنجاحهم باخفاء الميزانية السنوية العامة المتواضعة لسنة كاملة بحدود (140) مليار دولار فقط دون ان يستطيع احد اقتفاء اثرها وتحديد الجهة، او الجهات المجهولة التي قصدتها وتاهت في دهاليز بنوكها، حتى ان البرلمان وبسبب البراعة السحرية في سرعة اخفائها لم يتمكن من المصادقة عليها.
 ومع تواصل انجازات ومكاسب وملاحم وبطولات سحرتنا الامجاد وتطور قدراتهم المهارية واساليبهم السحرية وخفة وبراعة انجازاتهم الوطنية، التي جسدوا عبرها اعجازاتهم السحرية التي اذهلت العالم، ما يزال اللغز الثوري الفضائي الذي يحيط بتجربتنا يحير العالم، فكلما زدنا غنى وانتاجا نفطيا، كلما ارتفعت بشكل طردي مستويات الفقر والجوع والتشرد، بينما يزداد السحرة غنى ورفاهية وتزداد سرعة تناسل ثرواتهم في البنوك الاجنبية، ففي الوقت الذي ارتفعت فيه صادرات نفطنا لتتجاوز الثلاثة ملايين برميل يوميا خلال شهر حزيران، فقد ارتفعت مع هذا الانجاز التاريخي اعداد المهجرين والنازحين والفقراء والعاطلين والمعدمين، لتصل نسبة الرازحين منهم تحت خط الفقر الى 25% بعد ان كانت لا تتجاوز الـ 13%، مما اذهل ويذهل اعرق سحرة العالم واكفأهم حول مثل هذه المعادلة بتناسبها الطردي والتي ربما لم يستطع احد من قبل عبر التاريخ تحقيقها.
في ظل كل هذه الانجازات والاعجازات، الفريدة العتيدة، الا نستحق التربع على عرش التاريخ، وان ترتفع قاماتنا فخرا لتلامس المريخ؟