المرائين والرابطة الكلدانية
يقال ان امرأة جائت بولدها الى غاندي طالبة منه ان يقنع ابنها بان يترك اكل الحلويات فقال لها غاندي : تعالي الي بعدشهر فتعجبت المرأة من رد غاندي ولماذا الح بان تعوداليه بعد شهر . عادت المرأة بصحبة ابنهابعد شهر وطلبت من غادي ان يقنع ابنها بترك اكل الحلويات فقال غاندي وعلى الفور، ايها الصبي عليك ان تترك اكل الحلويات لانها تضر بصحتك ..!!! فتعجبت المرأة وقالت لغاندي لماذا لم تقل ذلك في المرة الاولى التي اتيت بها اليك ؟ فاجاب لانني حينها كنت اكل الحلوى والان ومنذ شهر مضى تركت اكلها . فلا يتسنى لي ان اامر احدا بترك فعل انا اتعاطاه ..
نستشف من هذه المقدمة ان على اي كان حين ينتقد احدا او ينصحه بالتي هي احسن عليه ان لا يكون هو من يتعاطى هذه الافعال فان فعل فهذا عار عليه اي بمعنى ان لا يكون مرائي اي منافق يقول ما لا يفعل .
كما قال الآمدي: وهو صاحب البيت المشهور:
لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم
كثر الحديث وكثرت المقالات والردود والانفعالات والمزايدات ثم المداخلات المتشنجة والمتعصبة قبل وبعد الاعلان عن ولادة الرابطة الكلدانية من قبل بعض الكتاب وترى من هم من المتعصبون والانغلاقيون والانانيون ممن لا يريدون الخير للغير .
فترى احدهم في بداية مقاله يثني ويبارك ولادة الرابطة ومن ثم يبدأ يكيل لها الاتهامات او يصدر التكهنات وكانه (فتاح فال) ويقرأ الممحي
وآخر يقلل من شأن الرابطة كونها لم ترفع العلم الكلداني واخر يقول لا نشيد وطني لها وثالثهم يقول ان فشلهم اكيد لان نظامهم الداخلي تم تعديله اثناء المؤتمر او كأن يقول ان المؤتمرين قليلين ومؤتمرهم هذا لا يرتقي للمؤتمرات ومن هذه الصغائر التي لا تغني الموضوع .
وهم في الباطن يتلظون بنار تكويهم من الداخل فيصبون جم غضبهم باقلامهم المدفوعة الثمن مسبقا كي يحاولوا اطفاء نارهم، ولكن (..؟..).
فعندما تبارك لصديقك او اخوك نجاحه في الدراسة ثم تهنئه على مثابرته ونجاحه ، ماالذي يجعلك تطعن بنجاحه هذا ؟ ولما تهنئه اساسا ؟ لما لا تكون صريحا معه وتقول له بانه لا يستحق النجاح كونك قد غششت مثلا بالامتحان او ان مستواك الدراسي المتدني لا يسمح لك بعبور هذه المرحلة ؟ بدل ان تنافق في تهنئته ومن ثم تطعنه في الخفاء او جهرا ؟
اما الاجدر بك ان تكون ذو منهج واضح وصريح بدل ان تكون بوجهين فتضيع بين هذا وذاك ومن ثم تفقد مكانتك وربما كرامتك لانك لست مؤهلا ان تكون صديقا او اخا كما تدعي
يقول الرب يسوع في انجيله المقدس
"اطْرَحُوا كُلَّ خُبْثٍ وَكُلَّ مَكْرٍ وَالرِّيَاءَ وَالْحَسَدَ وَكُلَّ مَذَمَّةٍ" (رسالة بطرس الرسول الأولى 2: 1)
"طَهِّرُوا نُفُوسَكُمْ فِي طَاعَةِ الْحَقِّ بِالرُّوحِ لِلْمَحَبَّةِ الأَخَوِيَّةِ الْعَدِيمَةِ الرِّيَاءِ، فَأَحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ بِشِدَّةٍ" (رسالة بطرس الرسول الأولى 1: 22)
"أَمَّا الْحِكْمَةُ الَّتِي مِنْ فَوْقُ فَهِيَ أَوَّلًا طَاهِرَةٌ، ثُمَّ مُسَالِمَةٌ، مُتَرَفِّقَةٌ، مُذْعِنَةٌ، مَمْلُوَّةٌ رَحْمَةً وَأَثْمَارًا صَالِحَةً، عَدِيمَةُ الرَّيْبِ وَالرِّيَاءِ" (رسالة يعقوب 3: 17)
"تَحَرَّزُوا لأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَمِيرِ الْفَرِّيسِيِّينَ الَّذِي هُوَ الرِّيَاءُ" (إنجيل لوقا 12: 1)
إن كنامسيحين حقا فعلينا يتعاليم ديننا التي وجب ان يتصف بها كل من يدعي الحكمة والمعرفه وساعي لخير الامة ، لا ان ان نكون كالمرائين مكثرين من الكلام دون جدوى .
لماذا تنظر القذى الذي في عين أخيك، وأما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها؟
كل المنظمات او الاحزاب السياسية التي ينتمي اليها هؤلاء الكتاب لها من السلبيات كما لها من الايجابيات الا انها لازالت سائره على نهجها دون تغير او تهذيب ، ولكن الانانية وحب الذات وعدم نكرانالذات هي من تدفع بهؤلاء الكتاب بطرح افكارهم الهدامة كي لايدخلوا في تنافس شريف مع اقرانهم او منافسيهم في اي عمل كان كأن يكون ثقافيا او اجتماعيا او حتى سياسيا .فلو لم تكن الانانية هي السائده في منهج هؤلاء لكان الامر مختلف ، سيما واننا في ساحة معركة مصيرية واحدة وعدونا واحد لا يفرق بين طائفه واخرى او قومية واخرى والفرقة لا تقف بوجه هذا العدو المتغطرس اللارهابي المقيت فهو يتغذى على تفتت وتشرذم اعدائه كونهم يكونون اسهل صيدا له من وحدتهم وتكاتفهم . ولكن اين هؤلاء من استغلال الوقت للمصلحة الشخصية التي لا يستطيع ان يفرط بها من اجل مستقبل اولاده واحفاده في درء الخطر القادم اليهم والذي سيمحوا تاريخهم وامجادهم وحتى وجودهم ، عملا بمبدأ اليوم خمرٌ وغدا امرُ .
فانتم ايها المرائين حقا كما جاء في انجيل الرب يسوع :
مر 7: 6: فاجاب«حسنا تنبا اشعياء عنكم انتم المرائين كما هو مكتوب: هذا الشعب يكرمني بشفتيه واما قلبه فمبتعد عني بعيدا...