تعصب وانغلاق الرابطة الكلدانية على ابناء امتنا من الاشورين و السريان لماذا ؟ ج2
----
لمن يرغب الاطلاع على رأينا الشخصي في الجزء الاول من مقالنا تحت عنوان (الرابطة الكلدانية هل تملك عناصر النجاح ام عناصر الفشل ؟) الرابط الاول ادناه حيث اشترطت المادة الثانية عشر من شروط الانتساب (العضوية) للنظام الداخلي للرابطة الكلدانية (دستور عملها) (ان يكون مؤمنا بقوميته الكلدانية) !! بمعنى اخر ان الكلداني غير المؤمن بما يسمى القومية الكلدانية المستحدثة بعد 2003 بغفلة من الزمن الردىء (بدون مقومات وعناصر القومية وبدون اساس علمي وتاريخي وموضوعي) لا يحق له الانتساب الى الرابطة المذكورة لانها رابطة النخبة !! وكذلك لا يحق للاشوري والسرياني بتاتا من ابناء امتنا العريقة الانتساب لهذه الرابطة الفتنة وتكون مغلقة بوجههم وكأن ما يسمى القومية الكلدانية (شعب الله المختار او خير امة اخرجت للناس) !! وبصدد ما تقدم اوضح رأي الشخصي الاتي :
1 - شرط الايمان بما يسمى القومية الكلدانية لقبول الانتساب في الرابطة الكلدانية والمشار اليه في اعلاه شرط (تميز عنصري) بغيض وانتقائي وتفريقي تجاه ابناء امتنا الواحدة على اساس نقاء قومي متعالي وينظر لبقية ابناء امتنا من الاشوريين والسريان بنظرة استصغار واستخفاف واهانة للكرامة الانسانية وان هذا الشرط العنصري يعتبر احساس بالضعف والنقص لدى القائمين على تأسيس الرابطة وتغطية الفشل المتوقع من خلال الإنتقاص من الاخرين السؤال الذي يطرح نفسه من الذي خولكم التميز بين ابناء امتنا الواحدة ؟ خاصة ان كل المكتشفات التاريخية والاثارية القديمة والجديدة والحقائق والوقائع الجغرافية والموضوعية الرصينة ناهيك عن الدين تؤكد اننا ابناء امة واحدة بكل تسمياتها الحضارية الجميلة وان الرب لم يخلق أصنافاً قومية ممتازة من الناس وأخرى رديئة بل خلقهم جميعاً سواسية !! ثم هل صفات المؤمن بما يسمى القومية الكلدانية من الوطنية والشجاعة والمروءة والغيرة والاخلاص افضل من صفات بقية ابناء امته حتى يتم تفضيله ؟ جوابي الشخصي لا والف لا
والمثير للدهشة والاستغراب ان هذا التوجه العنصري في النظام الداخلي للرابطة الكلدانية تم بموافقة ودعم ومباركة اغلب قادة الكنيسة الكلدانية وعلى رأسهم غبطة البطريرك مار ساكو !! وهذا التوجه يتقاطع ويتعارض اصلا مع مبادىء وقيم السيد المسيح له المجد العظيمة والنبيلة والتي تسمو على مثل هذا التوجه الغير مسؤول والمرفوض لتعلم قيادة الكنيسة الكلدانية والقائمين على الرابطة الكلدانية ان شعبنا الكلداني ليس ممهورا او مختوما بأسم اي جهة او تنظيم او مؤسسة ثقافية او قومية او جماهيرية او سياسية او خيرية سواء كانت الرابطة الكلدانية او غيرها وانما هو جزء اساسي مهم وعزيز من كيان وجسم امتنا وشعبنا الكلداني السرياني الاشوري الواحد الموحد ولا يحق لاي طرف او جهة ادعاء الوصاية والابوة والقيادة والتمثيل نيابة عن شعبنا كله او جزء منه الا بواسطة الوسائل الديمقراطية الشفافة المتعارف عليها في الانتساب والانتماء والاستحقاق والانتخاب
2 - هذا الشرط العنصري البغيض في النظام الداخلي للرابطة الكلدانية يتعارض مع بنود مواد دستور العراق الاتحادي ومسودة دستور اقليم كوردستان اللذان (حضرا كل كيانٍ او نهجٍ يتبنى العنصرية أو يمهد أو يمجد او يروج أو يبرر له) وكذلك يتعارض مع القانون الجديد لحماية حقوق المكونات في إقليم كوردستان – العراق والذي كان قد أقره برلمان اقليم كوردستان في جلسته الاعتيادية المرقمة (9) بتاريخ 21 / 4 / 2015 وصادق عليه الرئيس مسعود البرزاني وكذلك يتعارض مع المبادىء الاساسية للاعلان العالمي لحقوق الإنسان والحريات الأساسية الصادر عن الامم المتحدة ومفادها لا تمييز بين الناس جميعا بسبب الاصل القومي أو الجنس أو اللغة أو الدين لان البشر يولدون جميعا أحرارا ومتساوين في الكرامة والحقوق وأن لكل إنسان حق التمتع بجميع الحقوق والحريات المقررة فيه
3 - اكدت اكثر من مرة في كتاباتي اني شخصيا مع تأسيس رابطة كلدانية ثقافية اجتماعية انسانية خيرية مستقلة علمانية رشيقة وليس رابطة قومية او سياسية او كنسية حتى تكون منتدى ومركز ثقافي واجتماعي وانساني حيوي وفعال لكافة ابناء امتنا بالتعاون والتنسيق مع بقية مؤسسات واتحادت واندية شعبنا الاشوري والسرياني في الوطن والمهجر لاحتضان كافة المفكرين والمثقفين والادباء والكتاب والفنانين من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري دون تميز وعلى نحو شفاف وديمقراطي نزيه حتى يشكل هولاء المثقفون وليس السياسيون والقوميون قاعدتها الثقافية والاجتماعية العريضة لتأسيس مشروع ثقافي واجتماعي منوع ومتكامل وناضج ومتوازن لتنمية الثقافة الكلدانية وتعريف الاخرين بالحضارة الكلدانية ونشر التنوع الثقافي في المجالات الادبية والفنية والتاريخية والمعرفية والعلمية والاجتماعية والابداعية ولارساء ونشر وترسيخ ثقافة الوحدة القومية لشعبنا وامتنا وقبول الاخر والتعايش المشترك وتعزيز السلم الاهلي مع شركاء الوطن وترسيخ قيم التسامح والسلام والمحبة والتنوير ونبذ مفاهيم الكراهية والحقد والانانية والضغينة والتعصب والغاء الاخر
4 - وفي المقابل لو اجرينا مقارنة بسيطة ودققنا وتفحصنا بدقة وانصاف وحق الانظمة الداخلية للجمعيات والاتحادات والاندية والاحزاب والروابط الاشورية والسريانية الثقافية والاجتماعية والقومية والخيرية في الوطن والمهجر (دستور عملها) لا تجد فيها اي موانع او عوائق او متاريس او مطبات تنظيمية او عنصرية للحيلولة دون انضمام اي من ابناء امتنا الواحدة لها فمثلا الجمعية القومية الاشورية الامريكية في شيكاغو التي تأسست عام 1917 انتخب لرئاستها في الدورة الحالية الناشط القومي (الاستاذ كليانا يونان) وجذوره من ابناء شعبنا الكلداني !! وفي عام 2012 انتخب (الاستاذ فاروق كوركيس) (كلداني من قرية باقوفا) في المؤتمر السنوي 79 لاتحاد الجمعيات والاندية الاشورية الامريكية (الفيدريشن) المنعقد بولاية اريزونا الامريكية نائبا لرئيس اتحاد الجمعيات الاشورية الفدريشن والذي تأسس عام 1933 ويضم اكثر من 30 مؤسسة واتحاد وجمعية ومنظمة تعود لابناء شعبنا الاشوري في امريكا حصرا من مختلف الميول والافكار والاتجاهات
وهنا نؤكد ان اغلب الرواد الاوائل للفكر القومي لامتنا واغلب مؤسسي الاتحادات والاندية والصحافة والمنظمات والاحزاب القومية في الوطن والمهجر ومنذ اواسط القرن التاسع عشر كانوا من اتباع الكنيسة السريانية والكلدانية بالمشاركة مع اتباع الكنيسة الاشورية هذا يؤكد ان هذه المؤسسات المهمة لشعبنا في الوطن والمهجر لا تميز او تفرق بين ابناء الامة الواحدة اطلاقا فالتسمية لاي شعب في العالم ليست بالاهمية مثل العناصر والاسس والصفات التي تربط ذلك الشعب بمصيره القومي والوطني والتاريخي فالتسمية ليست هي الموحدة لمصيره وتطلعاته وحقوقه فحسب بل تعتبر الخصائص والعناصر القومية الواحدة هي السمات الجوهرية التي تجعل لابناء شعبنا سمة مميزة عن باقي الشعوب نظراً لطول الحقبة التاريخية التي مرت عليه وعلى حضارته ونظراً للتقلبات السياسية وصراع الامبراطوريات على أرضه ونظراً لكثرة ألقاب التاريخ القبلية وسوء تفسيرها وتشبث شعبنا ببعض التسميات الدينية مؤخراً دون وعي أو تمييز بين المفهوم الديني والمفهوم القومي كل هذا أدى ببعض من ابناء شعبنا الى التمادي في اطلاق تسميات قومية بمفهوم طائفي او قبلي أحياناً
5 - وأخيراً اقول بقناعة تامة وراسخة للقائمين على الرابطة الكلدانية القومية (كنيسة كلدانية والهيئة ادارية) ان كل ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري هم اشوريون (بكل مذاهبنا الكنسية) لأننا نشعر بأنتمائنا للامة الواحدة وللحضارة الواحدة مهما اختلفت تسمياتنا والتي قامت في بيث نهرين على مر العصور وان عناصر القومية الواحدة متكاملة منذ الالآف السنين ورغم تعرض تلك العناصر لمحاولات المحو والصهر الشوفيني من قبل الغزاة والاستبداد والعنصريين الا انها اطلت على القرن الواحد والعشرين وهي ما زالت تحمل في طياتها كل معاني الرباط القومي الواحد فبقيت الأرض مشتركة ـ بيث نهرين ـ تجمع هذا الشعب حتى اليوم ورغم تشتته القسري وبقيت لغته الواحدة ذخيرة حية للانسانية جمعاء وتاريخه وعاداته وتقاليده وفلكلوره سمة تميزه عن غيره من شعوب المنطقة وكما لاقى من الآلام ما اشترك بها كل ابناء امتنا على اختلاف طوائفه لان انتماءه واحد ومصيره واحد ومستقبله واحد .... انتهى الجزء الثاني
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,785853.0.html انطوان الصنا
antwanprince@yahoo.com