الأخ فادي متي المحترم
تحية
الاستاذ عبد الاحد سليمان بولص المحترم
في البداية احب ان احييك لما رايت فيك من طروحات وتعليقات لاحظتها انها هادئة ومعتدلة وهذا ان دل على شي انما يدل على وسع ثقافتك واخلاقك العالية وانا احترم شخصك جدا
في تعليقك الاخير على مقالة الاستاذ موفق نيسكو كيف سمى الانكليز السريان النساطرة بالاشوريين ج2 استوقفتني جملة مهمة ذكرتها في تعيقك هي
كتب التاريخ التي نستشهد بها لا يجوز الاعتماد عليها بصورة مطلقة لأنّ بعضها مدوّن تحت تأثيرات سياسية او عقائدية بالاضافة الى وجود تناقض بين ما يكتبه هذا الكاتب أو ذاك مدفوعاً بانتمائه أو بسماعه لقصص قد لا تكون دقيقة في مضمونها.
تعليق الأخ عبدالأحد سليمان صحيح جداً ، واليك بعض المقتطفات من كلمات المثلث الرحمات غبطة البطريرك زكا الأول عيواص، بطريرك الكنيسة السريانية الأرثوذكسية التي تؤيد صحة رأي الأخ عبدالأحد سليمان:
"ويسرنا أن نختم كلامنا هذا بعبارات نوجز فيها ما نستخلصه من دراستنا لهذا الموضوع.
فإذا كان بعضهم قد عرّف التاريخ بأنه جملة الأحداث والأحوال التي يمر بها كائن ما، ويطلق هذا على الفرد والمجتمع والظواهر الطبيعية ونموها، نضيف نحن قائلين: إن التاريخ علم يُعنى بتسجيل ماضي الكائنات والمجتمعات، والغاية الفضلى من دراسته هي أن نقيمه معلماً صالحاً لأخذ العِبر والدروس النفيسة من الماضي والانتفاع منها في الحاضر والمستقبل، خاصةً ما يخصُّ الوطن. فعندما ندرس تاريخنا ونرى كما ذكرنا أن بلادنا قد استُعمرت في الماضي من الرومان والبيزنطيين والتتر، بمن فيهم هولاكو وتيمورلنك أي تيمور الأعرج ثم من العثمانيين وغيرهم، وفي كل حقبة من حقب هذا الاستعمار كادت حضارتنا تتلاشى ولغتنا تُمحى، ولكن بتضامننا وتعاوننا جميعاً وبتوطيد وحدتنا الوطنية تمكّنا أن نجعل من بلادنا صخرة صلدة تحطّمت عليها كل تلك المحاولات الشرسة لطمس معالمنا وتشويه تاريخنا.
فعندما نعيد دراسة تاريخ آبائنا وأجدادنا علينا أن نتجنّب ما ارتكبوا من أخطاء، استفاد منها المستعمِر في تفرقة صفوفنا وأن نقتدي بحكمتهم وجعل هذه الصفوف كالبنيان المرصوص يشدّ بعضه بعضاً، ونسير وراء حكمائنا وقادتنا الأفذاذ"
المصدر
الســريـــان والإسلام تـــــاريخ مشتـــرك
بقلم قداسة البطريرك مار إغناطيوس زكا الأول عيواص
http://syrian-orthodox.com/article.php?id=40