المحرر موضوع: رسالة أخوية مفتوحة إلى سيادة المطران سرهد جمو المحترم/ نافع توسا  (زيارة 1289 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل jerjesyousif

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 125
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رسالة أخوية مفتوحة إلى سيادة المطران سرهد جمو المحترم

أخواتي اخوتي، في البداية، لابد لي لأن أقدم اعتذاري لكل من يظن أنني أعنيه في مقالي أدناه. إني لا أعني فردًا أو مجموعة أفرادٍ محددين. غرض مقالي هو قول الحقائق التاريخية التي اكتشفتها دون تحيز وبحيادية تامة، والله من وراء القصد.

سيادة المطران سرهد جمو الجزيل الأحترام

تحية مسيحية خالصة
اني نافع توسا، مسيحي كلداني عراقي من ألقوش، مقيم حاليًا في هولندا. قرأت اليوم رسالة اليكترونية أرسلها لي أحد الأصدقاء، تضم رسالة موجهة لسيادتكم، كاتبها شماس شاب أعرفه معرفة جيدة (وعد بلو).
تأثرتُ كثيرًا بعد ان انهيت قراءتها واعتبرتها صرخة من أعماق قلب نقي ونداء مستغيث، ولو أنها تجاوزت الحدود في بعض النقاط، مع ذلك قررت الكتابة لسيادتكم ولو أني مبدئيُا كنت قد عزمتُ عدم المشاركة في هذا الموضوع الذي لي عليه بعض التحفظات والمآخذ على كل الأطراف دون مجاملة، وخاصة منها أسلوب الطرح الاعلامي الخشن الذي واكب مجرى القضية.
سيدنا الموقر ، قد لا تذكرني لعدم وجود تعارف مسبق بيننا سوى في لقائين، كان اولهما زيارتك لي في بيتي في بغداد برفقة الاستاذ حبيب يوسف، وثانيهما عندما كنتُ أنا في اميريكا وقمت بزيارة الأب عمانوئيل ريس الذي كان في حينه مقيمًا معك في مجمع الكنيسة التي كان قد تـمّ بناؤها حديثًا.
كنت معجبا بك وبقابلياتك خاصة لما سمعته عنك من المرحوم الأب يوسف حبي زميلك واحد اصدقائي الأعزاء ولِما سمعت من حديث من المرحوم والدي والمرحوم عمي عن المرحوم والدك الذي اشتهر في بغداد بــ : الأستاذ ، بالذكاء والدهاء والحكمة /فكان محط ثقة الكثيرين في الاستشارة والتوجًه وكتب التاريخ.
سيدنا المطران سرهد المحترم،
أولاً: لو تصفحنا كتب التاريخ وحاولنا قراءتها بهدوء وتمعن وتأمل عميق، ماذا سنجد فيها؟ سنجد فيها روايات وقصص عن ملوك وأباطرة شبه مجانين من شدة كبريائهم غزوا العالم بجيوشهم الجرارة عندما ذهبوا إلى دولٍ وشعوب تعيش حياتها برضى وقناعة فهجموا عليها مدمرين البيوت والمباني ودور العبادة ومرة تجاسروا على تدمير هيكل كان من تخطيط الإله الذي نعبده. انهم غزاة ظالمون وعتاة حتى النخاع، بعد ذلك وقبل ان يشدوا رحال العودة قاموا بترحيل شعب تلك الدولة المظلوم قسرًا وسوقه كقطيع خراف لا حول له ولا قوة ليبيعهم في أسواق النخاسة عبيدا مساكين أو ليسكنهم في مناطق في بلادهم ليستغلوا بؤسهم في بناء صرح عظمتهم المؤسسة على الأنانية وحب الذات.
اليس هذا هو الواقع الفعلي لما جرى أثناء السبي الآشوري والبابلي؟ هل تريدنا ان نكون أحفادا لهكذا قوم وان نتفاخر بذلك. فإن كان جوابك بنعم، إذًا لندعم نظام "داعش" ولنسرع في الإنضمام إليهم لأنهم لم يفعلوا شيئًا يفوق ما فعله أجدادنا الآشوريون والكلدان الميامين‼!.
ثانيًا: الكثيرون يتبجحون بلغة أجدادهم الآشوريين والكلدان بسبب قدمها وجمالها وقوة التعبير بها ودقته ولوفرة مفرداتها. مساكين هم هؤلاء المدّعون الذين لا اريد ان اصفهم بصفات اقل من ذلك وباستحقاق.
لغتنا شعبًيا وكنسيًا كما تعلم جيدًا، وأنت سيد العارفين، ليست لا آشورية ولا كلدانية لغتنا آرامية متطورة. تبنى الآشوريون والكلدان اللغة الآرامية لبساطتها المبنية على ألف باء منهجية سهلة التعلم جميلة وسهلة الكتاية. انك حتمًا لا بد انك زرت آثار بابل ونينوى والعديد من المتاحف العالمية الشهيرة، فهل بالامكان تحديد نسبة الرقم الطينية الآشورية أو الكلدانية المكتوبة بالأرامية التي رأيتها أنتَ شرط ان تعود لفترة عهود أولئك الغزاة؟ إني اعلم أنك ستقول لا شيء. وعلى افتراض انهم أصحاب حضارة ورقي كما يدّعي البعض، علينا ان لا ننسى قول الشاعر
ليس الفتى من يقول كان أبي.... إنما الفتى من قال ها أنا ذا!.

سيدنا لنكن صريحين مع أنفسنا اولاً ثم مع مجتمعنا، ولنتذكر العظماء الذين دوخوا العالم بانتصاراتهم في التاريخ الحديث المبنية على اسس القومية، من أمثال هتلر وموسليني وجمال عبد الناصر ما كانت نتيجة مشاريعهم؟ الدمار وفناء شعوبهم والفقر المدقع لمن بقي على قيد الحياة أو الأزمات اللامتناهية كحال مصر وشعبها اليوم. سيدنا لا تظن أنني جئتك اليوم معلمًا أو مرشدًا، لأنك استاذنا وراعينا (ولو أنني أكبر منك سنًّأ وأقدم منك باعتباري من Ex-Seminaristes من طلاب معهد مار يوحنا الحبيب في الموصل منذ العام 1946) عدا ذلك قمت بطباعة مناهج اللاهوت والفلسفة بالفرنسية خمس سنوات متتالية وكل صفحة اكثر من ثلاث مرات (استشهد بذلك الأب الفاضل والعلامة البير أبونا و الأب عمانوئيل ريس) لطلاب المعهد. فمعلوماتي عن الدين لا بأس بها. مع ذلك أرجوك أن تفكـّر بشجاعة وتأمّل وأنت المسيحي الحقيقي طالما أنتَ خبير في الكنيسة في أوضاع المسيحيين العراقيين وما يحتاجونه، واعلن التراجع الشجاع لا لأنك على خطأ بل إنما الحكمة تقول "أغلق عيونك عندما تكون في بلاد العميان". قد يقول البعض ان كلامي يعني اعترافا بالخطأ. ما الاشكال في ذلك ألسنا بشر؟ لماذا إذًا علّمنا الرب يسوع ان نترك ذبيحتنا الموجهة إلى العزة الإلهية على المذبح ونذهب نصالح أخينا اولاً. ليس العيب في ارتكابنا الأخطاء، العيب كل العيب في الإصرارعليه. الاعتراف بالخطأ فضيلة وموهبة من الروح القدس كما ان الاعتراف بالإيمان شجاعة وفضيلة وموهبة من الروح القدس تستحق الثواب. سيدنا ارجو ان لا يكون خداع الأجانب أو دعـم البعض لكم من ذوي المال والجاه طلاب الشهرة - بدون سند علمي أو أكاديمي سوى القلة منهم، سببًا في البقاء على العناد، علمًا ان العناد في بعض الاحيان يكون سببًا لضياع الحق أو خسارة الحجة قوتها ومفعولها. سيدنا قليلون هم المطارنة من تلكيف، ولكن رغم قلتهم اذكر منهم المطران ثمَّ البطريرك يوسف الثاني آل المعروف النابغة والعالم الفطحل الشهير بخطه ومخطوطاته العلمية والتاريخية والدينية، ليكن قدوة لك. سيدنا باب الغفران واسع وقلوب الأباء والاخوة تنتظركم على أحر من الجمر، الكنيسة الكلدانية بحاجة إلي جهودكم وذكائكم. بمشاركتكم في العمل مع الآخرين ستزيدون الكنيسة الكلدانية قوة وتأثيرًا خاصة لغيرتكم الرسولية في خدمة بيت الرب وبحكم ذكائكم وموقعكم خارج العراق وخبرتكم الطويلة وخاصة في الدوائر الفاتيكانية او في الولايات المتحدة الأميريكة التي تتقنون فن التعامل مع رجالاتها وتحسنون فك رموز الاعيبهم. قد يعاتبني الأخوة الكهنة المواكبين لمسيرتكم - وخاصة اثنين منهم أعرفهم جيدًا وهم من الاصدقاء الذين أعتز بهم فسيسألون :" ونحن ؟ أقول كنتم مع راعيكم وابقوا معه مؤيدين كل عمل يقوم به، وحتمًا راعي الرعاة سيكون أبا حقيقيًا للجميع، وهذا واجبه بالأصل لأنه بدوره خاضع لمن نصلي إليه وندعوه دومًا "ابانا الذي في السماوات ……. ثمَّ نكمل: أغفر لنا خطايانا كما نحن نغفر لمن أخطأ إلينا…..". اسرع سيدنا ولا تتأخر، لأن التأخير خسارة للجميع فيما يعني الوقت والفرص. إلى الأمام مع الاخوة الكهنة، محفوظين بعناية العذراء أمنا آمين، طالما الحصاد كثير والفعلة الحقيقيين قليلين أرجو عدم الظن اني كتبت هذه الرسالة بدفع أو توجيه من أحد أو رغبة بشهرة. محبتي لكنيستنا الكلدانية وثقتي بشجاعتكم وحكمتكم دفعاني للكتابة. سنبقى نشارككم الصلاة لكي ما الرب الإله يحل عقدة كنيستنا بتدبيره الغير منتظر وليكن سلام الرب يسوع مع جميعنا.
كلمة أخيرة: سيدنا المحترم ، كـن على تمام الثقة أن عملك الشجاع هذا سيغير صفحة تاريخك الشخصي وتاريخ كنيستنا ويضعك في مصاف المصلحين الحقيقيين ويزيد اعداد مؤيديك الذين يتألمون من وضعك الحالي الغير لائق بك ولا بدرجتك الكنسية ولا بموقع عائلتك وخاصة المرحوم والدك الاستاذ يوسف هرمز.
اخوكم نافع توسا
'Waterdown, Canada 6/7/2015
 
[/b]