المحرر موضوع: الحل في الثورة الشعبية !  (زيارة 835 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سهر العامري

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 122
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الحل في الثورة الشعبية !
« في: 19:32 07/08/2015 »
الحل في الثورة الشعبية !

سهر العامري
في مثل هذا الشهر من العام 2014م كتبت أنا مقالة تحت عنوان " الأزمات في العراق تجاوزت الحلول " ، وقتها كان الشارع العراقي ساكنا ، لا حراكا فيه ، ولا يسمع في فضائه صوت هاتف يريد أن يضع حلا لكم هائل من أزمات تطبق على رقاب الناس في العراق خاصة الفقراء منهم . وصارت هذه الأزمات تتصاعد يوما بعد يوم ، وشهر بعد شهر ، وطوال تلك المدة الطويلة كانت الناس تتطلع الى حلول مخلصة تقدمها الحكومة في العراق ، أو البرلمان العراقي ، هذا في الوقت الذي راح فيه أكثر من رجل سياسي أو كاتب يقترح شيئا من تلك الحلول التي تجاوزتها الأزمات الكثيرة التي صارت تحيط بالناس من كل جهة ، ولا أراني بحاجة الى تذكير القراء الفضلاء بها ، فهم يعرفون معي حالة الفقر المدقع الذي حط بكلكله على صدور أكثر من سبعة ملايين عراقيا ، مثلما يرون مثلي انعدام فرص العمل ، وشحة موارد الدولة ، علاوة على الحرب المشتعلة ما بين الجيش العراقي ومن يقف الى جانبه ، وبين قوى الارهاب في العراق ، والى الكثير الكثير عدا ذلك .
لم يستطع أحد أن يقدم حلا واحدا ، فالحكام في العراق ، ومعهم أعضاء البرلمان مشغولون بأمور حياتهم الخاصة ، وهم بين جاهل غبي ، وبين من تعوزه التجربة السياسية ، وإدارة الحكم ، وصار الشغل الشاغل لهؤلاء هو الحرص على تجميع أكبر قدر من أموال فقراء العراق ، ونقلها الى مصارف الدول الغربية التي أشرعت أبوابها بترحاب زائد ، فالدول الغربية ، وفي مقدمتها أمريكا غزت العراق لنهب أمواله وثرواته النفطية التي حرمت منها بعد قرارات تأميم النفط التي ناضلت الجماهير العراقية طويلا من أجل تحقيقها ، فبعد قانون 80 الذي صدر في زمن الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم صدرت قوانين تأميم النفط زمن الرئيس أحمد حسن البكر ، والتي كانت واحدا من شروط الحزب الشيوعي العراقي على قيادة حزب البعث للموافقة على الدخول في الجبهة التي كان البعث يدعو لها .
واليوم ها هو الشارع العراقي يتحرك في الكثير من مدن العراق ، مثلما صارت الجماهير العراقية هي التي تطرح الحلول في شعاراتها وهتافاتها ، وذلك بعد أن شعرت أن لا الحكومة ، ولا البرلمان يستطيعان أن يقدما الحلول تلك ، وعلى هذا يجب على الناس في العراق أن تعي الواقع الذي عليه العراق الآن ، مثلما تتلمس طريق خلاص يقوم على أسس واضحة من بينها ما يأتي :
* العمل بمثابرة على اسقاط تجربة الحكم القائمة في العراق الآن ، وإزاحة كل وجوه العملية السياسية فيه ، وإقصائهم من المشهد السياسي نهائيا ، فقد خبرت جماهير الشعب العراقي على مدى اثنتي عشرة سنة تلك التجربة ومؤسساتها ورموزها ووجدت بالدليل القاطع أنها تجربة فاشلة ميتة قادت العراق الى كارثة من الويلات والمصائب ، وإذا كان هذا هو الحال فلماذا يُطالب الناس في العراق أن يتمسكوا بتجربة فاشلة ، كلفت الشعب الكثير ، وقضت على آماله في مستقبل زاهر ، وبددت ثرواته الطائلة بالسرقة وسوء الإدارة ، وتخلف البلد .
* العمل على إيجاد بديل للحكم تقوم الجماهير ذاتها بوضع أسسه عن دراية ووعي ، لا تلتفت في ذلك لرأي رجل دين ، أو رجل سياسي يريد أن يمرر آراءه وأفكاره على الآخرين من دون قناعة بها ، وقد مرت على الناس في العراق تجربة اقرار الدستور الحالي المثقل بالمغالطات ، والنصوص الغامضة .
* أن تزكي تلك الجماهير قيادات شابة وواعية ، قادرة على إدارة المعركة التي قد تطول لسنين ، قيادات تصغي الى الجماهير ، وتعيش في أوساطها ، وتتلمس مطالبها وهمومها ، ولا تنعزل عنها في منطقة خضراء أو غبراء ، قيادات نزيهة مضحية همها مصلحة الشعب ، وغايتها رفاهه واسعاده ، قيادات تؤمن بالعلم والتخطيط في إدارة الدولة ، وفي تنفيذ المشاريع التي تهم الناس ، وتعود بالنفع عليها ، قيادات تحارب الفساد دون هوادة ، وتسعى مخلصة لرفع الحيف والظلم عن ملايين العراقيين ، قيادات تلاحق لصوص المال العام المسروق داخل وخارج العراق .
* أن تمتلك تلك القيادات برنامج عمل واضح الاهداف ، وقابل للتطبيق ، يراعي الوضع الاقتصادي الذي عليه العراق الآن ، وينظر في الأساس الى ما تريده الجماهير الغفيرة سواء في نظام الحكم ، وإدارة الدولة ، أو في حل المعضلات المعيشية التي تجابه عموم الناس خاصة الفقراء منهم .
* أن تحرص تلك القيادات على كسب ثقة الناس فيها خلال هذه المرحلة العصيبة من تاريخ العراق ، أو في المراحل اللاحقة التي يفترض فيها أن تشهد قيام دولة مدنية في العراق ، أساسها العلم والتخطيط السليم ، والاستفادة من التجارب الناجحة في البلدان الاخرى .
* أن تسعى لزج الجماهير الغفيرة صاحبة المصلحة في التغيير الذي تنتظره الأغلبية المطلقة من الشعب العراقي ، وأن تعمل على مواصلة النضال وديمومته ، وأن تبتعد عن كل ما يسئ لنضالها هذا ، مثلما لا تلتفت الى تخرصات أعدائها من رموز النظام الحالي والمنتفعين منه .
* الاصرار على التغيير مهما كلف ذلك ، ورفض القبول بالحلول الوسط التي يسعى لها النظام القائم بكل مكوناته التي شكلت شريحة سياسية تجمعهم مصلحة واحدة هي مصلحة المال والمنصب ، فهؤلاء رغم تظاهرهم بخلافات سياسية بينهم ، لكنهم على وفاق دائم تشدهم فيه الرواتب الضخمة التي يتقاضونها ، والتي سيحرمون منها بفعل نجاح التغيير المنتظر ، فها هي أصواتهم الخافتة بدأت تعلو ضد المتظاهرين في شوارع مدن العراق من مثال صوت بهاء الأعرجي ، وعلي العلاق ، ووزير الداخلية سالم الغبان المحسوب على منظمة بدر التي يريد أمينها هادي العامري ركوب موجة التظاهرات الحالية في العراق.
* ابتداع أساليب نضال مختلفة ، وعدم الاكتفاء بأسلوب التظاهر ، وتقريب تواريخ خروج التظاهرات ، والمراوحة فيما بين تظاهرة في هذه المدينة وتلك ، وهذا يتطلب من تلك القيادات أن تتفق على قيادة واحدة مع ظل لها يواصل قيادة الانتفاضة في حال تعرض أفراد القيادة الحقيقية للسجن أو القتل .
* العمل على اصدار نشرات يومية واسبوعية تغطي نشاطات المتظاهرين ، وتنقل أخبارهم الى الناس في عموم العراق خاصة أولئك المتربصين الذين لم يحسموا أمر المشاركة في تلك التظاهرات ، وحث هؤلاء على النزول الى الشوارع بدلا من التفرج على أرصفتها .
* السعي الى الاتصال بوسائل الاعلام المحلية والدولية من أجل نقل أخبار الانتفاضة يوما بيوم ، ومن أي مكان تنطلق فيه المظاهرات ، وكذلك العمل على مد تلك الوسائل بالصور الحية التي تقوم بتصويرها الهواتف المحمولة ، فأعداء تلك المظاهرات سيعمدون منذ الآن الى حرمان وسائل الإعلام تلك من الوصول الى أماكن التظاهر .
* عدم الالتفات الى ما تقوله الدول التي ساهمت في صنع الكارثة التي يعيشها العراق اليوم ، والتي أدت الى إزهاق أرواح الملايين من العراقيين وللآن ، وفي مقدمة هذه الدول دولتان هما : أمريكا وحليفتها إيران ، هذا في الوقت الذي يجب فيه الترحيب بأية مساعدة نزيه من أية جهة كانت شرط أن لا يرتهن مصير الانتفاضة عندها .
* وأخيرا يجب على قيادة المظاهرات أن تضع في حسابها أن النظام القائم هو صنيعة لدول معروفة ستقوم هي بحثه على استخدام لغة السلاح ضد المتظاهرين ، وفي هذه الحالة يجب على تلك القيادات أن تحمي جماهير الانتفاضة ، وذلك بتحويلها الى انتفاضة مسلحة تستطيع من خلال سلاحها أن تدافع عن نفسها ، وأمام تلك القيادات مثال حي هو الحراك الشعبي السلمي في جنوب اليمن الذي لم يستطع حماية نفسه من أزلام صالح وأعوانه إلا بعد أن تحول الى مقاومة شعبية دافعت بالسلاح عن نفسها ، وعن مدنها وجماهيرها .