يونس كوكي مسيحيوا العراق بين الاوصا ف و النمطية
يقول البعض لا اتدخل بالسياسة اما حياتنا كلها سياسة متنوعة و الكنيسة لاتتدخل ويجب ان لا تتدخل بالسياسة و ينطبق هذا على بقية المسيحيين في دول الشرق الاوسط التي غزاها العرب و المسلمون قبل ما يقرب من اربعة عشر قرنا مضت . و كلما نحاول كمجموع او كفرد ان نعزل التدخل ما بين الكنيسة و السياسة نراه غير واقعي وذلك لحاجة الناس الى كلا القيادتين ، فكيف ان غابت احداهما ؟ فلو نعود الى الوراء قرونا قبل المسيحية و ايام مجد الامبراطورية الاشورية و حتى الاغريقية و الفرعونية و الرومانية ، و كم يكون الملك او القائد السياسي انذاك من حنكة و قوة يستشير كبير الكهنة قبل ان يقدم على اي عمل عسكري او غيره لقراءة الطالع و تلاوة الصلاة ل الاههم كي تحل عليه البركة و النجاح ، ولدينا مثال صلاة اشور ناصر بال الثاني عند بدء حملته على بلاد اورارتو اي ارارات اي ارمينبا و بداية صلاته (اشور ناطر ابري ) اي الالاه اشور يحرس الوطن وكما هو موجود غيرها في العديد من الالواح الطينية و الحجرية و حتى المعدنية المنقوشةوهي وثائق مؤكدة و ليست مستحدثة او حسب امزجة بعض الطارئين حاليا . وعند الاطلاع على بعض من تلك المكتشفات المترجمة من قبل مختصين عديدين من الاجانب و الفوا كتبا عنها ومن العراقيين مثل طه باقر، سامي سعيد الاحمد ،فوزي رشيد ،خزعل الماجدي ،صلاح سليم علي و قائمة طويلة اخرى لا مجال لذكرهم جميعا ، و ما شدني في كتاب انجيل بابل و له انجيل سومر ل خزعل الماجدي، و سؤالي لماذا اسماه انجيل و ليس قران ؟ بالتاكيد خوفا من الاسلام . نرى ان الملك او السياسي لا يسيره رجل الدين ، كذلك في مقالات صلاح سليم علي بالحقيقة كل مقالة له شبه كتيب مليئة بالشواهد التاريخية ك تحولات مردوخ ،او عرفة او ملكات العراق القديم او اشور ناصر بال الثاني ملك العالم لا توجد فيها نصوص تحد من السلطة السياسية ، بالعكس نرى الكهنة مرعوبين من سلطة الملك و دعواتهم له فقط لنصرته و طول ايام حياته . و المتتبع للتاريخ يستنتج ان الدين في بلاد بيث نهرن و منها انتشرت الاديان الى الجوار ، وان بابل كانت في زمانها كما اصبحت روما مركز ديني رئيسي بدليل ذكرها في الكتاب المقدس و لعنها في رمزية واضحة ووصفها بالعاهرة وام الفسق . فالاحتلالات الفارسيةو غيرها لم تمحي اديان شعب بيث نهرن سواء في بابل ام في نينوى، فشخصية الانسان الاشوري لم تتغير كثيرا لقرون وفقا لنظريات بناء الشخصيةمنهم ما قبل المسيحية ك ابقراط و ارسطو خاصة في كتابه المنطق ، وما توارثه الابناء من الاباء و الاجداد في تلك الازمنة و سكنهم في جغرافية منيعة نوعا ما او قلة الاحتكاك مع الاخرين حتى مجئ المسيحية ، كتطور محتوم في الدين مثل باقي مفردات الحياة و الايمان بمجئ المخلص الاتي من السماء ، ثم اعتقاد راسخ بالملكوت او عذاب النار . اما في المناطق الوسطى و الجنوبية السهلية كانت اكثر عرضة للغزوات الاتية من جهة الشرق حسب الكاتب سليم مطر كما وردت في مقالة له و عددها بثلاث عشر غزوة وهي حقيقية،فشخصية الانسان هنا اهتزت اكثر، و نرى بوضوح ا لعرق و الدماء الاسيوية الفارسيةو عشقهم لهذه المنطقة معكوسة على ملامح الناس والى يومنا هذا خاصة بعد الاسلام و التشيع . و عندما نتكلم او نكتب وهي لمعظمنا وجهة نظر شخصية ، لكن تسبب للبعض تشنجات و اهتياجات غير مبررة ، فالذي لا تعجبه كتابة ما لماذا لا ينظر اليها ببرود ، ولدى البعض ما يدور في خلده و ما يؤمن به داخليا لا يقوله صراحة مثل ما يورد صلاح سليم علي قول فردريك بولين عالم الاجتماع الفرنسي من القرن التاسع عشر حيث يقول ( في كل الاحوال لا شئ فينا صريح كل الصراحة ) خاصة في مجال السياسة التي هي مراوغة و اقتناص الفرص للاجهاز على الاخر,
وهكذا نرى اصبح المسيحيون عرضة لتلقي الصدمات و الابادات عبر تاريخهم منذ الفي سنة بالرغم من جمال المسيحية و لانها اتت من اليهود ، لم يضع السيد المسيح بندا واضحا للدفاع عن النفس ، لكن اوربا لم تتخلى عن قوتها كما فعل مسيحيو بيث نهرن ، (عراق سوريا اردن حتى تركيا )، في هذه الجغرافية على الاقل اما في اوربا قويت المسيحية و دامت و تمددت بدا على يد قسطنطين الكبير في بداية القرن الرابع الميلادي ، بينما في كنيسة المشرق رغم تالقها ووصولها الى الصين تراجعت و اصبحت مهددة بالانقراض امام الاسلام الذي يعتمد على القوة المفرطة ، وكما نرى في حياتنا الحالية من شواهد لا تحتاج الى اثباتات ( داعش و اخواتها ) . يوصف المسيجي النهريني او بصورة عاة جميع المسيحيين بجميع الصفات الحسنة كالصدق و الامانة والامانة و العدالةو الاخلاص في اداء الواجب و حبه للتطور و عدم الغدر و الانفتاح و الحرية التي هي اساس كل ابداع و اختراع ، هذا ما كنا نسمعه من اي مسلم في الوطن و لحد الان ، لكن لدى المسلم رغم كل هذه الصفات الحميدة لديه حساسية من المسيحي بسبب عقيدته القرانية الي توصفهم بانجاس و اولاد قردة و خنازير باستعارتهم عقيدة التناسخ الهندية ( و قلنا لهم كونوا قردة خاسئين ) ، تراكمت مثل هذه الاعتقادات فولدت فروقا طبقية بين افراد المجتمع و جعلوا من المسيحيين دافعي الجزية و هم صاغرون لهذا العربي المسلم الغازي ذو المزاج الصفراوي ( كنا نقول فلان مزاجه برتقالي ) المائل للسلطة و القوة و التفوق كقوله لهم ، (وانتم الاعلون )، حتى انعكست على الاجيال اللاحقةحتى الان ، من ان المسلم يقتل و لا يبالي بالدماء ،بينما المسيحي النهريني يعتبرها همجية و بربرية ينفر منها ، فاثر على دفع الجزية و حديثا بالهجرة الجماعية طلبا للامان فقط رغم علمه بخسارة كبيرة ، و للاسف هل المسيحي النهريني ؟ كقول بنجامين فرانكلين ( ان الذي يتخلى عن حريته في سبيل امنه لا يستحق لا الامان و لا الحرية ) في ايامنا هذه نرى البطاركة و الاساقفة من دول بيث نهرن يتالمون لاوضاع اتباع كنائسهم من جور الذين عاشوا معهم قرونا مرغمين على عدم التساوي و القتل و الاضطهاد و التهجير القسري ، يعقد هؤلاء رجال الدين اجتماعات كثيرة مع اعلى المستويات و الفاتيكان، لكن دون جدوى سوى استجداء بعض المساعدات الانسانية والتي لا تعالج المشكلة اصلا ، و صوتهم لا يسمعه او يبالي به اصحاب السلطة و القرار في العالم واولها سلطة اميركا . والسؤال هو هل اتيحت فرصة امام المسيحي النهريني كي لا تبقى ملصقة عليه صورة نمطية طيلة قرون بالاضافة الى الصفات الحميدة التي ذكرناها ، من انه خواف لا يقاتل ينهزم ، (بالعكس في حرب ايران الاكراد كانوا هكذا بحيث استثناهم صدام فترة )و مهاجر او كان يقول المسلم عنه انه جبان ؟ و قبل تاسيس الدولة العراقية قا تل المسيحي الاشوري بقيادة الجنرال الخالد ( اغا بطرس دي باز ) ثلاث عشر معركة ضد اعتى قوى في المنطقة العثمانيون و معظم حلفائهم من الاكراد و الفرس ببسالة نادرة مسجلة في التاريخ ، ولولا غدر الانكليز لكان المشهد في المنطقة غير ذلك . وبعد تاسيس الدولة العراقية الم ينخرط المسيحيون في الجيش و الصنوف الامنية ؟ الم يقاتلوا مع الاكراد في جبال اشور ضد الحكومات التعسفية و الهاضمة لحقوق الاخرين وفي مناحي عدة و لحد الان كما هو واضح في دستورهم الاسلامي وكذلك خطا الذين ياملون خيراو عدلا عند الاكراد و البرهان ايضا دستورهم الذين يصرون عليه بالشريعة الاسلامية اي لا حقوق و لا مساواة والاجهازعلى ما تبقى . قد لا يعجب البعض من الصراحة ، لكن انا كنت اتلذذ بقراءة خريف البطريرك ل (غارسيا ماركيز ) مثلا او من لم يستمتع بمسرحية المفتش العام ل غوغول الروسي امام الواقعية و مثلها يوسف العاني و اخرون . فلنكن واقعيين و نعترف باسباب ضعفنا كي نعالج مشاكلنا و الماسي التي حلت بنا .
يونس كوكي الشعب و الوطن وراء القصد مشيكان تموز 30 2015