المحرر موضوع: بيان من قاطع أوربا الوسطىى للحركة الديمقراطية الاشورية بذكرى 82 لمذبحة سميل 1933  (زيارة 1146 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Aberon Georges

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 24
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الحركة الديمقراطية الأشورية
قاطع أوربا الوسطى

الموضوع / ذكرى 82 عام على مذبحة سميل 1933 في العراق
[ لا نبكي على الشهداء فاليوم بدأت حياتهم، لأن الشهيد يعيش يوم مماته]
لقد مضى 82 عاما على مذبحة سميل وأكثر من سنة على سقوط نينوى التاريخية وسهلها عام 2014
في شهري حزيران وأب على يد داعش الأرهابي [ تنظيم الدولة الأسلامية في العراق والشام]
وفي مثل هذا اليوم السابع من أب من كل عام يحتفي أبناء شعبنا الأشوري وبمختلف تسمياته [ كلداني
سرياني  أشوري ] في كل مكان وفي هذا اليوم الحزين لتاريخ شعبنا الذي تعرض للمذابخ والأبادات الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري .. في تاريخه الحديث ، حيث قامت الحكومة العراقية في عهد حكومة رشيد عالي الكيلاني عام 1933 وبالتنسيق والتعاون مع بعض من العشائر العربية والكردية بعمليات عسكرية وبتصفية منظمة في مدينة سميل بقيادة المجرم بكر صدقي ذو الصفحة السوداء
وبالأضافة الى الأنتهاكات لحقوق الأنسان في أكثر من 63 قرية أشورية في نوهدرا- دهوك والموصل
والتي أدت الى أستشهاد ثلاثة الاف وبطرق وحشية وبربرية ، وعندما كان شعبنا قد خرج حديثا من
أحدى أسوأ مراحل التاريخ قبل 18 عاما عندما ابيد اكثر من 750 الف من ابناء شعبنا في مجازر
سيفو عام 1915  التي قامت بها الدولة العثمانية وبدعم بعض من العشائر العربية والكردية التي
تحالفت معها أبان الحرب العالمية الأولى .
اليوم ننحني وفي كل يوم ننحني أجلالا وأكبارا أمام تلك الهامات التي سقطت على مذبح الحرية
والكرامة من أجل نيل حقوقنا وبسقوطها العظيم هذا سطرت وبأحرف من دماء والدموع تاريخ
شعب عريق تمكن وبفضل أيمانه القوي وبعقيدته ومبادئه من المحافظة على أستمرارية بقائه
رغم كل المعانات والمأسي التي تعرض لها عبر التاريخ الطويل .
الحقيقة انه لسر بسيط لوقوفنا دقيقة صمت واحدة ونصلي على على ارواح شهداؤنا معناها
أن نحترم الشهداء بوقوفنا وصلاتنا ونسير في أثار اقدامهم ونسفك دمنا كما سفكوا دمائهم الطاهرة
من اجلنا لذا دمائهم دين علينا جميعا .
اننا اليوم امام مخطط كبير وخطير واكبر من العراق وعلى مستوى عال ، وموجات العنف لم تأتي
 علينا من فراغ بل هناك مخطط مدروس ومنسق ومنظم ومتطور لتهجيرنا قسرا وطردنا من
 أوطاننا الأصيلة وبدعم من الجوار لداعش واخواتها ، واليوم مصيرنا في كف عفريت ،
وهناك قلق عالمي علينا نحن المسيحيين جميعا في الشرق الأوسط لأستهدافنا ولأسباب أهمها
دينية وأخرى سياسية وتاريخية .
ولقد كان عام 2014 اكثر قساوة ودمويا ومأساويا وخاصة بعد سقوط نينوى وسهلها على
يد داعش الأرهابي، وايضا عام 2015  باعتبار الهجوم الوحشي من قبل داعش على القرى
الأشورية على نهر الخابور في سوريا . واعمال داعش لم تقتصر على القتل والذبح والسبي
والتهجير القسري..الخ بل عملت على تمزيق نسيج الحضارة الأشورية وقطعت الصلة بين
الماضي والحاضر والمستقبل ودمرت التراث الديني والقومي والحضاري وأهانته بشكل
مقصود ، وهذا مؤشر وناقوس خطر ، وكلنا في ليلة واحدة فقدنا كل شئ وتم سبي نساؤنا
وبيعهن في سوق النخاسة في الموصل والرقة السورية واليوم شعبنا يفترش في الحدائق
وهياكل المباني وبحالة سيئة جدا من جميع النواحي الصحية والنفسية والأجتماعية..الخ
وبصورة عامة دول الشرق الأوسط لا زالت تنزف دما ودمارا وخراب وفساد وفوضى
عارمة وغياب القانون وعودتنا الى العصور المظلمة وشريعة الغاب ،ويواجه شعبنا
اليوم مرحلة حاسمة قد تكون الأخطر على مر التاريخ الطويل لشعبنا .
مذبحة سميل لحد الأن لم تحل ولم يعط حقها قانونيا وانسانيا ولم تقيم لا عراقيا ولا عالميا
والتي كان لها دور كبير في ترسيخ  الروح الطائفية والتمييز العنصري والديني والقومي .
وتعتبر طعنة في خاصرة العراق سياسيا ، وطعنة في ظهر الأشوريون التي كان تأثيرها
بليغا اجتماعيا ونفسيا ، وخلق شرخا واسعا في نفوس ابناء شعبنا حيث بددت طموحات
وامال شعبنا القومية والسياسية ومنذ ذلك الوقت تشتت شعبنا في  اكثر من بلدان العالم .
وتعتبر القضية الأشورية المثال الأول ولأول مذبحة في تاريخ العراق الحديث لتنصل الحكومة
العراقية أنذاك عن التزاماتها من خلال توقيعها على البنود والمعاهدات الدولية لحماية الأقليات
والمقدمة الى عصبة الأمم المتحدة عام 1932، والتي يمكن متابعتها حاليا قانونيا ودوليا وموجودة
كافة الوثائق والمستمسكات الثبوتية في عصبة الأمم المتحدة في جنيف – سويسرا.
وتبقى مذبحة سميل ايضا مثالا بارزا على خيانة بريطانيا لشعبنا الأشوري وذلك لتضحيتهم
الأنكليز بحليفهم داخل العراق مقابل ضمان مصالحهم الأقتصادية والسياسية واهمال شعبنا
من بعد الأنتهاء من اكمال دوره ومهامهة في العراق ورميه خارج اللعبة السياسية .
واما ما تبقى من ابناء شعبنا الأشوري فقد تحمل الكثير من الأضطهادات والمظالم والعمليات
الأرهابية والتمييز العنصري والديني والقومي والنظرة الدونية التي تركتها مذبحة سميل
تجاه شعبنا واعتبروننا خونة ومجرمين بحق الشعب والوطن ، وترتب على ذلك تبعات
سياسية وقانونية ولسنين طويلة حرمنا من الكثير لعقود من الزمن مثل الوظائف والجنسية .. الخ .
هنا تطرح الأسئلة نفسها لما جرى علينا من مذابح وابادات جماعية  قبل مذبحة سميل 1933كانت
مذبحة سيفو عام 1915 ومن بعد سميل مذبحة صوريا والأنفال ومذابح بعد سقوط النظام الدكتاتوري
عام 2003 سيدة النجاة .. والكوارث الأنسانية في عام 2014 ..وكنا الأكثرية واليوم أقلية...الخ .
ألا تستحق ضحايا سميل أستذكارا لهذة المذبحة من قبل الحكومة العراقية وبحضور رسمي حكومي
وذلك أسوة بمذابح الشعوب الأخرى ؟ ومن ثم أصدار تشريع خاص بها والأعتراف بها والأعتذار
عنها من قبل الحكومة العراقية كدولة العراق التي هي بمثابة شخصية معنوية ،وتوصيفها واستحقاتها
التاريخية والقانونية؟ والتي راح ضحيتها الألاف ومن دون أي ذنب أرتكبوه فقط لمجرد كونهم أصحاب الأرض والحضارة والتاريخ ومن الديانة غير المسلمة ويريدون العيش بأمان ومحبة وسلام .
وبماذا توصف عدم درج تاريخ مذبحة سميل في المناهج الدراسية ؟ وتقييم ومكافئة القائمين بالمذبحة؟
ألم تعتبر أهانة مباشرة لضحايا سميل من ابناء شعبنا الأشوري .
وألا تعرف الحكومة العراقية أن شعبنا الأصيل قد هجر قسرا من نينوى وسهلها ومشتت في اكثر من بلدان العالم ويعيش في وطنه الأم كغريب ونازح ؟ وذلك هربا من المستقبل المجهول وانعدام الثقة..الخ
وهل تعلم الحكومة العراقية لولا الأشوريون لكانت ولاية الموصل جزء من تركيا؟ وبفضل الأشوريون تمكن العراق الوقوف على قدميه وتمكنت السلطة الملكية من فرض هيبتها على العراق وتوفير الأمن .
يا أبناء شعبنا الأشوري الغيور في كل مكان
من المؤلم والمؤسف جدا لقد بقيت المسألة الأشورية ومذبحة سميل 1933 ومعاناتنا ومأسينا قديما
وحديثا لحد الأن بدون أية حلول ولم نحصل على اية حقوق قومية رغم كل الخدمات والتضحيات التي
قدمت وكنا مخلصين ورواد قادة في الحركات الوطنية العراقية وصعد منهم المشانق دفاعا عن الوطن
وتحقيق الحرية والعدالة والديمقراطية وما زلنا ونبقى أمناء ومخلصين وادات بناء وتطور .
وتعتبر المذبحة لطخة عار على الحكومات العراقية المتعاقبة ، وصانعي ومرتكبي تلك المأساة.

وبما أنه نشكل الشعب الأكثرية من حيث الأصالة كوننا أقدم شعب وأعرق تاريخ وأعظم حضارة
ومتشتتين في أكثر من بلدان العالم بسبب المجازر والأبادات الجماعية والتهجير القسري..الخ
وخسرنا الكثير وعلى وشك أن نخسر كل شئ ما لم تصان خصوصيتنا الدينية والقومية .
يكفي ما أصابنا ؟ والى متى يبقى شرفنا وديننا مهدد بالخطر وعلى المكشوف ؟ كفى.. كفى
لقد نبكي دما ويسكب قلبنا دموعا وذبحنا من الوريد الى الوريد وسحقنا ، ونحن اليوم أكثر من
أربعة ملايين مشتتين في دول العالم ونعيش بلا وطن وبدون منطقة أمنة تحمينا من المأسي ،
وحتى الطيور لها أعشاش تسكن فيها ونحن لا نملك ولو حتى كوخا صغيرا يحمينا .
ولكن رغم كل ما أصابنا وتعرضنا له لكننا بقينا نحتفظ بهويتنا التاريخية وتراثنا وأيماننا المسيحي وثقافتنا ودليل قاطع على ذلك عدم أستسلام شعبنا بما جرى عليه عام 2014 وهذه تعتبر رسالة
قوية بأن أعدائنا لم ولن يقدروا أن يفصلوننا عن أيماننا المسيحي وهويتنا لأننا ملح الأرض .
لقد أن الأوان ليكون كل واحد منا مسؤول عن هذا الشعب الذي تمزقت اوصاله وتشتت في العالم
وعلينا أن لا نفقد الأمل ونقف بقوة لمواجهة الصعوبات والمشاكل والمخاطر واثقين بأننا في النهاية سوف ننتصر على الشر  ، وينبغي علينا اليوم بلورة العمل القومي وتوحيد الطاقات والقدرات
لمؤسساتنا الدينية والقومية في الوطن والمهجر ، والعمل على تدويل قضايانا المأساوية قانونيا ودوليا، وكيفية أستثمارها ، والأستفادة من الزمن والحساب معه ، والأستفادة من تجارب الشعوب التي نالت حقوقها ، ونعمل من ضعفنا قوة ومن خلافاتنا وحدة ونعمل كعائلة واحدة وفريق واحد .
لأنه ما لدينا من طاقات وقدرات ووثائق ومستمسكات قانونية تقلق أعدائنا ، ولنثبت للعالم بأننا أحفاد
أولئك العظام لنطالب بصوت عال للضحايا بالعدالة ، ونعاهد شهداؤنا بأننا نورث هذه القضية من
جيل الى جيل ، ولتكن المذابح والأبادات الجماعية نبراسا لأيماننا ونهتدي بها من أجل تحقيق أهداف
الذين قدموا حياتهم ضحايا من أجلها ، ولتكن أملنا في الحياة .ولتكن أصوات أفعالنا أعلى من أقوالنا.
المجد والخلود لشهاداء شعبنا الأشوري
المجد والخلود لشهداء الحق والحرية في كل مكان
                                                                   الشماس كوركيس حنا مشكو
                                                                   مسؤول قاطع أوربا الوسطى                                                                                   الحركة الديمقراطية الأشورية
                                                                  المانيا في 6 / أب / 2015