المحرر موضوع: هل سيُفشل شيعة وسنة العراق خطط الاعداء؟  (زيارة 1118 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل تيريزا ايشو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 466
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
هل سيُفشل شيعة وسنة العراق خطط الاعداء؟
لقد أستطاعت الاخطبوطات الامبريالية الخبيثة ألسامة القبيحة المفترسة الفتاكة الزانية، أن تزرع حقداً يكفي ليس فقط شيعة وسنة العراق للمئات من الاعوام القادمات للتحارب والنحر وقطع رؤوس بعضهم البعض، وأنما تكفي لالاف من ألسنين القادمات لاجل ان يبقى البغض والضغينة والكراهية الشيعية السنية قائمة في العالم اجمع. بين سنة تركيا وشيعة ايران، بين سنة الاكراد وسنة العرب وشيعته، بين سنة التركمان وشيعتهم وبينهم وبين الاكراد والعرب، بين سنة وشيعة الجمهوريات السوفياتية السابقة، بين سنة وشيعة الاردن، لبنان، سوريا، فلسطين، العراق، ليبيا، الجزائر، تونس، مصر، بين سنة وشيعة جمهوريات أسيا، بين كافة سكان العالم المسلم. هذا بغض النظر عن شرور وممارسات السنة والشيعة ضد الاديان الاخرى.
ولن يحدث خلاص للعالم من ضغينات الاديان والمذاهب هذه الا اذا اختارت الجماعات المتحاربة واحدة من هذه الحلول
1. ان تتنازل كافة الجماعات عن الاديان والمذاهب وتطويها على الرف في هدنة تاريخية، تتفق فيها كافة الاطراف بعدم العودة الى كتب الدين، والتفوه به في حياتهم، في اي شأن كان ومهما كان، فقط للخمسين سنة القادمة. وأستغلال هذه الخمسين سنة في التعارف على بعضهم البعض وأقامة مصالح ومشاريع نفعية مشتركة مع بعضهم البعض، وقبول الاخر، والاهتمام بأطفال بعضهم البعض وتنشئتهم والحفاظ على ديمومتهم ورعايتهم والتعامل معهم بالمحبة.
2. أن تحترم كافة الجماعات الاديان والمذاهب، وتدخل الاديان ورجالها الى الصومعات، في تزهد أبدي، يطبقون مانذروا انفسهم اليه لله في تعبده والزهد له،عن مباهج الحياة، ويجبر كافة رجال الدين عن الابتعاد عن الحياة المدنية والسياسية.
3. لذلك تحول كافة المباني الدينية الى اماكن للتعبد والتأمل والصمت يسودها الهدوء والعفة، وتعمل الدولة على ادارتها وفرض الرقابة عليها، وهي اماكن راحة وتوبة للخاطئين يحصلون فيه على النصح والارشاد الى الصراط المستقيم.
4. أخراج الدولة من سلطة الاديان ورجالاتها، وأعادة بناء الدولة المدنية العلمانية التكنوقراطية. ووضع الوظائف في أيدي الاكاديميين وذوي الكفاءات العلمية، الاقتصادية، الاجتماعية والمهنية في تنفيذ برامج الاحزاب التي تشبه جميعها بعضها البعض الموجهه للجماهير، التي تنتخبهم على ضوء تلك البرامج الواعدة في البناء والاعمار وايجاد فرص العمل والنهضة. حيث ان كافة الاحزاب فشلت في تنفيذ وعودها وبرامجها للجماهير. لذا يجب:
5. حصر سلطة الاحزاب في البرلمان فقط. ويتم انتخاب الوزارات تماماً من كوادر علمية اكاديمية مهنية أقتصادية، يتم اختيارها على ضوء المنافسة الحرة الديمقراطية عن طريق فتح باب تقديم طلبات التعيين للعامة التي يتم تقييمها في البرلمان، ويتم الاعلان والنشر رسمياً وشعبياً من خلال وسائل الاعلام المرئية والمسموعة لكافة الطلبات المقدمة، وتشارك الجماهير في التصويت على المرشحين ويصار الى أيجاد الية في احتساب أصواتهم بالاضافة الى اصوات الكتلة البرلمانية.
6. يتم تشكيل كادر مهني واكاديمي ذو خيرة، مهمته الرقابة الشعبية على عمل الوزراء المنتخبين ونوابهم ومستشاريهم، وهكذا يصار ايضاً لكافة المهن الاخرى، وفتح باب المساواة في التعيينات على ضوء الكفاءة والخبرة، ليوضع الشخص المناسب في المكان المناسب. لاجل القيام بنقلة نوعية للعراق وأنتشاله من الهاوية والمستنقع الحضيضي الذي أوصلته اليه القيادات والاحزاب الشيعية والسنية المتحاربة.
7. أن هذا الشئ ينطبق على الاخوة الاكراد ايضاً، وسيكون لنا في ذلك مقال منفرد بحد ذاته. وهكذا فيما يخص المكونات.
8. فهل سيستغل شيعة وسنة العراق ما يقوم به العبادي من نقلات نوعية، لانقاذ ماتبقى منه من ضمير، ورجولة، وشهامة وأصالة الشيعي والسني، أم هل سيسمح شيعة وسنة العراق الاستمرار في المشي الى الحضيض والمستنقع والنتانة التي جروا اليها العراق ومازالو؟ هل سيصحى ضميرهم؟ وهل سيستشعروا أنسانيتهم؟ وهل بقى هناك ماهو عراقي فيهم؟
ليرونا أذاً عراقيتهم تلك، أن لم يكونوا بصقوها في مستنقعات الوحل التي ذهبوا بأنفسهم أليها، وتنكروا لبعضهم البعض، فما عاد الشيعي اخو السني، رغم ان الاثنين يحكمهم الاسلام!!! فلنضع الاسلام والدين جانباً على الرف للخمسين سنة القادمة، فسنرى ان ضميرنا وحسنا الانساني سيصحى فوراً بعد ركننا للدين على الرف.
تيريزا ايشو
18 08 2015


غير متصل خوشابا سولاقا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2340
    • مشاهدة الملف الشخصي
الى الأخت والصديقة العزيزة الأستاذة تيريزا إيشو المحترمة
تقبلوا محبتنا مع خالص تحياتنا
قرأنا مقالكم بإمعان وكل ما ورد فيه جيد ومطلوب لكي تستقيم الأمور في العراق ، وقبل أن نعقب على بعض ما ورد فيه نود تثبيت الآتي :
أولاً : إن الحياة هي في النهاية عبارة عن صراعات بين البشر على مستوى الأفراد أو على مستوى الجماعات والأمم وكيانات الدول الحديثة من أجل المصالح وكل جانب لغرض الفوز بحصة الأسد من المصالح لا بد له أن يكتشف ضعف الطرف الآخر ليستغلها ويستثمرها لصالحه وإن لم يفعل ذلك فإنه أحمق وفاشل  لا يستحق الحياة لأن هذا هو قانون الحياة الصراع من أجل البقاء .
ثانياً : منذ ان خُلق الانسان خلقت معه الفوارق بكل أشكالها وتلك الفوارق ولَدَتْ الأختلافات والتناقضات وبالتالي الصراعات وكلها من أجل المصالح المعنوية أو المادية ، ولذلك انبثقت ما اصطلح علية في السياسة والأقتصاد بالبنى الفوقية المتمثلة بالثقافة والفكر لتبرر ما يرتكب من الأعمال الخيرة والشريرة من قبل الحاكمين ونظامهم السياسي - الأقتصادي الذي اصطلح عليه بالبنى التحتية .
ثالثاً : إن تطبيق مبدأ " وضع الشخص المناسب في المكان المناسب " ، هو الطريق القويم لبناء دولة قوية مقتدرة قادرة لتلبية حاجات ومتطلبات المواطنين والمجتمع على أكمل وجه .
على ضوء هذه الملاحظات ، يكون ليس من الصواب ولا من الأنصاف أن نحمل الآخرين من الأمبرياليين أو اليساريين الماركسيين أو غيرهم مسؤولية ما يحصل اليوم في الدول العربية بشكل خاص والأسلامية بشكل عام من صراعات مذهبية دموية بين الطائفتين الشيعية والسنة ، وكذلك الحال كما جرى في الماضي القريب بين الكاثوليك والأرثوذكس والبروتستانت والمشرقيين في المسيحية لأن عندما ولدت واستفحلت هذه الصراعات الدموية لم تكُن الأمبريالية والأشتراكية كأنظمة سياسية قد جاءت الى الوجود .
إن الصراع الشيعي السني على السلطة قد بدأ منذ وفاة النبي محمد واستمر الى اليوم ولم يشهد التاريخ مثيلاً لما جرى في عهد الحكم الأسلامي منذ عهد الخلافاء الراشدين مروراً بالأمويين والعباسيين ثم موجات حكم الفرس والعثمانيين والى عصر القاعدة وداعش وأخواتهما في يومنا هذا . وعليه فإن هذا الصراع الدموي ليس من صنع المبريالية العالمية بل إنه موروث من الماضي وكان جمراً تغلي تحت الرماد وكل ما قام به الأمبرياليين اليوم كما قلنا قد أزاحوا الرماد من فوق الجمر ليظهر اللهيب المستعر ليندلع ويحرق الأخضر باليابس ، فعلوا ذلك في مسعاهم لأكتشاف ضعف الأخرين واستغلاله واستثماره لصالحهم ، ولا يحمل مسؤولية ذلك غير هذه الشعوب المتخلفة فكرياً وثقافياً واجتماعياً والمتقوقعين في قوقعة الماضي ، هذا هو ما جعلهم فريسة سهلة للآخرين الأكثر وعياً وثقافةً منهم .
أما فيما يخص مقترحكم لأختيار طاقم الحكومة ( الوزارات - السلطة التنفيذية ) بالعودة الى الشعب فهو مقترح غير عملي ، وإنما الأكتفاء باختيار أعضاء البرلمان من قبل الشعب ، وهذا البرلمان تكون مهمته باعتباره ممثل الشعب اختيار أعضاء السلطة التنفيذية بحسب نتائج الانتخابات وتطبيق مبدأ " وضع الشخص المناب في المكان المناسب " في كل مؤسسات الدولة ، وليس وفق مبدأ المحاصصة الطائفية والأثنية المقيتة كما هو عليه الحال الآن . دمتم والعائلة الكريمة بخير  وسلام .

                         محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا _ بغداد