المحرر موضوع: براميل القمامه تنتظر الفاسدين  (زيارة 743 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل لطيف نعمان سياوش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 694
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
                                        براميل القمامه تنتظر الفاسدين              لطيف نعمان

في اواخر الثمانينات (ابان الحرب العراقيه الايرانيه) انتقل فوج مشاة تعداده يقارب (1000) عسكري من مختلف الرتب .. بين ضباط وضباط صف وجنود ، انتقل من اقصى الشمال الكوردستاني في المنطقه الحدوديه لحلبجه الى اقصى الجنوب العربي في قضاء الفاو ..
بعد وصولهم مدينة البصره وردت لهم الاوامر بأن يبيتوا ليلتهم هناك ، قرب احدى القرى الصغيره التي تناثرت بيوت الطين فيها هنا وهناك .. ثم يكملوا رحلتهم صباح اليوم التالي ..
الساعة الان الحادية عشرة مساء من ايام الخريف البصري .. ترجل العسكر من الياتهم بعد رحلة شاقة استغرقت حوالي عشرين ساعه ..بعضهم فرش الاغطيه تحت السيارات ، واخرين تحت اشجار متفرقه من النخيل ..
استسلم الجميع لنوم عميق يسودهم الهدوء التام لفرط التعب والانهاك الذي اصابهم ..
منذ مطلع الفجر استفاق ممن يحرص على اداء الصلوات في اوقاتها المحدده، حيث حان وقت صلاة الفجر .. واذا بهم يتفاجأون مندهشين بحملة اهل القرية وكرمهم بتزويدهم بكميات كبيرة من اللبن ، والقيمر ، والجبن ، والبيض ، والخبز الحار ، واواني الشاي وما الى ذلك ، حيث ان اهالي هذه القرية استنفروا كل جهدهم وامكاناتهم في الحرص على اطعام ابنائهم واحبتهم من افراد الجيش وهم ممتلئين حنانا وقلقا  لفلذات اكبادهم الموزعين على سوح القتال على طول الخط الحدودي بين العراق وايران ..
النساء تعمل كالنحل في عمل الخبز ، والرجل يجهزونهن بالحطب والطحين ويرحبون بالعسكر ..
كرم مامنه كرم ..
يومها لم اتفاجىء البته بهذا السخاء والكرم الممتد الى  سنين عميقه من التاريخ والموغل في ثقافة اهل المنطقه حيث تذكرت الفترة التي كنت اعمل فيها في فرقة المسرح الريفي ببغداد ابان السبعينات وكنا نجوب القرى والارياف ، وكانت اهالي تلك القرى تكرمنا كلما هممنا بزيارتهم من اجل تقديم مشروع مسرحي لهم ، حيث كانوا يذبحون الخراف ويصرون على ان نشاركهم العشاء ..
نعم هكذا هم اهل البصرة الفيحاء ، وهكذا هي اجندتهم ، وثقافتهم ،  وتاريخهم ، وعاداتهم موغله بالاصالة ..
واليوم اذ استذكر هذا الكرم الفريد من نوعه افكر مليا بما ال اليه حال اهل البصرة من وجع كبير بفضل اهمال الحكومه وفساد رجالاتها المستشري لاسيما من قبل اولئك الذين اختبأواخلف عبائة الدين وارادوا ان يضحكوا على عقول السذج من الناس الغلابى ..
ولكن هيهات ان الشعب واع ، وها هو يطالب بحقوقه في تطهير البلد من الفساد والمفسدين ..
لقد امتدت شرارة التظاهرات في اغلب ارجاء مدن العراق من اقصاها الى اقصاها ، وكان للبصرة واهلها الغيارى الفضل الكبير فيها ، حيث نقطة الانطلاق ، والتوجه الى بقية المدن ..
يقينا لايتمكن احد ان ينكر ان فضل هذه التظاهرات العارمه كانت البصرة واهلها النشامى .. من رحم البصره صدحت الحناجر الغاضبة والنفوس الممتلئة حسرة من اجل التغيير والاصلاح ..
يجب ان لاننس ان اهالي البصره هم الذين بادروا الى رمي قائمقام الفاو الفاسد في براميل النفايات في خطوة واشارة  وكارت احمر لبقية الفاسدين ليفهموا الدرس والا .....
تماما هي ثورة الحليم اذا غضب ..
ليعي الجميع سوف لن يتردد ابناء العراق الغيارى من رمي الحكام الفاسدين في براميل القمامه مهما بلغوا  من الجبروت والغنى درجه وتحصنوا بالحمايات من رميهم في براميل القمامة لو استمروا في الاصرار على نهجهم المقيت ، وسوف يلعنهم التاريخ وتلعنهم الاجيال والشعوب  والى جهنم ..
ياحكام بغداد ومجالس المحافظات ومن لف لفكم استفيقوا من غفلتكم فأن رياح التغيير قادمه لامحال .. وستمتلىء براميل القمامه باجسادكم وفسادكم ونتانتكم ..

عنكاوا 30/8/2015