المحرر موضوع: حذائي .....والرمال  (زيارة 626 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل اسيت يلده خائي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 78
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
حذائي .....والرمال
« في: 15:17 04/09/2015 »

حذائي .....والرمال
تعال أيها الواقف على جثتي .أنقذها ..فلا تهمني روحي
المهم أصبحتُ بعيداً عن وطناً لم يرحمني ولا أحبني ....ذبحني
رأيت ُ الدماء تغطي ثياب أحبتي فيه
وصراع  أمي التي حاولت بقوة لتحضنني
عرفت الموج صاحب وطني الذي تخلى عني
ارتجفت يداها وأنشلت.. توقف قلبها وتلاشى جسدها بسهوله
والعذاب والقهر دمر قلبها وبكائها أنجرف معي وأوصلني حتى الرمال
لزمها صمت الموت والغربة ((وافترقنا))  نستني ببحار الاهتداء
 من حقائبنا زال عطر  منازلنا يا وطناً نطق بالحكم القاسي قدرنا
رحلت خطواتنا تاركينا فراغاً مجمداَ لن نعود للحياة وللوطن
لا تناد بالخاسر ولا خائن .بل الرابح أنقذت أشلاء جثتي
ونجوت  لبر الأمان لقيت جثتي الرحمة والحنان ورافقوني
بقلب الإنسان والإنسانية عرفت بأني على أيدي الأمان
وتدفن جثتي بخير وسلام وبتراب الغفران
ويا دافني  لا تعرف أسمي فحذائي هي لقبي  أتركها على قبري ليتعرف عليها
أهلي أصحابي من الوطن
يا بلادي لا تنادوا المهاجر بكلمة ((احمفاً))
فالحماقة مايجري لوطني أصبحى مطيعا للسرقة والخونة والظلام والدجلة
كل شيئا فيه صغير وقليل الأيمان غاب الفجر والأنوار ولا طعم للأشياء
ولا صدق لصوتنا الجبار تخلينا عنك ذاهبينا  للغربة العمياء
جثتي وحذائي رسالة من وطن منكوب ولقادتنا النائمة على وسائد من ريش النعام
والمزاد حول وطني ومزبدات بالدولارات هجمة الأوغاد
دنسوا المدارس والكنائس والجوامع تفننوا في الإيذاء
بوجوه الغدر الصفراء وهم
من قانون الحياة غرباء ....عراقنا وبلاد العرب مثخن بالجراح ولا يقوى
إلا على بعضه ودمار يقين .......لا محال خذوا  جثتي وضعه  حذائي بمتحف
الآثار لتبقى دليل على الذل والحرمان والصراع لتبقى ذكرى مع صاحبها المهان
.........................................
أعذروني لأني سميت هذه الكلمات بالحذاء وحذاء الطفل كلعبته ثمينة وغالية
له وما إن شاهدة الصورة تخيلت كم أخلصت له وبقيت بقدمه حتى النهاية
   أسيت يلده خائي