المحرر موضوع: الأتجاه المعاكس بين المسيحية لعبة الشطرنج  (زيارة 726 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عمانويل ريكاني

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 147
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأتجاه المعاكس
بين
المسيحية ولعبة الشطرنج
بقلم عمانوئيل يونان الريكاني/العراق/استراليا
العنوان أعلاه مستعار ليس من بنات خيالي مع تغيير طفيف في الصياغة لا تسعفني الذاكرة هل قرأته في كتاب أم قذفته لي أمواج المقال أو رماه على مسمعي لسان أحدهم ليس له أهمية كل هذا ما أعجبني به وشدني أليه والذي جعله مستقرا في نفسي وأحتضنه قلبي وألتصقت به روحي هو عمق الفكرة وروعة التشبيه فهي تعكس الحقيقة والواقع في قالب فيه من الروعة والجمال ولا أحسن منه.الشطرنج كما يقال هي لعبة الملوك وملكة الألعاب وهي لعبة ذهنية بأمتياز تحتاج الى ذكاء متقد وتركيز قوي وشحذ الذهن وأستنفار العقل وبدون أي جهد عضلي.
وهي تتكون من رقعة من 64 مربع أسود وأبيض غالبا يلعبها فريقان لكل منهما 16 لاعب (حجر) وكل فريق له 8 جنود(بيدق) مع قلعتين(رخ) وحصانين وفيلين ووزير(ملكة) وملك.
إن أستمرارية أو أنتهاء اللعبة مرهون ببقاء أو موت الملك فقط وإن باقي الأحجار تسير حسب القواعد المرسومة لها وهي ليس لها قيمة في ذاتها فوجودها من عدمه سيان أنها تشكل فقط درع لحماية الملك من القتل وحصن لصد أي محاولة من العدو لأغتياله فهي من كل الجهات محاطة به كحزام أمان له.
فالجميع على أتم الأستعداد للدفاع عنه مهما كان الثمن حتى لو ضحوا بأنفسهم وتم إزاحتهم من لعبة الحياة فشعارهم هو نموت كي يحيى الملك.
إن ثقافتنا العربية والأسلامية شبعانة حتى التخمة من هذه الفلسفة الهدامة فأي رئيس أو ملك أو أمير هو إله يسير على الأرض فالطاعة العمياء له واجبة وإلا الموت الزؤام وأي محاولة لأسقاط نظامه سينهض شمشون الجبار النائم في قمقمه ليدوي بصرخته قائلا علي وعلى أعدائي ليدمر البلد ويحرق الأخضر واليابس لأنه يتخيل أنه والوطن وجهان لعملة واحدة لا يمكن زوال أحدهم دون الأخر ما يجري في العراق وسوريا وغيرها خير دليل على ما نقول.
إن ملك الشطرنج هو التؤام الروحي لإله داعش لا بل أنه المرايا التي يرى فيها أحدهم نفسه فالأثنان فصيلة دمهما واحدة وهي النرجسية في أعلى تجلياتها وهو إله ضعيف يحتاج دوما الى من يدافع عنه كما الطفل بحاجة دائمة الى حماية أمه لذلك يعشق الجهاد حتى النخاع لأنه البخاخ الذي يفتح مسامات قلبه ليتنفس الصعداء.وفي مسند أحمد كتاب فضل الجهاد سؤال محمد أي أفضل الجهاد؟2569 "21" حدثنا وكيع عن أبي سفيان عن جابر قالوا يا رسول الله أي الجهاد أفضل ؟قال من عقر جواده وأهريق دمه.
وهو لن ترتاح نفسه إلا عندما يتعطر بالدماء المسفوكة ويتقهقه بالرؤوس المقطعة ويشم عبير الأشلاء المتناثرة أنها رائحة سرور له.
وفي الحديث "من مات ولم يغزو ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق"رواه مسلم.
إن مبدأ سارتر "الأخرون هم الجحيم"هو القاسم المشترك بين ملك الشطرنج وإله داعش فالأول من على رقعة الشطرنج يريد القضاء على منافسه والثاني يريد الأخر المختلف إزالته من الوجود "لا يجتمع دينان في جزيرة العرب "ومبدأهما واحد من ليس معنا فهو علينا.
"قاتلوهم سيعذبهم الله بأيديكم (أي بالقتل)ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين"سورة التوبة أية 14.
أما بين المسيحية وبين لعبة الشطرنج ألبون شاسع وهوه لا يمكن عبورها لأنهما أتجاهان متعاكسان هيهات أن يلتقيا.
ففي المسيحية "الله محبة" أي حياته الثالوثية التي يريدنا أن نشاركه فيها من منطلق حنانه الأبوي كلها عطاء متبادل وحب لا ينضب وحبه خالص لا تمليك فيه وخالي من كولسترول النرجسية والأنانية وحب الذات السلبي التي هي من سمات ملك الشطرنج وليس إلهنا بعيد في سمائه لا يبالي بنا ولا هو قابع في عليائه غير مكترث لنا لا بل أنه أقرب ألينا من حبل الوريد ولا يحتاج أن ندفع له فاتورة القرابين البشرية كي نستجدي رضاه بل العكس هو الصحيح بدافع حبه الألهي الغير محدود قرر أن يتجسد ويعيش في وسطنا ليشاركنا حياتنا حلوها ومرها ما عدا الخطيئة لخلاص نفوسنا "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل أبنه الوحيد حتى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية"يو16:3  لقد نلنا مجانا البنوة الألهية بالنعمة ما هو المسيح بالطبيعة وهل يوجد تكريم أكثر من هذا.إن الله في المسيحية هو الذي يضحي بنفسه (أبنه)من أجل البشر وليس العكس كما في شريعة الشطرنج الظالمة فكل شخص له قيمة مطلقة لديه لا تقدر بثمن "أما أنتم فحتى شعور رؤوسكم محصاة "متى 30:10 وإن الله على مسافة واحدة من الجميع لا تغير موقفه أنتمائاتهم المختلفة فالأب الحقيقي لا يفرق بين أولاده"فأنه يشرق شمسه على الأشرار والصالحين ويمطر على الأبرار والظالمين"متى 45:5 .لا يوجد في شريعة الله أعداء وكفار ينبغي التلذذ بنشوة أبادتهم وسحقهم أنها نفايات فكرية وأخلاقية "فالأخرون هم النعيم" حسب تعبير القديس أوغسطين "أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله ساكن فيكم ..فالذي يفسد هيكل الله سيفسده الله لأن هيكل الله مقدس ..الذي أنتم هو"1كو17:3 إن أمراض الأنسان والمجتمع والحضارة برمتها بدون المحبة المسيحية (أجابي) كل محاولة لعلاجها تعتبر ناقصة وغير مجدية فأن لم نحب بعضنا بعضا على غرار حب المسيح الذي اهدانا أياه من على الصليب أي فيه يكن الحب الأفقي صورة من الحب العمودي فباطل يتعب البناؤون لأن المحبة دستور الحياة ففي 1كورنثوس13 "المحبة تتأنى وترفق المحبة لا تحسد المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ ولا تقبح ولا تطلب ما لنفسها ولا تحتد ولا تظن السوء ولا تفرح بالأثم بل تفرح بالحق وتحتمل كل شيء وتصدق كل شيء وترجو كل شيء وتصبر على كل شيء المحبة لا تسقط ابدا".
إن فلسفة الحياة على رقعة الشطرنج والتي فيها يكون الجميع عبيد في خدمة الملك الطاغية أسوء نموذج وأتعس مثال أنجبه الفكر البشري القاصر لأنها تدمر أنسانية الأنسان بعد أن تقتل صورة الله فيه بعد أن تجعله وسيلة لا غاية في ذاته من أجل تغذية كبرياء الغير .إن المسيح له المجد قد جاء كما قال لتكون لنا حياة ويكون لنا أوفر فهوقال جئت لأخدم لا لأخدم كما قيل في الأمثال "كبير القوم خادمهم" لا يمكن أن نهضم تعاليمه جيدا ونتفاعل مع نعمته المجانية وإلا أختنقنا بعظام الأنانية إن لم ندع ملك الشطرنج الذي يعيش في داخل كل منا أن يرفع الراية البيضاء ويعلن أستسلامه منكس الرأس أمام ملك الملوك ورب الأرباب.