الاخ حامد العيساوي مع التحية
بطرس نباتي لم أشأ الرد على مداخلة الاخ نامق على مقال الاخ أنطوان صنا حول بناء مسجد في منطقة سترلنك هايتس في ولاية مشيغان (الذي يقول بانه كان في بغداد وهاجر مؤخراً مع عائلته الى أمريكا لكون هذا الامر الهجرة مفروضة على أبناء شعبنا ) رغم ما وجدت في مداخلته من موقف انبطاحي معروف لدى العديد من أبناء شعبي للأسف بحجة انهم يريدون ان يكونوا متسامحين الى حدود تقترب من القداسة المطلقة والتي بسببها خسر اجدادنا القدامى وجودهم وارضهم ورضوا ان تحتل بلدانهم تحت راية التسامح ، وغالبا ما تعجبكم مثل هذه المواقف وتصفونها بالمتسامحة والمرنة والعصرية وتصفون غيرها بالمتشنجة والحاقدة وغيرها. وهذا يتبع حال الواقعة والموقف منها سواء كان في صالح المتلقي او في غير ذلك .
اخي حامد انت اليوم تدعوا جالياتنا ان يكونوا اكثر تسامحا وان لا يردوا على القزويني لانه نطق بالحق مشبها الكلدان بداعش (حسب ما نقله الاخ أنطوان ) أهذه لغة المحبة حسب رأيك ؟ داعش الذي هجر وانتهك الأعراض وسلب كلدان العراق هؤلاء الحثالة ييتم تشبيههم بالكلدان
أليس ذلك بجريمة بحقهم ؟
هل سالت نفسك لما دفع بالاف المسيحيين العراقيين لترك بلدهم وتهجيرهم قسرا الى بلدان الغرب؟ ، ليس قصدي من هجر منهم من الموصل وسهل نينوى لأنك ستقول لي هؤلاء هجروا بسبب داعش والوهابية وغيرها من الحركات السلفية ، لنأخذ مثلا ، لقد كان العراق كله قبل الغزو الاسلامي مسيحيا انظر الان ماذا يحدث فيه تحت ظل حكم شيعي بامتياز .
حسب ما تفضلت به في ردّك الثاني انه ليس هناك حاجة ملحة لبناء مثل هذا الجامع لوجود جامع اخر في نفس المنطقة وهو يخلوا من المصلين وليحول ثمن البناء الى مقاتلي الحشد الشعبي وانا أتمنى معك ان يحدث هذا الامر لأنهم هم من يستحقون كل الدعم وليس امر اخر وإني أقف احتراما لك ولكلماتك المعبرة ولكني أودّ ان تتذكر معي او نتذاكر بعض المواقف.
برطلة كانت جميعها مسيحية منذ ان اطلق عليها هذا الاسم والذي يعني (امام الظل) وهي كلمة آرامية بفضل الحكم العراقي والأحزاب الشيعية رفرفت فوق دورها الاعلام السوداء ولم تمر سنة او سنتين منذ ان بدا فيها التغير الديموغرافي حتى ازدادت نسبة المسلمين على سكانها الأصليين من المسيحيين ثم بداوا بتاسيس مساجد وحسينيات بحجة الصلاة والعبادة في الظاهر بينما باطنها كان غير ذلك هذا ما حدث فيها قبل احتلالها المشؤم لداعش.
وكادت ان تحدث فتنة وصراع مسلح بين الشبك والمسيحيين في عام 2012 في عيد ميلاد المسيح وفي العاشوراء فيها لولا تداركها من بعض الخيرين وخاصة من قبل رجال الدين المسيحيين .
لما تحدثنا اليوم وتطلب من جاليتنا ان يكونوا اكثر تسامحا؟ لما لا تطلب من حكومة العراق ان تحافظ على المسيحيين العراقيين لما لا تسال الشيعة في بغداد من قام يا ترى بالاستيلاء على ممتلكات المسيحيين في الجنوب والوسط ودفعهم الى ترك الوطن والهجرة مرغمين.
أيها الاخ.. الكلدان وجميع المسيحيين متسامحين لحد لا يتصوره العقل وفي جميع مراحل حياتهم سواء في الوطن او في المهجر ولكن. من هو الامسامح وإلا انساني ؟ هو الغاصب هو الذي نغص عليهم حياتهم وهو الذي دفعهم للهجرة بعد ان استولى قسرا على ممتلكاتهم ام هم كضحية التي تتلذذ بجلاديها فتسامحهم مرة تلو المرة وكلما ارادت ان تنتفض يطلب منها ان تسامح .
هلا تتصور معي المسيحيين كانوا منذ الازل اصحاب الوطن وهم السكان الأصليين في وطنهم ،عندما قدمت الأقوام الاخرى الغازية أرسلت جيوشها. الى أراضيهم لنتصور جيش قادم من عمق الصحاري أرهقه المسير ولا يزيد تعداده عن تعداد سكان أية قرية مسيحية في في أقصى بلاد النهرين في ذلك الزمان .كيف يستطيع هذا الجيش من احتلال كل هذه الاراضي بزمن قياسي ؟
كان آباؤنا وأجدادنا متسامحين حتى مع اعداءهم يطبقون قول المسيح لا تقاوم الشرير ومن صفعك على خَدَّك اليمين در له الاخر ومن سخرك ان تسير معه ميلا سر معه ميلين وغيرها من أقوال وآيات التسامح وهكذا قد تسامحوا وتسامحوا وتسابقوا على التسامح حتى عندما كانوا يقتلون ويذبحون بالسيف كانوا يتسامحون ويسامحون قتلتهم وأعداءهم ، وكانوا يتصورون بأنهم و ان قتلوا فانهم شهداء يسبحون مع المسيح في ملكوته السماوي.
تصور اخي صوروا لهم رؤساءهم بان هناك سلالم مرفوعة الى السماء وعندما يعرضون أنفسهم للقتل على يد الفرس او غيرهم من الغزاة فهم يتسلقونها فصدقوا ذلك لان هذه هي وصية فاديهم ومخلصهم يسوع المسيح لذلك جاءوا بالالاف ليعرضوا رقابهم للذبح للغازي سواء الفارسي او العربي او العثماني .
هكذا استطاع الغزاة ان يسلبوا منهم مدنهم وأديرتهم ويدمروا كناءسهم وحضاءرهم وظلوا يتسامحون في الوطن الى ان غادر من غادر وهاجر من هاجر .
اليوم تطلب منهم ان يكونوا اكثر تسامحا وتقول ان الذي وصفهم بداعش نطق بالحق ،بينما تصف خطاب الاخ صنا بانه خطاب متشدد مشبها خطابه بداعش .
لقد رأيت في ردّك الثاني ما يؤكد بأنك من المتنورين وربما اشترك معك في العديد مما أوردته وخاصة تفوق قدسية الانسان ككاءن حي على بقية ما الجوامد والأمكنة التي يعتبرها الانسان مقدسة. ولكنها مجرد مكان. وجد أصلا من احل الانسان لا اكثر لذلك كان لزاما ان تنصح الجميع بالابتعاد عن كل ما يعكر الأجواء بينهم وان تدعوا الطرفين الى الحوار الاخوي كما دعا مطران فرنسيس قلابات مشكورا رغم تحفضنا على بعض ما جاء في نداءه .
على كل حال الدولة التي تعيشون في كنفها لها قوانينها ومصالحها وقرار اجازة البناء او رفضه سيصدر من إرادة قانونية ، فَلَو كنّا في العراق اخي العزيز كان مثل هذا الامر يفرض فرضا رغم معارضة الأكثرية لكون الدستور والقوانين بنيت على دين الدولة الرسمي وتقبل تحيتي