المحرر موضوع: علماء اثار المان يكتشفون مدينة آشورية في اقليم كردستان إمتازت بـ"قصورها العظيمة"  (زيارة 2881 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ilbron

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 6863
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
المدى برس / بغداد

اعلن علماء المان، اليوم الخميس، العثور على مدينة اثرية تابعة للامبراطورية الاشورية في اقليم كردستان، مؤكدين ان المدينة تعود الى فترة العصر الحجري وازدهرت قبل 2900 سنة قبل الميلاد، مشيرين الى إنها "إمتازت بقصورها العظيمة". 

وقال عالم الاثار الالماني شينزيا بابي من جامعة ليبزنغ في المانيا في حديث نقلته صحيفة كرستيان ساينز مونيتر الامريكية وإطلعت عليه (المدى برس)، إن "هذه المدينة المكتشفة وتدعى (ايدو)، عثر عليها مدفونة تحت هضية، وإزدهرت قبل 3،300 و 2،900 سنة مضت وكانت مع بداية هذه الفترة تحت سيطرة الامبراطورية الاشورية واتخذت كمنطقة ادارية للاراضي المحيطة بها"، مبينا ان "المدينة حصلت على استقلالها واصبحت مركزا لمملكة مع بداية ضعف الامبراطورية الاشورية واستمر استقلالها لمدة 140 عاما الى أن إحتلها الاشوريون مرة اخرى".

وأضاف بابي أن "الاعمال الفنية المكتشفة في الموقع مع الرقم الحجرية المسمارية تشير الى لمحات عن القصور العظيمة التي كانت عامرة بها هذه المدينة التاريخية، مبينا  أن "أحدى الرقم التي تمت ترجمتها تشير الى أن أحد حكام المدينة التي أستقلت عن الامبراطورية ويدعى بائيلانو ادعى بان قصره هو اعظم من قصور اسلافة واجداده".

وبيّن عالم الاثار بابي أن "تنقيبات أثرية قليلة جدا قد اجريت في منطقة كردستان قبل العام 2008، في الوقت الذي كان الاثاريون يركزون في تنقيباتهم ضمن المواقع الاثرية في جنوب العراق في مواقع مثل اور وأروك".

واشارت الصحيفة الامريكية الى أن "خلال مسح للمنطقة خلال العام 2008 إستطاع الباحثون تحديد اسم الموقع التاريخي، اذ جلب لهم احد سكان القرية رقعة رقمية مثبت عليها اسم المدينة القديم واجريت التنقيبات خلال عامي 2010 و2011 وثبت الفريق الاثاري إكتشافاته في تقرير ضمن اخر طبعة لصحيفة اناتوليكا Anatolica المختصة بالدراسات الشرقية".

وبينت الصحيفة الامريكية أن "الرقم المسمارية والاعمال الفنية تكشف طبيعة القصور التي ازدهرت في المدينة عبر التاريخ الممتد لالاف السنين وتعتبر أطلالها المكتشفة، الواقعة في وادي على السفح الشمالي من نهر الزاب الصغير، كجزء من هضبة تشكلت من الاستيطان البشري والتي تدعى بمنطقة التل وتقع على ارتفاع 32 قدم فوق سطح السهل المحيط بها".

ولفتت الصحيفة ان تاريخ بقايا هذه المدينة يرجع الى العصر الحجري عندما ظهرت اول ابتكارات الزراعة في الشرق الاوسط والتي يقبع على موقعها الان قرية تسمى قلعة ساتوSatu Qala على قمة التل".

يذكر أن الآثار الموجودة في اقليم كردستان تمتد إلى حضارات عمرها آلاف السنين، إلا أن جزءاً كبيراً من المواقع الأثرية لم يجر التنقيب فيها بعد، ويعود الفضل في ما عثر عليه من آثار حتى الآن إلى عمليات تنقيب محدودة جرت في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي من قبل فرق تنقيب أجنبية وعراقية.

وتعرضت الاثار العراقية لأوسع عملية نهب في العام 2003، ما أدى إلى اختفاء آلاف القطع التي لا تقدر بثمن من المتحف الوطني بالعاصمة بغداد ومن مواقع أخرى في أنحاء البلاد، واستعاد العراق مطلع 2010 نحو 1046 قطعة أثرية من الولايات المتحدة الأميركية كانت ضمن قطع كثيرة هربت في أوقات مختلفة، وتم بيع اسطوانات تعود للحضارة السومرية في مزاد (كريستي) العلني في مدينة نيويورك بعد أن سرقت في أعقاب حرب الخليج الأولى عام 1991، كما أن عمليات سرقة الآثار ما تزال قائمة لا سيما في المناطق النائية التي تكثر فيها التلال الأثرية وتفتقر إلى الحماية الأمنية.