المحرر موضوع: ذكرى ماساة صورية...والفلم ينتظر بملل  (زيارة 940 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سعيد شامايا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 125
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
                  ذكرى ماساة صورية تهزنا...والفلم ينتظرإنتاجه بملل

وأنا أقرأ عن الذكرى الاليمة لقرية صورية يحيّي ماساتها الاليمة إخوة غيارى واعلاميون يعبرون عن مظلومية شعبنا حيثما تغيرت ألاسماء والالوان والطوائف لحكام العراق الذي بات صورية واسعة تشمل كل شبر وكل قرية ومدينة فيه ، فصورية التي كان يسكنها بالفة ابناء شعبنا وأخوانهم الكورد ، قرية آمنة بابنائها المسالمين أبت دكتاتورية البعث الا ان تجعل من سلامها وهدوئها كارثة بمجزرة  نفذها مجنون ارضاء لسيده الدكتاتورأودت بحياة العشرات من أبنائها وبمثلهم جرحى .
لقد عشت الجريمة النكراء وأنا اُصغي لعائلة صديقة طيبة كان بعض أفرادها من الضحايا ، والمرأة الطيبة(اُم سرمد) تصف المجزرة وما جرى لامها وأختها الشهيدتين ولاخيها الطفل الجريح  تحمله شقيقته وهي المصابة بجرح ينزف تقصد به أقرب مركز صحي لكنها فقدت حياتها ثمنا لانقاذ أخيها ، وصوت الشابة المصابة و المتألمة يهز السهول والوديان وجبال كوردستان تنشد لامها التي غادرتها وهي تلفظ أنفاسها الاخيرة في بستان الثوم مسرح المجزرة . كانت الجارة الطيبة تجسد مأستها لتجعل الالم والغضب يهز المصغين ، لقد هزتني الرواية مندفعا  أن أوثقها كقصة اليمة ، لكنني وجدت الافضل أن تكون صرخة تهز ضمير الانسانية والرأي العام العالمي إضافة الى الكوردي والعراقي ، فاعدت صياغتها فلما يتناول عدة جوانب اضافة على التجربة المرة ، أنجزت النص في 2006_2007 ، وأكدت على تعايش أبناء شعبنا مع الاخرين بإختلاف دينهم وقوميتهم ولغتهم إن توفرت رعاية عادلة تسعى الى إذابة تلك الفوارق ، كما حركتني مغبونية شعبنا (السورايا) رغم مزاياه من اخلاص في الواجب ومسالم بتواضع مهما نال من شهرة ، والمبادر دوما في منح التضحية دون مكافأة او ثمن ، ومحاولة تهميشه وإنكار دوره إن أبدع او قدم عملا متميزا بعيدا عن نيل موقعه. والنص واسع بعد وصف دقبق لقدوم الجيش وتنفيذ المجزرة ، ايضا يتضمن الحياة الاحتماعية الاليفة بين الشعبين وأمثلة لمناسبات الافراح والاحزان مع الركون الى الموروث الشعبي بالسريانية المحكية والكوردية البادينانية والعربية ، أُعجب به من قرأه وأكد اننا بحاجة الى مثل هذه التجارب التي تقربنا من بعضنا ، كما أن المأساة كانت ثمنا لمشاركة الشباب في الثورة من طرفي  ابناء القرية البريئة من التفجير .
ساعدني الشاب الفنان سرمد اسحق ابن الراوية في توفير بعض المعلومات من واقع القرية وما جرى وعن شخصياتها وكانت له ملاحظات مفيدة وهذا ما وفر القناعة بضرورة إنتاج النص سينمائيا ، لكن الظروف ساءت والاوضاع تعقدت ليبفى النص ينتظر ملولا متى تنجلي السحابة السوداء عن أجواء العراق وعن اقليم كوردستان  لينال كل مستحق من الاعمال الجيدة حقه في الميلاد .
                                                                        سعيد شامايا