هل نترك الوطن للحكام والسياسيين الفاشلين والفاسدين ؟ لطيف نعمان
بين حين واخر اعتدنا على مواجهات ازمات غريبه ومزعجه في اقليم كوردستان اقل مايمكن ان يقال عنها انها مفتعله وتتأرج بين السياسه والاقتصاد ، والتخطيط والبرمجه غير السليمين على كافة الاصعده ، ولعل ابرز تلك الازمات هي أزمة الوقود بأنواعه :- البنزين ، وغاز الطبخ ، والغاز السائل ، ونفط التدفأه (الكيروسين)..
ففي هذا العام حدثت مرتين ازمة غاز الطبخ والغاز السائل .. مره قبل عدة اشهر ، واخرى الان التي وصل فيها سعر قنينة الغاز في السوق السوداء مابين 15 - 20 الف دينار ، يأتي ذلك بعد ان تم رفع سعر القنينه الرسمي من 6000 دينار الى 7500 دينار ..
ومن ينسى الازمه السخيفه المفتعله لوقود السيارات (البنزين) التي حصلت في العام الماضي ؟؟..
عندما اضطررنا الى المبيت حتى الصباح في طوابير طويله امام محطات تعبة الوقود ولمسافات طويله وصلت احيانا الى اكثر من 3000 متر ..
وتبين فيما بعد ان العبرة من تلك الازمة المفتعله هي لغرض زيادة لتر بنزين السيارات من 500 دينار الى 1000 دينار على رأي المثل الشائع (نراويكم الموت حتى ترضون بالصخونه)، واستمر الحال كما هو لأشهر طويله في وقت كان يباع نفس الوقود لدول الجوار بأقل من نصف المبلغ !!! اية مهزلة هذه ؟.. الحكومه تبيع الوقود لرعاياها ضعف ماتبيعه وتصدره للخارج ..
وظلت الحكومه والمعنيين في برلمانها يتماطلون ويسوّفون ويؤجلون بأستمرار موضوع اعادة النظر في سعر البنزين برغم الضغوطات الشعبيه من قبل الشعب عليهم .. ولم تؤتي الضغوطات ثمارها الا بشكل متأخر وبنسبة متواضعه حيث ارغمت (بضم الالف) حكومة الاقليم بجعل لتر البنزين ب 700 دينار ، بينما في المركز هو بمبلغ 450 دينار فقط !!..
لم نكتفي بهذه الامور بل ان الامر منها بكثير هي ازمة الخدمات التي تتلخص بالكهرباء والماء ، ورفع اسعار كارتات الموبايلات ، وما الى ذلك ..
لا أصدق البته أن حكومة كوردستان تعجز ان توفر الكهرباء والخدمات لشعبها ، لكن افتعال هذه الازمات غايتها سياسيه واضحه لاتقبل اي التباس ..
لا اخفي على احد ان هذه المهازل تذكرني بمهازل البعث في مسرحياته الخمسه المعروفه والتي الخصها بالاتي :-
1) مسرحية عدنان القيسي ..
2) مسرحية ابو الطبر ..
3) مسرحية الحنطه المسمومه ..
4) مسرحية ملح باليود ..
5) واخيرا مسرحية الحمله الايمانيه التي لايزال صدام يجني ثمارها برغم رحيله نتيجة تحجيب المرأه وتحجيم حريتها وأسلمة كل الامور في محاربة الثقافه والفن وتداول الخمور وغيرها الكثير ..
ترى هل تريد حكومة كوردستان ان تقلد حكم البعث ؟؟!!
يأتي كل هذا في وقت تعاني فيه الشريحه الاكبر من الشعب وهم (منتسبي الحكومه) العمال والموظفين من تأخر صرف رواتبهم لعدة اشهر ، وقد ابتكرت الحكومه تقويما جديدا في صرف الرواتب الشهريه حيث جعلت فيه من الشهر 45 يوما !!..
ترى الى متى هذه المهازل التي دفعت بمئات الالاف من العوائل بالهجره والبقيه تفكر بذلك في المدى القريب ؟؟
هل نترك الوطن للحكام والسياسيين الفاشلين والفاسدين ؟.. متى يصحوا من غفلتهم ويلتصقوا بالشعب ويعملوا من اجله ؟؟
يأتي كل هذا وكلا الحكومتين في المركز وكوردستان لم تألوان جهدا في التوافق السياسي والاقتصادي بينهما ، فمنذ السقوط ولغاية الساعه تختلف حكومة المركز مع حكومة الاقليم وكلاهما يوجهان التهم الى بعضهما البعض بأنه المسبب في عرقلة التوصل الى اتفاق حقيقي ..
اما الشعب فهو بات يدرك تماما ماهو جوهر الخلاف الحقيقي بينهما ، واين تكمن اللعبه ، ولكن اقل مانستطيع ان نقوله ان كليهما غير ابهان بمصير الشعب وما يعانيه من حيف وغبن مستمرين ولسنين طويله نتيجة صراعهما وخلافاتهما المستديمه ..
فلو كانت هناك صدق في النوايا والتصاق بمصير الشعب ومعاناته لأبدى كلا الطرفين بعض المرونه للتوصل الى حل يرضي كافة الاطراف ، ويسير البلد الى بر التقدم والامان والشعب يزداد ثقة بالحكومه ويلتصق بها ..اما ان يكون العكس ستكون النتائج ايضا عكس ذلك لامحال ..
على الحكومتين ان يعيدوا حساباتهم ويمعنوا النظر بمصير الشعب قبل فوات الاوان ، والا هم الخاسرون وسيقول الشعب كلمته ويفعل فعله وعليهم ان يتذكروا ان المظاهرات التي بدأت في البصره امتدت لتشمل كل مدن العراق وفي طريقها للتوسع والتمدد طالما هناك ظلم بحق الشعب ..
18/9/2015