المحرر موضوع: المتشائم والمتشائل* والمتفائل باﻹصلاح  (زيارة 557 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل الدكتور علي الخالدي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 486
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
المتشائم  والمتشائل* والمتفائل باﻹصلاح

 
دكتور/ على الخالدي
 ،لقد كشفت المظاهرات المطالبة باﻹصلاح ، عن حقيقة موقف البعض من المسؤوليين ومؤيديهم من اﻹصلاح ، فمنهم من يتشائم لمجرد ذكره ، لدرايتهم بأنه سيضرب مصالحهم و مصالح أحزابهم وكتلهم ، القائمة على موقع القرار ، و خصوصا من حملة الجنسية المزدوجة الذين جيء بجلهم من الدول الرأسمالية . حاملين أجندات تتقاطع مع اﻷهداف الوطنية لجماهير شعبنا ، وبعيدة عن الرشد وطتنيا وسياسيا . تجد فيها تسلكات الغطرسة والتعالي البرجوازي ، فحصروا أنفسهم في المنطقة الخضراء التي لا تدوسها أقدام عامة الناس ، ليكونو بعيدين عنهم ، سيما وأن أغلبهم لم يشاطروا الشعب معاناته ومآسيه التي صنعتها حقبة العهود السابقة .

بحكم تنصيبهم في مواقع القرار اﻹداري واﻷمني في حكومات ما بعد السقوط ولمدة 13 عاما . أتيحت لهم فرصة نهب المال العام وإستغلال السحت الحرام ، فأغرقوا مؤسسات الدولة بالفساد ، بفذلكة نصرة هذه  الطائفة وتلك ، وبلفوا الجماهير الفقيرة ،وهيجوا مشاعرهم  ببرهجة المناسبات المذهبية والقومية ، تطبيقا لسياسة فرق تسد ، التي ربطوها بأجندات دول قريبة وبعيدة طامعة بثروات بلادنا . ،وقفت وراء عدم  مسهم موروثات الدكتاتورية بإصلاح ما خربه الصنم على الصعيد المجتمعي اﻷقتصادي والسياسي ، الذي وعدوا به الشعب ، بينما واصلوا ( المتشائمون من اﻹصلاح ) تحويل ما نهب من المال العام ،الى بنوك أوطانهم الثانية ، وعملوا على كل ما من شأنه عرقلة أي إصلاح يصب في صالح الشعب ، تواصلا مع أفعالهم التي أدت الى حرف العملية السياسية عن مسارها الصحيح ، بحد سكاكينهم فذبحوها وهي في المهد   

أما المتشائلون* فقد كثر تواجدهم بعد إسقاط الصنم بين صفوف اﻷحزاب اﻹسلامية وميليشلتها . حيث  شكلوا وسطا رخوا ،تَقَبل أجندات القادة االمتشائمون من اﻹصلاحات في ﻷحزاب اﻹسلامية ممن لبس عباءة المذهب والطائفية ، وبدأوا بحقن المتشائلين بمباديء وأطيعوا أولي اﻷمر ، وأنصر أخاك ظالما أو مظلوما ، محولينهم الى حماعات هامشية سلبية بعض الشيء ، على غرار أنا شعليه مرتبي يأتيني ، وأنفذ أوامر لست مسؤولا عن إصدارها . كما ان حذاقة المتشائمين في التلون ، وكيل الوعود البراقة ، أقنعت أعداد غفيرة من المتشائلين بمنحهم أﻷصوات التي أوصلتهم لقبة البرلمان وإلى مواقع القرار في الدوائر اﻹدارية واﻷمنية ، مشكلة ضمانة تواصل مرتب ثابت لكل متشائل إرتبط إقتصاديا وسياسيا بهم ، أو  بميليشياتهم الوقحة ، لهذا إعتبروا اﻹصلاحات التي نادى بها رئيس الوزراء ، بأنها إجراءات ترقيعية ، لمعالجة تقشف الحكومة في المسائل المنظورة ، وترك غير المنظور منها سائب دون معالجة ، ليبقى بحوزة ، المتنفذين من رؤساء الكتل واﻷحزاب 

أما القسم الثالث الذي يشكل فئة المتفائلين بالحياة الحرة الكريمة ، هم من قارع الدكتاتورية في الداخل ، وأختلطت دماء الآلاف منهم ، في أهوار ومدن وجبال وسهول العراق ، من أجل الحياة الحرة الكريمة . شهدت على ذلك المقابر الجماعية التي أكتشفت في أنحاء العراق ، و هؤلا يشكلون عروق المجتمع العراقي ، المغروسة عميقا في تربته . ولكونهم مشبعون بروح اﻹنتماء الوطني ، والفضيلة ، أو كما يقال نوقشت على جبهاهم ، ( المكتوب علا الجبين لا زم تشوفه العين ) إستمروا بمواصلة المساعي وبنفس الروح والحيوية التي قارعوا بها الدكتاتورية ، بالتظاهر من أجل جعل اﻷنتفاض ضد الفساد والفشل قضية وطنية تهم الجميع حتى يتحقق اﻹصلاح المنشود ، وبناء دولة القانون ، والعدالة اﻹجتماعية ، التي كان شعبنا يهدف لتحقيقها بعد إسقاط  الصنم ، وتنقية أجواء العراق من روائحه الكرية ، لا زيادتها روائح أكثر نتاهتاً ، أزكمت  اﻷنوف في الداخل والخارج  ،  يتحريك أدواتهم على غرار ما حدث لمظاهرات 2011 للقيام  بالتصدي للمتظاهرين وإختطاف النشيطين منهم مستغلين أيام العيد ، وتأجيل التظاهر لمعاودته بزخم أعلى بعده ، وهم لم يدركوا  بعد ، أن هكذا قرار جاء تلبيتاً لنداء العقل والحكمة  ،التي اريد بها إتاحة الفرصة أمام العوائل للإحتفال بالعيد ، وهذا مبعث أمل على أن التصميم على مواصلة السير في طريق الاعودة وصولا الى اﻹصلاح الحقيقي على أرض الواقع ، بإبعاد المتشائمين (معادي اﻹصلاح ) من مواقع القرار ومحاسبتهم على اساس من أين لك هذا ، حتى ينطلق العراق نحو إحتلال مواقعه في الصفوف اﻷمامية
  *
المتسائل لا هو متفائل ولا متشائم أول من إستعملها الكاتب الفلسطيني أميل حبيبي ، ووجدتها تعبير حي