رحلـــة الصـــوم
[/color]
الأب أندراوس حبـش[/color]
يرتبط الصوم الكبير ارتباطاً وثيقاً بشخص المسيح يسوع وبعطية الروح القدس فقد صام ليحضّر نفسه لرسالته وعاش خبرة العبرانيين في صحراء سيناء.
إن الصوم زمن نواجه فيه أنفسنا بصراحة وصدق في استعداد تام للسير على خطى المعلم يسوع على طريق الطاعة التامة لله، فيه نختبر مدى انفتاحنا واستسلامنا لفعل الروح القدس فينا، زمن خصصته الكنيسة لنا لنتوب (نغيّر) من طرقنا ونعدل سبلنا ونربي نوايانا ومشاعرنا لتكون مثلما يريدها إلهنا: رحمة وحنان للناس، نفتح أيدينا لنقبل النعمة والبركة، فنحتاج للتيقظ والشجاعة والثبات فيلتهب شوقنا لله ويتزايد فلا نتكاسل ولا نضعف أمام إغراءات المجرب.
فنريد في الصوم أن نحارب كل ما يمنع ويقاوم فعل الروح وأن نفهم مواقفنا المتصلبة والتهاون واللامبالاة التي تعيق فعل الروح ونقف شاخصين أنظارنا إلى الله لينير بكلمته ظلمتنا الداخلية.
نصوم عن الكلام الباطل والنميمة والكذب والترفع والتعالي على الآخرين، عن الافتخار الباطل وطلب المجد فنتواضع في حضرة إلهنا في احترام للإنسان صورته ومثاله، نريد صوماً عن شهواتنا واهوائنا ويساعدنا لأن نقترب اكثر فاكثر إلى الله، زمن العودة إلى الله عودة مفرحة لا عبوسة نختبر فرحة السلام مع الله السلام مع اخوتنا. أخيراً صومنا لا يرتبط بتكفير ولا بقصاص ولا يمارس بتقطيب الحاجبين أو البكاء والنحيب بل هو سماع، عمل، وتأمل والصلاة من خلال كلمة الله ووسيلة لاستدعاء الروح وكسر خبزنا للجياع وقبول الآخر في حياتنا رحلة نحو القيامــة ولقاء القائم من بين الأمـــوات.[/b][/font][/size]
