المحرر موضوع: فتاة من سهل نينوى تبحث عن تحقيق حلمها فجازفت بالعبور بحرا بقارب مطاطي لتصل الى ألمانيا  (زيارة 6259 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بهنام شابا شمني

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 502
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
فتاة من سهل نينوى تبحث عن تحقيق حلمها
 فجازفت بالعبور بحرا بقارب مطاطي لتصل الى ألمانيا



لحظة الوصول الى شاطيء الجزيرة اليونانية

عنكاوا كوم / خاص
بهنام شابا شمني


بالرغم من كل القصص المأساوية التي تناولتها وسائل الاعلام او عن طريق الاشخاص الذين خاضوا التجربة عن الهجرة غير الشرعية عبر البحر الى اوربا حتى باتت تسمى برحلة الى الموت . الا ان وتيرتها لا زالت مستمرة ووفود المهاجرين غير الشرعيين لا زالت تصل الى سواحل الجزر اليونانية من تركيا ووجهتهم ألمانيا .
 تُرى ما الذي يدفع بهؤلاء الناس الى المخاطرة بانفسهم حتى تصل الى درجة فقدانهم لحياتهم بسبب الغرق في مياه البحر ، بل حتى انهم يضعون ذلك الامر ضمن احتمال حدوثه .
( دانييلا ) فتاة في مقتبل العمر من سهل نينوى طالبة في كلية الهندسة المرحلة الثانية لم يمضي على وصولها وشقيقها الصغير الى المانيا الاسبوعين من الزمان وقد اتخذت طريق البحر في هجرتها .
تقول : كنت مدركة لكل ذلك ، وصورة الطفل الذي عُثر عليه في تركيا ميتا وقد جرفته المياه الى ساحل البحر لم تفارق خيالي وهكذا عشرات القصص التي كنت اسمعها عن غرق كثيرين ، الا ان كل ذلك لم يمنعني من اتخاذ قرار الهجرة .

اسباب الهجرة
لقد فقدت الامل في تحقيق احلامي واكمال دراستي بعد الذي حصل لنا بسبب التهجير ، لقد تأخر قبول استضافتي في جامعة صلاح الدين في اربيل ، ومما زاد الطين بلّة ، اختلاف في المناهج بين جامعة الموصل واربيل مما جعل ان تضاف اربعة مواد اخرى الى المواد المقررة لهذه السنة هذا بالاضافة الى ان التدريس هو باللغة الكوردية التي لا أجيدها ، اضف الى ذلك عدم الاستقرار في سكن واحد فالتنقل ما بين الخيم والقاعات وغرف الفنادق المكتظة التي اختيرت لتحوينا كمهجرين حتى استقر بنا الامر في دار نسكنها مع ثلاث عوائل اخرى في مجمع للنازحين ، ورغم كل ذلك حاولت ان اتأقلم مع الوضع لكن دون جدوى فكان مصيري الفشل .
لقد اصبحت نظرتي الى الحياة في العراق سوداوية ، فالامان مفقود والاحساس بان الحياة ستعود الى ما كانت عليه قبل التهجير اصبحت مستحيلة خصوصا بعد ما طال الانتظار للعودة فجاء قراري بالهجرة . ولان ظروف العائلة المادية غير جيدة فلا سبيل لي غير طريق البحر .

طريق الهجرة
تحكي دانييلا وقد انهت اليوم الفحوص الطبية في احد مخيمات اللاجئين في المانيا طريق هجرتها . فتقول لقد نقل ( المهربون ) مجموعتنا ، أنا وأخي الصغير البالغ من العمر (9) سنوات مع اقارب لي وعدد آخر من المهاجرين العراقيين مساء ، في سيارة باص من مدينة استانبول باتجاه البحر او الى منطقة قريبة اليه . وهناك ترجلنا وبدأنا المسير في منطقة جبلية وعرة ومخيفة بين الاشجار حتى وصلنا الى ساحل البحر وانتظرنا هناك ليكشف النهار .

قارب الرحلة وعطل محركه في وسط البحر
تكمل دانييلا وتقول تم تهيئة القارب حيث كانت الساعة تشير الى العاشرة صباحا . وهو عبارة عن قارب مطاطي ارضيته من الخشب يسير بواسطة محرك ويتسع لعشرين شخصا ولكن عددنا كان ثلاثون مهاجرا ، ارتدينا سترات الوقاية من الغرق ( نجادة ) وجلسنا ملتصقين الواحد بالاخر وكاننا قطعة واحدة ، جلس أخي على رجلي لضيق المكان ، ثم بدأت أتامل البحر الذي لا حدود له لم أكن قد شاهدته من قبل ، وقلت في نفسي كم من ارواحٍ اختفطت ايها البحر الهائج أرجوك لا تجعلني الرقم التالي في حساباتك ، فانا اريد الحياة لاكمل مشواري فيها .
دفع المهربون الذين تقاضوا مني ومن شقيقي ثمنا لذلك ( 4000 ) دولار ، دفعوا القارب بارجلهم باتجاه البحر نحو المجهول وتركونا في عرضه بعد ان استلم دفة القيادة واحدٌ من المجموعة وهو شاب من مدينة البصرة يبحث عن الحرية في بلاد الغرب يُجيد قيادة الزوارق .
سار القارب في عرض البحر بكل قوة مخترقا الامواج وما هي الا مسافة حتى كانت الصدمة التي حبس فيها من في القارب انفاسه ، لقد توقف المحرك عن الدوران . وهنا يعني بداية النهاية ، بدأت الامواج ترتفع اكثر وقائد المجموعة البصري يحاول اصلاح ما يمكن اصلاحه ، احتضنت بشدة اخي الصغير محاولة ان لا يختطفه البحر مني ولم اعد اسمع غير صوت امواج البحر مختلطة مع صوت صلوات وادعية النسوة وهي تبتهل الى الله تسأله ان ينقذها ولكن صوت صلاتي يعلو صوت الجميع ، كل ما هو حولنا مياه ليس هناك من مفر . ولم يكسر ذلك الخوف غير عودة المحرك الى العمل حيث استطاع الشاب البصري من تشغيله ثانية باستخدام خبرته في هذا المجال .


وصورة على ساحل الجزيرة حيث سترات الوقاية من الغرق


الوصول الى الساحل
بعد ساعة ونصف من الابحار ومن بدء انطلاقنا من الساحل التركي تقول دانييلا وصلنا الى ساحل جزيرة ( متليني ) اليونانية ، كانت المشاعر اكبر من ان توصف ، يقترب منك الموت ويُكتب لك النجاة ، كنت اسيرا مقيدا والان تتمتع بالحرية . فرح يسود المكان على ساحل الجزيرة اليونانية . مئات من ستر الوقاية من الغرق مرمية على الساحل وفي ارجاء المكان ، يعني ذلك ان مئات اخرى قد سبقتنا .

المرحلة الثانية الوصول الى ألمانيا
تقول دانييلا تطلب وصولنا الى ألمانيا المرور بـ (6) دول هي (اليونان ، مقدونيا ، صربيا ، كرواتيا ، المجر ، النمسا) وخمسة ايام من السير ما بين استخدام السيارات والقطارات وسيرا على الاقدام الذي كان الوسيلة الوحيدة لعبور الحدود ما بين الدول والتي كان يتطلب منا ( 3 ــ 5 ) ساعة لعبور حدود كل دولة . غالبا ما كانت الشرطة هي دليلنا في خط سيرنا بالاضافة الى حشود المهاجرين  . تعرض احد افراد مجموعتنا الى التسليب ودفعنا الرشى في مكانات اخرى للعبور . الجو كان رحوما بعض الشيء لم نشهد فترات برد الا خلال الليل .

الحلم
تتحدث دانييلا عن هدفها بعد وصولها الى ألمانيا وتحملها كل هذه المخاطر وتقول ، أن ابني حياة مستقرة وأهيء لوصول عائلتي واحقق حلمي في الدراسة اذا أمكن ، سأترك الهندسة واتوجه لدراسة الطب والتخصص في الجراحة .
 
ليس هذا حلم دانييلا بل حلم الكثير من الشباب من ابناء شعبنا  الذين رسموا لحياتهم احلاما وردية فجاء داعش وحطم كل شيء وأضحوا مشردين بين الخيم والكرفانات ومجمعات النازحين .


في الطريق مع جموع المهاجرين


في احد مراكز استقبال اللاجئين


غير متصل كنعان شماس

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1136
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
ما احلى هذه  الهجرة  مجرد  الفين دولار ل ( المخابــــرات  ) التركية وتفتح   حدود بقية الدول الى حيث تختار لابل وحتى  امام الكاميرات ؟؟؟ لابل تصور الدول الاوروبية  تلغي  قوانينها من اجل  عيون  هولاء المهاجرين  ولتسمين  المخابرات التركية  التي  كانت  تحاســـــب العصفور اذا  اقترب من البحر  اما حراس  الحدود الذين كانوا يطلقون النـــــار على من ينتهك  الحدود فهم  الان صاروا  ادلاء لافواج المهاجرين  ؟؟؟ مااحلاها من  هجرة  ؟؟؟ حراس الحدود يدلوك  على محطات  القطارات والباصات ويقدمون لك  الطعام  والشراب والماوى الموقت ماهذه التمثيلية الكوميدية القبيحـــــة

غير متصل aziz1

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 346
    • مشاهدة الملف الشخصي
فعلا تساؤل وجيه ماهو سبب الهبة الفجائية في استقبال اللاجئين من سوريا والعراق بالذات؟ ما سبب تساهل الاتراك مع المهربين واستقبال دول مثل المانيا لأعداد ليس لها مثيل سابقا؟؟؟ في حين انه سابقا (ولمجرب هذا الخط) كان حرس الحدود لايرحمون و ايدهم و الرصاص بحيث قتل العديدين بمجرد محاولتهم عبور الحدود هذه؟ اشك ان وراء الاكمة شيء