في وطني
...
لا لونٌ للربيع ِ يُبهجْ
ولا للخريفِ لفحةٌ تُلطِفْ
كذا الشّتاءُ يُوحِلْ
وفي البُؤسِ يوغِل ْ
فقطْ في وطني
الزّقزقة اظنها أزيزْ على الأشجارْ
وحين يُدركُ مسمعي طٌطقةٌ اظنها إنفجارْ
ويتلوّن بالأحمرِ القاني ندى الأزهارْ
تترائى لي كأنها مغموسةً بدماءِ الأنهارْ
في وطني
الليلُ بهيمْ
والنهارُ السّقيمْ
لارائفٌ فيه
ولا رحيمْ
وحتى الحُبُ باتَ عقيمْ
بعد أن كان بلد النعيمْ
تحوّل الى اتون الجحيمْ
يا وطناً كنتَ داراً للسلامْ
فغدوت مأوى للأيتامْ
بعد أن قتلوا فيكَ الأحلامْ
وحكموا عليكَ بالإعدامْ
اتوكَ بالإرهابْ
وزرعوهُ على عتبة كُلِّ بابْ
فتفرق الأحبابْ ..
وتشتتوا في بلاد الأغرابْ
بعد أن تخلّلى عنهم الأعرابْ
في بلدي فقطْ
ظِلُنا شَبَحْ
يلاحقنا ... يداهمنا كل يومْ
كأنه الموتُ قد طفحْ
فإذا تَجاوَزَنا اليومْ
فغداًموعدنا معه
لن يتجاوز وقتَ النومْ
في بلدي فقطْ
الرّياحْ محمومة
والمياه مسقومة
والأوبئة منظومة
والمرأةُ مذمومة
وبراءة الأطفال مسمومة
وأما الإنسانية ... فمعدومة
الحريةُ في خبر كانْ
والحاكم لا يهمه أن
يحكم إنسانٌ أمْ حيوانْ
لاهثٌ خلفَ ملذّات الزّمانْ
مُتربعاً على جماجِمَ الإنسانْ
في كُلِّ زمانٍ ومكانْ
أما في أروِقةِ البرلمانْ
فكلُ يومٍ يُقَلُ الشّعبُ أو يُهانْ
في وطني ..
الحاكمْ ... يحكمُ بالكاتمْ
يُبعِدُ المُسالمْ
ويرحّب الظالمْ
لِذا ..
تاريخُنا زائِلْ
تعليمُنا فاشلْ
سيطُنا سيءٌ في المحافلْ
بيننا وبينَ العالم فاصلْ
عُلماؤنا راحِلونْ
وذو العمامة ثابتونْ
ومن التَّخلف ناهلونْ
بأسم الدّين سرقونا
وبإسمه سبونا
وبه للجاهلية اعادونا
يا شعبي العظيمْ
الى متى هذا الخنوعْ ؟
ألا يكفي قبولَ الذُلِ بخشوعْ؟
ألا يكفي ذرف الدّموعْ ؟
متى الثَّورة ؟
ومتى الشُّروعْ ..
ببترِ الفساد المشروع ْ ؟
ألا زلتُم لمْ تفهموا الموضوعْ ؟
أمْ قد حالَ بينكم وبين حُكامكُمْ
العشق الممنوعْ ؟
اسطيفان هرمز....
