المحرر موضوع: قراءة في كتاب ( حكايات لبدتها الغيوم ) حياة المسيحيين في الموصل تحت سيطرة داعش لمدة اربعين يومأ ....  (زيارة 1694 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سيزار ميخا هرمز

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1071
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
قراءة في كتاب ( حكايات لبدتها الغيوم ) حياة المسيحيين في الموصل تحت سيطرة داعش لمدة اربعين يومأ  ....

سيزار ميخا هرمز  -  ملبورن
cesarhermez@yahoo.com

بداية أقدم شكري الجزيل للاخ سامر الياس سعيد مؤلف كتاب ( حكايات لبدتها الغيوم ) وذلك لثقته المطلقة بأرساله نسخة ( المسودة )  من كتابه هذا ,  الذي استخدمناه كوثيقة مهمة في تقرير نعده باللغة الانكليزية عن حال المسيحيين في العراق ونود تقديمه للسلطات الأسترالية وأشكره ايضأ لارساله نسخ من كتابه الاخر ( العمق التأريخي للمسيحية في مدينة الموصل ) وأشكر الاخ يوحنا بيداويد لاحضاره تلك الكتب على هامش مشاركته بالمؤتمر التأسيسي للرابطة الكلدانية العالمية  ,, وكنت قد وعدت بعض الاخوة أن اقدم قرائتي المتواضعة حول الكتاب بعد الأعلان الرسمي عنه والذي تم بصورة رسمية باهدأئه النسخة الاولى لموقع عنكاوا كوم الرابط أدناه  ..
http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=795190.0
يحاول سامر من خلال الكتاب تقديم الحقيقة التي عاشها على شكل صرخة مدوية  موثقأ ما مر به  خصوصا على ساحة مدينة الموصل  بالرغم من مئات الاصوات المغيبة  التي تمازجت بالكثير من الاصوات و التي سواء كانت واقعية  ام من نسج الخيال..المعلوم بان ما زاد من ازمة الموصل  هو كتم صوتها  خصوصا من خلال تواصلها مع العالم  ومع ذلك بقيت منافذ بسيطة تعني الكثير من البصيص لنقل ذلك الصوت الذي طالما خنقه الظلاميون .. الكتاب يحوي عشر قصص تحمل العناوين التالية (  ليلة نجومها رصاص – وصايا لزمن قادم – توتر الحياة – مالذي يرغمك ؟- تماثيل تغادر مستقرها – طفولة تغادر اعشاشها – المراقبة والتواري - استكشاف جديد لمدينة العمر – ليلة قبل الرحيل – تلويح لمدينة غادرناها – والقصة أو الحكاية الاخيرة أعطاها عنوان بلا وفيها افكار في مواجهة المحنة  كما يضم الكتاب في خاتمته ملحق توثيقي لاحداث  جرت بحق الكنائس والاديرة من قبل التنظيم )
الحكايات التي يرويها سامر في الكتاب هي قصص واقعية وليست من نسيج الخيال  تؤرشف لاحداث ربما بدات وتيرتها في العاشر من حزيران عام 2014 لكنها بدت اعتيادية للغاية ولم يكن ذلك التاريخ مجرد موعد لبسط قوة علنية طالما كانت تتوارى لكنها موجودة على سطح الاحداث .. هي حكايات فيها اشارات لفترة الاربعون يوما التي قضاها بعد تاريخ العاشر من حزيران ذلك الموعد الذي ابتلت به الموصل وعاشت فيه زالزالها الاكبر .. يستخدم سامر وهو يؤرخ لتلك الحكايات ما يعرف بالفلاش باك ( flash back   ) يسترجع لاحداث مر بها المكون المسيحي في مدينة الموصل كأستشهاد الاب أسكندر والاب رغيد ومثلث الرحمات مار فرج رحو وتفجير باصات طلبة جامعة الموصل وتهجير المسيحيين .. الخ وهي كما كانت كمؤشرات او علامات لكي يكشف هذا الوجه عن نفسه بصورة علنية بعد 10 حزيران 2014
الكتاب يوضح المخاطرة بالحياة التي تعرض فيها سامر في رصد وتوثيق الاحداث ويحوي على وثائق وصور وهنا اود ان اعطي بعض الاضاءات المقتضبة لبعض من تلك الحكايات ..

فمثلآ في الحكاية الاولى  ( ليلة نجومها رصاص )

قبل ان تسعى  الحياة في  الموصل نحو نزع  ثوب الخوف  واستبداله  بثوب  العلن  واقصد بالعلن ان يبادر القاتل لنزع لثامه ويمارس جريمته بكل علانية كانت هنالك اشارة سماوية تنذر بما سوف يحصل لاحقا  ..كانت هنالك  في افق الحياة ثمة عاصفة ترابية شديدة لتنذر الموصليون بان حياتهم القادمة التي سيقضونها بعد بضعة ايام ستكون هكذا على منوال عاصفة شديدة ستقتلع الاخضر واليابس ..ظهيرة يوم الخميس الموافق 5حزيران  كان الموعد الاولي  للانذار بان المدينة ليست على مايرام ,,,

الحكاية الثالثة ( توتر الحياة )

يصف فيها سامر حجم الخطر على الحياة الذي عاشه من أجل أيصال الحقيقة ووضع المسيحيين في الموصل بعد سقوطها بيد تنظيم داعش أذا يقول في مقطع من هذه القصة ( وصل سعر الامبير الى 40 الف دينار فيما كان السعر لايتجاوز الـ6 الاف دينار في ظل توفر الكهرباء الوطنية او بتوفر الوقود  الخاص بتشغيل هذه المولدات ..لم يكن الكهرباء او نقص الماء هما الامرين الذين لاندرجهم في سياق نقص حاد بالخدمات والمستلزمات الضرورية للحياة  فحسب بل كانت هنالك معضلة اغلاق الشركات الخاصة بتوفير خدمة الانترنت وعدم قيامها بواجباتها والتزاماتها مع المشترك بخدماتها فافتقدنا للتواصل مع الحياة مع تمرير اقاويل عن قرب عودة تلك الشركات للخدمة مع مطلع شهر تموز ومد خدمة التواصل مع شركات محددة  فيما كانت هنالك بعض المكاتب تتعامل مع تقنية حديثة اعلنت عن تفعيلها لاعادة تواصل الموصليين مع العالم فانتشرت بناءا على ذلك عدد من الاعلانات الورقية التي تخبر الناس عن  تفعيل خدمة الانترنت في احد المكاتب المنتشرة في منطقة المجموعة الثقافية  ولي في هذا الامر حكاية  سارويها  الان ..فمع شروق شمس احد الايام في مطلع شهر تموز اكتشفت بالمصادفة اختفاء صليب كاتدرائية مار افرام في حي الشرطة بعد ان كان الحادث الاول  الذي كشف التنظيم من خلاله عن  تعامله مع المسيحيين بتحطيم تمثال العذراء سيدة دجلة  المطل على نهر دجلة في محلة الشفاء بالجانب الايمن .. صعدت الى سطح منزلنا مستثمرا قرب الكنيسة عن المنزل بمسافة بضعة امتار لاجد ان عناصر التنظيم قد قاموا بعملهم في ليلة اليوم السابق لينزعوا الصليب من على قبة الكنيسة التي تعد الاكبر بالمقارنة مع كنائس المدينة ورغم الموعد المبكر لكنني بقيت انتظر بدء الحياة في شارع الجامعة وبالتحديد ان يفتح ذلك المكتب الخاص بخدمة الانترنيت ابوابه من اجل ارسال الخبر ..بعد عدة جولات قريبة من المكتب وجدت اخيرا موقعه ومباشرته لعمله فجلست انتظر حتى يتم انتهاء اعمال تجهيز الحواسيب وفي المكتب وخلال تلك الدقائق التي استغرقتها في الانتظار استحضرت  مراحل تعليمي الاولية مع  مبادي التعامل مع شبكة الانترنيت في السنوات السابقة حتى هجرت تلك المكاتب  واصبحت اتعامل مع هذه الشبكة في المنزل عبر العديد من المنافذ ..كنت قد تيقنت بان ارسال اي خبر  او صورة من الحاسوب الخاص  بمكتب الانترنت محفوف بالكثير من المخاطر لاسيما  من ان يكون الحاسوب مراقب او بصورة عامة ان يكون المكتب يدار من قبل عناصر التنظيم انفسهم من اجل متابعة الصحفيين والذين يعدون بنظر التنظيم الفئة الاكثر استهدافا وقد سقط العشرات منهم ومازالت ظروف استهدافهم غامضة لاسيما الحادثة المتعلقة باستشهاد الصحفي علاء عبد الوهاب رغم تعامله  المحدد مع الشان الاعلامي الرياضي او استهداف الصحفي المسيحي علاء ادور قبيل فترة قصيرة من سيطرة التنظيم واسماء اخرى كثيرة  .. كنت قد قررت ارسال خبر نزع الصليب الى موقع عنكاوا كوم وبدات بسلسلة اجراءات احترازية  للتاكد من ان عملي لايخضع للمراقبة ومنها  اطفاء الحاسبة واعادة تشغيلها بعد انتهاء عملي بارسال الخبر الى الموقع المذكور  وهي معلومة لم يجري التاكد من صحتها رغم انها مقتبسة من شخص له خبرة في مجال الانترنت والحواسيب ..)

في الحكاية الرابعة تحت عنوان مالذي يرغمك ؟؟

وانا أقرئها واقرء هذا المقطع سميتها شر البلية ما يضحك ( كان التخلص من الحواجز الكونكريتية التي كانت جاثمة على صدور الموصليين طيلة السنوات السابقة  حديث الاوساط المحلية  ورغم ما كانت تحمله تلك الحواجز من ضيق التحرك بين الاحياء السكنية وما كان ينفقه الموصليين من وقت جراء الازدحام الذي كان من ابرز معطيات تلك الحواجز التي كانت تختصر الاحياء بمنفذ واحد للدخول والخروج منها واليها .. لكن بقيت الشخصية الموصلية تحمل نفسا اقتصاديا حينما بدات مطالبة العديد من الموصليين  لسواق حافلات النقل بتخفيض تعريفة النقل جراء اختصار المسافة التي كانوا يقطعونها ومقارنتها بما هي عليه المسافة  الان بغياب الطرقات المغلقة التي كانت تستنزف وقتهم وتجبرهم على الخروج الى موعدهم بساعات لكي يستوعبوا الازدحامات التي كانت تنشاها تلك الطرق المغلقة ..)

الحكاية الخامسة  تماثيل تغادر مستقرها

وفيها يخاطر سامر مرة اخرى بحياته لايصال المعلومة والحقيقة ( وبينما كنت أمضي جولتي في منطقة الدواسة رن هاتفي  ليكون على الطرف الاخر من يستعلم عن خبر تدمير تمثال سيدة دجلة  الواقع بالقرب من كنيسة الدير الاعلى  وهي من اقدم كنائس الموصل  وقد روى  لي الخطاط المعروف يوسف ذنون  عددا من الحقائق التاريخية الخاصة بتلك الكنيسة  خصوصا في احتواء طابقها الارضي لانفاق تتصل مع كنائس اخرى مجاورة ولم يتم اكتشافها بل بقي التكتم يغلف امر تلك الانفاق   وكانت المطرانية القريبة من الكنيسة  موقعا لحادثة مثلت جرس انذار للمسيحيين خصوصا  في عام 2005 حينما اقتحم مسلحون دار المطرانية واجبروا  ساكنيها بالخروج ليعمدوا الى تفخيخها بواسطة عبوات  زرعت في محيطها ليتم  تفجيرها لاحقا الامر الذي جعل موقعها غير مناسبا للبتة في ان تكون مقرا لاقامة رئيس الطائفة او كهنتها من خلال تضررها الكامل  ..وقد حظيت تلك الدار بزيارة من رئيس ديوان اوقاف المسيحيين  في عام 2012 للاطلاع على  حجم الاضرار وامكانية تاهيلها واعادة ترميمها  والمعروف ان المطرانية عندما تعرضت لتلك الحادثة زارها المطران الشهيد فرج رحو  لكنه قبل ان يطاها للاطلاع على حجم الخسائر  التي تكبدتها قرر زيارة الجامع المقابل للمطرانية  والمعروف بجامع الامام محسن كبادرة تنم عن الكثير من مبادي التعايش  والمحبة..  وحينما كنت اتابع حجم الاضرار الجديدة التي نجمت عن تدمير تمثال السيدة العذراء في اعلى برج الكنيسة المجاور للمطرانية من قبل عناصر التنظيم  وجدت ان المئات من المواطنين ممن ينتظرون دورهم امام الجامع المقابل  والذي تحول الى مركز استقبال التائبين واستثمرت كل تلك الجلبة التي كانت منشغلة بمتابعة الطابور الطويل من اجل اعلان التوبة لانشغل بتصوير  ما حصل من تدمير  لتمثال سيدة دجلة الذي انفصل راسه عن باقي التمثال وبقيت اتابع  نقطة الحراسة الخاصة بالكنيسة  وقد  كانت خالية الا من  ملابس عسكرية متروكة لعناصر الشرطة اثر انسحابهم في العاشر من حزيران ..)

وانتقل الى الحكاية التاسعة ليل قبل الرحيل  ..



وأنا أسميها عصب قضيتنا فلولا كاميرا الاخ سامر بتصويره دور وعقارات المسيحيين وعليها حرف النون عقارات الدولة الاسلامية أعتقد لما كان لنا قضية فاذا كانت دموع فيان دخيل اوصلت قضية الايزيديين فانا أعتقد ان كاميرا سامر وتصويره لبيوت المسيحيين بحرف النون هي من اوصلت قضيتنا فيقول سامر بمقطع من هذه الحكاية ( كانت منطقة حي العربي وبالتحديد البيوت العائدة للمسيحيين قد علمت بدائرة باللون الاحمر وقد وضع داخل الدائرة حرف  النون والذي يشير الى ان اصحاب هذا المنزل من النصارى ولم يكتفي عناصر التنظيم بهذه النون اذ وضعوا ايضا الى جانب الدائرة عبارة  مخطوطة تشير الى الدار من عقارات الدولة الاسلامية  وقد قمت بناءا على اتصال من صديق كان خارج المدينة  حيث كان اهالي المنطقة قد ابلغوه بالامر فقررت ان  استطلع الامرشخصيا  وفعلا بدات جولتي بالنزول في سايدين العربي لاكمل مسيرتي نحو الدير ( دير مار كوركيس ) الذي وجدت عبارة عقارات الدولة الاسلامية قد كتبت على مدخله الصغير ثم التفت لدائرة ممثلية  الموصل التابعة لديوان اوقاف  الديانات المسيحية  فوجدت ان تلك العبارات قد تم طلائها فضلا عن حرف النون الذي وجدته لاول مرة وعبرت الشارع لاصل الى الحي وفيه المئات من بيوت المسيحيين لاجد ان جرد عناصر التنظيم واشاراتهم قد طالها كلها فقمت بتصوير بعضها وارساله الى موقع عنكاوا كوم فكانت الصور الاولى التي تحدثت عن هذا الامر.. )
( اعود  لحرف النون فلم يكن الوحيد من بين الحروف التي تم طلائها كعلامة امام منازل حي العربي من خلال ما شاهدته في جولتي الاخيرة فوجدت منزلا  معلما بحرف الراء وقد تم الاشارة  اليه بان الحرف مختصر لكلمة  روافض وجحرف الميم  الذي يعني كلمة مطلوب اي ان سكنة ذلك المنزل من الشيعة ووجدت ايضا كلمة مطلوب فقط دون وجود حروف اخرى وعلمت فيما بعد ان  المعني بتلك الكلمة  اما ان يكون منتسب لجهة امنية او من العاملين في المحافظة .. )
وفي نفس الحكاية يروي مسألة مطالبات داعش من المسيحيين ..


بتقديمي لهذه القراءة المتواضعة أدعو الجميع لقرءاة الكتاب واعتبره وثيقة مهمة في انعطافة خطيرة من التأريخ الحديث المعاصر للمسحيين  وهنا يسمح لي ألاخ سامر أن أبوح بسر .. أن ريع الكتاب هذا وبقية كتبه قد خصصها للنازحين !!  .. كما يسمح لي أن أتأسف من مؤسسات شعبنا وكنائسنا بعدم تقديم تكريم يليق بهذا الجندي المجهول وبقية الاعلاميين  الذي لولاه ومخاطرته بحياته ماكان لقضيتنا صدى فمن خلاله أصبح حرف النون الذي صورته كامرته رمزا للقضية ... أدعو مؤسسات شعبنا في بلدان الشتات لاقتناء الكتاب وترجمته الى  بقية اللغات ..


غير متصل نامق ناظم جرجيس ال خريفا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 996
  • الجنس: ذكر
  • المهندس نامق ناظم جرجيس ال خريفا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
كتاب الاخ سامر سعيد اكثر من رائع, انه يوثق وكتابه هذا وثيقة ادانة الى عصابات داعش ,عرفت الاخ سامر من خلال كتاباته ومقالاته في موقع عنكاوا, سعدت مرة بلقائه بصورة سريعة في بغداد اثناء محاضرة حسبما اتذكر عن المسيحيين في الموصل وتحدث خلالها عن معاناة اهلنا في الموصل فكان شاهدا على ماحصل .تحية وتقدير الى الاخوة الاعزاء سامر وسيزار لما عرضوه من حقائق عن جرائم واحداث ستبقى وصمة عار في جبين مرتكبيها .

غير متصل سيزار ميخا هرمز

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1071
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاخ نامق ناظم جرجيس
شكرأ لشهادتك المحترمة بحق الكتاب وبحق الاخ سامر الياس سعيد .. واجبنا على الاقل هو تقديم الدعم المعنوي لكي يشعر هولاء الجنود المجهولين والذي يخاطرون بحياتهم أن جهدهم مقيم ومثمن
والرب يبارك الجميع
تقبل تحياتي
سيزار ميخا هرمز