الحب و الجنس ، و كيف يؤثران على الفرد ؟
الحب هو العاطفة التي تتميز بالحنان والمودة، والحب هو شعور حيث ان شخصين يحبان بعضهما يشعران بعضهما ببعض، ويشتمل الحب على الناحيتين النفسية والعقلية. و ممكن ان يشمل احياناً معينة الناحية المادية او البيولوجية
وفقا لعالم النفس روبرت ستيرنبرغ " الحب الحقيقي يسبب الإحساس والرغبة في شريك حياتك ، والحاجة الملحة للحصول على اجابة عن مشاعرك من الشريك".
الجنس وفقاً لتفسير منطقي هو الإنجذاب نحو شخص اخر، و الجنس قديم قدم الحياة نفسها،و هو شيء بيولوجي و قد تطور مع تطورالانسان و تحضره عبر الزمن ولكن أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يعيشون بالقرب من أشخاص آخرين و تربط بينهم علاقات الحب و الجنس ، ان لديهم جهاز مناعة أقوى من الذين لا علاقات لديهم و كذلك هم بحالة نفسية افضل من أولئك الذين لا علاقات حب و جنس تجمع بينهم .
في دراسة حول دور مدة اللقاء الجنسي و اثرها تبين في النتائج :
1- الى 2 دقائق مدة قصيرة جدا.
3 الى 7 دقائق مدة مقبولة.
اما الجماع أكثر من 13 دقيقة مدة طويلة جدا.
و ان الجماع الامثل حسب الدراسة كان بين 7 الى 10 دقائق و اظهرت الدراسة انه يخفف التوتر و يرضي الطرفين
الحب والجنس
الحب هو ثقافة ، و هو ذو قدسية سامية لانه يرتبط بالانسان بمعانيه السامية الراقية الرفيعة، فالحب قيمة مرتبط بالروح و العقل ، و هو يختلف عن الجنس الذي يرتبط بالجسد دون رقي او دون فكر او دون روح و بما ان الثقافات تختلف من مجتمع لاخر ، و كذلك نوع التربية كأن تكون متحررة ديمقراطية و واعية، او ديكتاتورية مغلقة مليئة بالجهل و الكبت ، فإن الفهم و النظر للحب يختلف حسب اختلاف الثقافات ، حيث ان الثقافت المكبوتة يُلاحظ ان افرادها بشكل عام لا يرون المعاني الراقية للحب و قد يشوهونه كقيمة بسبب كبتهم لدرجة ان الجنس لديهم هو الهدف و هو الدافع و هو المسيطر على افكارهم و سلوكهم و تعاملهم مع الغير بسبب ما لديهم من كبت . ان كل ثقافة تؤثر على افراد مجتمعها . فالثقافة المتحررة و الديمقراطية التربية تحترم حرية الفرد و شخصيته و قراراته الفردية ، كما تكون النظرة للحب عند افرادها ارقى بينما التربية المغلقة الديكتاتورية تقمع الفرد و حريته و قراراته الفردية و تسيطر على معظم افراد تلك التربية الافكار الجسدية و ربما المجردة من المشاعر الراقية تماماً و بعيدة عنها لدرجة ان الجسد عندهم قد يصبح الة .. .
كما ان الفروق بين الثقافات لها اثرها بذلك ، فإن الفروق الجنسية ايضاً لها اثرها، فهناك فروق بين المرأة و الرجل ايضاً في النظرة للحب مع ان الحب هو بذات الأهمية بالنسبة للرجال والنساء، وأنه يتعلق في إعطاء وتلقي الرعاية والاهتمام. تعد المرأة اكثر قدرة على التعبير عن المشاعر في كلمات ، وترى الامر بشكل عام يشمل النفس اولاً و المشاعر ثم يأتي الجسد ولكن الرجال هم أكثر تركيزا على النشاط ، حتى عندما يتعلق الأمر بالحب. بالنسبة الى المرأة انه صعب بنظرها و حسب طبيعتها ان تقيم علاقة جديدة اذا فقدت الزوج او الشريك مع انه غالباً تعيش المرأة حياة اطول من حياة الرجل. ولكن بالنسبة للرجل فإن العثور على البديل بالنسبة لدية اسهل مما هو الامر عليه عند المرأة ، ولكن في نفس الوقت ايضاً فإن بعض الرجال يجدون صعوبة في كسر الشعور بالوحدة إذا خسروا امرأة .
و بذات الوقت فإن الفروق بين النساء ايضاً واضحة بالواقع في النظرة للحب و ذلك حسب اختلاف ثقافات مجتمعاتهن فالمجتمع المتفتح و المتحرر الفكر يعد نساء ذوات نظرة اكثر تجريد و رقي و سمو للعلاقات الاجتماعية مع الافراد مما هي عليه عند نساء المجتمعات المكبوتة المغلقة التي تربط الحب بالمادة او الشيئية و كذلك بالنسبة للرجال مما يصنع علاقات مشوهة و مسيئة للمعاني الراقية التي ترتبط بالحب . و العلاقة القائمة بين فردين بهدف الجنس من احد طرفي العلاقة او كلاهما هي علاقة فاشلة و لا ترتبط بالحب بشيء لان غايتها الجنس فهي تنتهي بنهاية الجنس بين الطرفين ، اما العلاقة القائمة على الحب الراقي فهي ليست مشروطة بالجنس لان الجنس ليس هدف عند من يملك روح راقية و نفس نظيفة ، و هذا كله يرتبط بالثقافة و التربية من جهة كما انه من جهة اخرى يسبب سوء فهم بين الافراد تبعاً لثقافاتهم و نوع تربيتهم بغض النظر عن نوع العمل او الدرجة العلمية او الجنس او اي صفة اخرى لان نمط و نوع التربية و الثقافة هو الاساس . و هذا لا يعني ان الحب يجب ان يكون منفصلاً عن الجنس او غير مرتبط به ، لكنه ايضا لا يعني اشباع حاجة جسدية لان الحب مرتبط بالجمال الروحي ، لكن الجنس هو شيء ثانوي ناتج عن الحب لكنه ليس هدفا فهو لا يأتي كأولوية الا عند المكبوتين و المقموعين التربية و المغلقين الثقافة و الروح لان روخهم ليست متسامية.
هل يرتبط الحب بعمر معين ؟
الحياة الجيدة تتطلب منك ان تكون فعال عقلياً و نفسياً و جسدياُ , بغض النظر عن تطور حياتك العاطفية او الجنسية كفرد فإن الحب و الجنس يرتبطان معاً و بشكل ردود فعل نفسية و جسدية
ويمكن للفرد تجنب العديد من المشاكل العاطفية و الجنسية إذا حاول ذلك و يمكن للفرد ان يتعلم تقنية الاستفادة من التجارب و الخبرات السابقة التي عاشها.
في دراسة امريكية تمت على العلاقة الزوجية السعيدة و شملت افراد من عمر 30 سنة و 45 و 65 .
اظهرت النتائج انه بالنسبة للانسان الكبير السن فإن الامن العاطفي هو الأهم لديه & لديها ، في
حين أن العلاقة الحميمة الجنسية أقل أهمية.
وبالنسبة لجميع الفئات العمرية فإن الاهمية هي للامان العاطفي والثقة والتفاني والاعتبار والاحترام والانفتاح والصبر، والنشاط المشترك و الاستماع الجيد للاخر و الفهم الصحيح
في مرحلة منتصف العمرو بسبب التغيرات الطبيعية المرافقة للعمر يشعر الفرد بقلق، لكن يمكن للفرد ان يتمكن من ايجاد السلام الداخلي بنفسه بطريقة مناسبة و يتجاوز تلك التغيرات التي تطرأ مع تطور العمر بسهولة ، لكن في حالة نكران التغيرات التي تطرأ مع تطور العمر فإنها تشكل ضغطاً على الفرد و تنشأ لدية ازمة مع الانتقال من مرحلة عمرية الى اخرى ، و يصبح ذلك اصعب اذا ترافق مع التغيرات الاجتماعية الطبيعية مثل موت احد ما او الطلاق او المرض او الانتهاء من العمل ، و الاهم خلال كل ذلك ان يكون الفرد قادر على التعامل مع كل تلك التغيرات دون ان يتحول الى ضحية لها.
هناك العديد من الاختلافات بين الناس فيما يتعلق بالعمر بالنسبة للحب و الجنس ، فإن ذلك يعتمد على الفوارق الفردية و الجسدية و الهرمونية ...فالفرق بين اعمار الشباب و الشيخوخة كبيرة لكن الاهم ان المسألة تحتاج الى تكيف مع الفروق و القدرات و القيود الطبيعية من كافة النواحي . ان نظرة الكبار بالعمر للحب و الجنس تختلف عن نظرة الاصغر بالعمر من عمر الشباب فكل جيل نشأ بحقبة معينة وفق عادات و مجتمع مختلف وفقاً لاختلاف الزمن بين الشباب و الكبار عمراً سواء نساء او رجال ، فالكبار عمراً الحاليين يرون ان الحب مرتبط بالشباب الصغار و المراهقين و ان الجنس هو لانجاب الاطفال و ان الجنس غير صحي للكبار، لكن الدراسات تشير الى ان المشاعر الجنسية تبقى موجودة مع التقدم بالعمر ، و ان الكبار عمراً الان اكثر نشاطاً جنسياً من الكبار عمراً قديماً ، لكن و بذات الوقت فإن عدداُ من
الامراض الجسدية و الاضطرابات النفسية تؤثر على القدرة الجنسية عند الافراد و لاسيما الكبار .
هل يمكن ان يصبح الجنس ادمان عند البعض ؟
إدمان الجنس هو سلوك قهري يستخدم فيه الفرد الجنس لتعزية نفسه و لسد الفراغ في نفسه . ان متعاطي الجنس قد يضر الآخرين و يضر جسده ايضاً. في بعض الأحيان قد يصبح الفرد مدمناً جنسياً بسبب يعود الى الهرمونات أو تأثير الكحول او المخدرات، أو بعض الأدوية. و في بعض الاحيان و لا سيما في عصر التقنيات الالكترونية و انتشار صفحات الشات و المواقع الاجتماعية الالكترونية تبين ان البعض الاتين من التربية المكبوتة و المقموعة في المجتمعات العربية انهم مدمنين احاديث و حوارات محورها و اساسها و هدفها و دافعها الجنس لا غير سداً لقهر و كبت و قمع و ربما عقد مروا بها اثناء حياتهم او في تربيتهم بغض النظر عن اعمارهم و مستويات تعليمهم المختلفة و التي تشمل اعمار و شهادات متعددة تمتد من الستوى العادي الى العالي جداً و معظمهم في العينة كانوا رجال حيث وجدوا في تلك الصفحات مجالاً يعبرون به عن ثقافتهم و تربيتهم و عقدهم الناشئة من بيئتهم و نمط علاقاتهم في مجتمعهم، و صرح بعضهم من خلال التجربة التي اُجريت عليهم انهم عبر صفحات الانترنت يكونون صريحين و يقولون ما لا يمكنهم قوله بالحقيقة معتمدين ان لديهم اسماء مستعارة.. ، طبعاً هذا يعكس ازدواجية بأنفسهم و يعكس اخطاء تربيتهم و يلغي عقولهم و يوجه تفكيرهم نحو الغريزة البحتة بشكلها الحيواني بعيداً عن العقل و الروح و القيم و رقي الروح و العقل ،و يبين اهتماماتهم المنحرفة بسبب القمع و الانغلاق الذي عاشوا به ضمن ثقافتهم و بيئتهم حيث ظهر انهم من بيئة مغلقة و غالباً متعصبة و فيها ينظر الرجل الى المرأة كأنها عبارة عن سلعة او شيء لانه لم يراها اصلاً في مجتمعه المغلق العازل للمرأة عن الرجل منذ الصغر ، فالمرأة لديهم هي هوس او حلم او الة ، و كذلك المرأة الاتية من تلك التربية القامعة فهي على ذات النمط لانها طُبعت هكذا، فيستغلون الانترنت لتلك الغايات مسيئين للاخرين، و لقيم الاخرين ، و لثقافة الاخرين، و مسيئين استعمال تلك التقنيات الحضارية و الثقافية التي يجب ان تتجه للفكر و الثقافة و التطور و العلم.
الموضوع مكتوب اعتماداً على دراسات و تجارب و مراجع علمية موثقة .
Mari Mardini