المحرر موضوع: ماركوركيس بيننا في حي الاثوريين  (زيارة 1766 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عامـر حمزة

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 1
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني


ماركوركيس بيننا في حي الاثوريين


عامر حمزة


لم نكن نعرف من هو الا اننا قرأنا اسمه بوضوح على الكنيسة قرب الصليب هناك عند امتداد نهر البيوت في الجانب الاخر وعلى وجهها المتأمل، وهكذا كان شغف انتظار موعد ذكراه كبيرا وقاسيا وفرحة قدوم صبح يومه املا بلا حدود .. املا ان نحيا كل عام لنعود من جديد، عطاشى ينتظرون ان يعيشوا مجددا، لم يكن يوما عاديا ابدا، بل كان لنهاره الصاخب طقوس تحيينا من جديد ،انقياء بلا ادنى ذنوب فالشوارع ممرات لشمس الدبكات والرقصات والابواب طريق لحلاوة حياة والبيوت محطات متشابكة من ألفة وأغان.. اغاني الفرح الهائل.. اغاني من علقت في ارواحهم رائحة خلود الصالحين ورائحة الهريسة التي جلبت لنا يوما اخر من تلك الايام الوامضة بنور الحي الاخضر ونور تفوسنا المتقدة لنمضي في الشوارع الملتهبة من وقع الخطوات والاصوات والحب والقدور والصحون والعيون......  كانت زغاريد النساء عالية وخفاقة حول القدور الكبيرة بين المحتشدين، وكنا رغم الفرح نتحسس جميعا ذلك الحزن الذي نعرفه., الحزن المتأصل فينا من تأريخ كلما اردنا الافلات من ويلاته اعاد لنا كل مرة مرارته.. ذات المرارة التي تدفعنا للتشبث بالاحلام النائية.. الاحلام العزيزة التي لاتتحقق يوما والتي ستبقى زادنا دوما، فرأينا كأي حزانى أبديين دموع بعض.. والتي عبثا تحاول كل مرة اخفائها عن بعض.. تلك الدموع الحارة التي ذقنا مرارتها لمرات كثيرة، ومن بين صخب الهلاهل والطريق المكتظة بالارواح المتعطشة لنيل النذور تطل أم (سعد الاسود) بعبائتها السوداء وزغردتها الطويلة وانفاسها اللاهثة لتصيح منادية (شموني)
-   يله شموني خلي انوزع..
ليضج الحي بروح حياة متطلعة.. حياة متحركة.. حياة من نهار وصخب اطفال وجلبة قدور ودبكات شباب وبياض صحون وعيون بنات وزغاريد عجائز وابتسامات شيوخ لتروح الهريسة تدور هنا او هناك في الشمس القريبة وفي الشوارع والاحياء والبيوت.. في الممرات والعتبات والدروب.. في الغرف والباحات والنفوس لندور خلف ولهنا الدائر خلف الناس والعطايا.. ومن بين الضجيج  والنهار والنذور والفرح كنا نرى يعضنا مبتسمين وعاشقين وعالقين حتى اننا لم نعد نعرف هل اننا معا منذ ايام ونهارات وليال ام اننا معا اليوم.. يوم العيد هذا.. يوم الفرح هذا.. يومنا هذا. وعوضا عن تخليه عن سلطته ومكانته ونفوذه وجزاء لتضحياته وايمانه وعظمة توره الداخلي مضى في طريق الارواح المكتظة وهاجا حبيبا ومنيرا وقريبا لتصير له بيوت عديدة.. بيوت من صلبان واطفال وشموع.. بيوت من صلوات ودعاء فهو (ماركوركيس) القديس الخالد الذي ستهز ذكراه النفوس هنا وهناك ويفرح بعودته كل مرة اعزائه المنتشرين هنا وهناك. اهلا بك بيننا ثانية ونحن نشهد افتتاح كنيستك  في حي الاثوريين بالدورة يوم 1/11 /2015



غير متصل Enhaa Yousuf

  • مشرف
  • عضو مميز
  • ***
  • مشاركة: 1748
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • http://www.enhaasefo.com/

هنا ابحار عميق في امنيات وذكريات
 تختصر سنينا من المحبة والوفاء والألفة
تخفي بين طياتها الكثير من المرارة والحزن
لكن فرح اللقاء يبقى اعمق واقوى واكبر ...

الاخ الكاتب عامر
هنا الكثير ليقال عن ما يحمله هذا النص من قيم ومبادئ ومفاهيم ...
مع كل التقدير
انهاء