المحرر موضوع: ملابسات استهداف رجل دين تكشف بعد قرن لاسو ينقب عن حثيثيات قضية استشهاد مطران سعرد  (زيارة 1146 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سامر ألياس

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 380
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ملابسات استهداف رجل دين  تكشف بعد قرن
لاسو ينقب عن حثيثيات قضية استشهاد مطران سعرد
سامر الياس سعيد
تتخذ الكتب المناسباتية من حلول ذكراها قيمة مهمة اذ تصدر في الوقت الذي يستذكر فيه المؤرخون ملابسات الحوادث التي جرت من خلال استذكار  كل الذكريات المحيطة بها خصوصا وان التاريخ يكشف عن ادق التفاصيل التي جرت ويقراها بموضوعية دون ان يقرن تلك الرؤية عما جرى من استقصاء لتلك الحوادث  التي جرت بفترة زمنية قصيرة فيبقى المؤرخون يبحثون عن قيمة الزمن وقدرة كل مؤرخ ان يحظى بتفاصيل بعيدة عن التشويه والتحريف ليبقي على المعلومات التي بحوزته من اجل ابرازها للعلن دون ان تشوهها حقائق غريبة احيطت بها من خلال رؤية كل شخص ازائها ومحاولته زيادة احداثها بحثيثيات لاتتعلق بها البتة ..
واليوم اذ يستذكر المسيحيون مذابح السيفو التي  ارتكبها العثمانيون بحقهم ابان الحرب العالمية الاولى فلاشك ان  كل تلك المذابح ستحظى بالكثير من التفاصيل التي سيسعى اليها المؤرخون من اجل استكشاف ما تعلق بها وابراز المناخات التي ارتكبت في ظلالها كل تلك المجازر والتي حصدت الاف الابرياء ممن بقيت السيفو مقترنة بما لاقوه منقتل وتنكيل فافضى ذلك الى تشتتهم وهجرة مناطقهم  وبقيت ذكرى الراحلين محددة بتوالي الاعوام من اجل الاستذكار وقراءة نهاية سيرتهم لاخذ العبر والدلالات منها ..
واليوم اذ تمر الذكرى المئوية الاولى على تلك المذابح فلابد لاقلام المؤرخين من ان تجد وتثابر من اجل استذكار من سقطوا في تلك المذابح وابراز النهايات التي كانت عليها سيرتهم  ومن معطيات هذا الامر الكتيب الذي اصدره الباحث والمؤرخ المثابر (ادمون لاسو ) اذ ينقب في حثيثيات استشهاد مطران سعرد ادي شير  ويحمل عنوان ( المطران الشهيد ادي شير 1867-1915 بمناسبة مئوية استشهاده ) ويذكر لاسو في مقدمة الكتاب الذي يقع بـ(63) صفحة من القطع المتوسط ان قراءته لحياة المطران الشهيد تبدا من تلك النهاية  التي هي لحظة استشهاد المطران والتي قربته من نيل الكرامة  خصوصا وان فعل الاستشهاد يوسع الباب الضيق..
ويحفل الكتاب ايضا  الى جانب لحظة الاستشهاد الدرامية  بالعودة الى نسب المطران وسيرته ومؤلفاته ومصير مكتبته ويوثق ايضا الى نماذج من الوثائق التي تركها ثم يختتم المؤلف المقدمة بالرجاء بان يبقى شهداؤنا شعلة حية  تنير لنا دروبنا التائهة وتظل دماؤهم بذارا حيا لحياتنا الترابية والابدية ..
وفي مستهل الكتاب يذكر المؤلف قصة الاستشهاد فيشير الى ابرشية (سعرد) التي تولى رئاستها المطران الشهيد فيشر الى وقوعها في (سعرد) او (سعرت) وهي من ديار( ربيعة ) قريبة من شاطيء دجلة  وهي متصرفية  خاضعة لولاية ( بتليس) وبينها وبين (ماردين)  اربعة ايام شمالا ..اما القسم الثاني من الكتاب فيخصصه المؤلف لنسب المطران شير وسيرته  ومن ثم يعدد في صفحات تالية اثاره كون المطران  الشهيد كان من اهل العلم  والنظر النقدي واحب التاريخ والتاريخ الكنسي والفهرسة واللغات كما يسلط الضوء على مكتبته ووثائقه في صفحات اخرى  ..
ويختتم فيما قبل الخاتمة بتساؤل مشروع مفاده احقية  رؤساء الكنائس الشرقية  بتقديم الشهداء من خارج الكنيسة الكاثوليكية  للتطويب والتقديس  اما في الخاتمة فيبرز المؤلف ادمون لاسو  ان مناسبة سيفو وحلولها هذا العام 2015 الحت عليه ليترك مشروعه الراهن الذي يغوص فيه باحثا عن اثار الراحل الاب الدكتور يوسف حبي وما نتج عنها من كتب قيمة ابرزها (الفلسفة السريانية)  لكن فكرة  تاليف هذا الكتاب عن المطران ادي شير الحت على لاسو  بقوة الى درجه بقائه عاملا على مواصلة التدقيق والتحري عن تفاصيل واحداث مر بها المطران المذكور وليواصل معها الليل مع النهار في سبيل انجاز هذا المؤلف بفترة قياسية  لم تتجاوز الشهر الواحد ..
ذكرنا في مستهل حديثنا عن المؤلف بان الكتب المناسباتية مهمة خصوصا وان نشرها في مركز الاحتفال بالمناسبة يتيح للمتابعين  ان يكونوا في قلب الاحداث للاستذكار وابقاء تلك الاحداث رهينة الذاكرة وعمق الاحتفال بمئوية مذابح السيفو ستجعلنا امام مؤلفات اخرى ربما يبرزها مؤلفين ساروا على خطى المؤرخ المثابر ادمون لاسو لينتجوا كتبا اخرى تحكي بالتفاصيل والاحصاءات ما شهده الكثيرون ممن سقطوا نتيجة تلك المذابح التي اقترفها العثمانيون قبل 100 عام ولتبقى الذاكرة نابضة بالكثير من مناخات افضت لارتكاب تلك الفضائع ولتجعلنا ندرك حقيقة ان يكون الانسان ماضيا نحو الانسانية لاان يعود به الزمن من اجل اقتراف فضائع اخرى لاتقل بشاعة عما تم قبل قرن من الان ولعل ما حدث من ابادات جرت على ايد عناصر تنظيم الدولة الاسلامية قبل عام  وما بعدها تعيدنا لكي ندرك ان عقارب الزمن ربما تعود مرة اخرى ولكننا في ترقبنا لتلك العودة  نترقب من يجسد حقوق الانسان ويرسخ القيمة العليا للانسان في مواجهة حقد الاخر  وتعامله بلغة الدم كوسيلة وحيدة لاقصاء الاخرين دون ان نحظى ببزوغ تلك الشمس التي بشروقها تفضح تلك الجرائم  والتي ما خفي منها كان اعظم ..